وقع عدد من الخبراء السياسيين والفلسطينيين المغتربين فى الخارج، أن تشهد الفترة المقبلة اعتراف عدد كبير من دول أمريكا اللاتينية بدولة فلسطين، وذلك على خلفية اعتراف البرازيل والأرجنتين وأوروجواى بدولة فلسطينية على حدود 5 يونيو 1967، وأكدوا أن اعتراف دول أمريكا اللاتينية بفلسطين كدولة سيكون له تأثير جوهرى على المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، التى ستتحول من مفاوضات بين دولة محتلة وسلطة تمثل شعباً إلى مفاوضات بين دولتين.
وأكد رئيس الجالية الفلسطينية فى البرازيل، عضو البرلمان البرازيلى الدكتور جمال محمد سالم، أن اعتراف الأرجنتين بقيام دولة فلسطينية على أراضى 1967 جاء استجابة لدعوات الرئيس البرازيلى المنتهية ولايته لولا دا سيلفا، الذى أعلنت بلاده اعترافها بالدولة الفلسطينية منذ عدة أيام، فيما استبعد رئيس الجالية الفلسطينية فى أوروبا أن تتخذ دول أوروبية قراراً مشابهاً نظراً لارتباط الموقف الأوروبى بالسياسة الأمريكية.
وقال سالم فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» على هامش مؤتمر المغتربين العرب الذى اختتم أعماله فى الجامعة العربية أمس الأول: إن الرئيس البرازيلى له تأثير كبير على دول أمريكا اللاتينية حيث إنه يعمل على توحيد قارة أمريكا الجنوبية تجاريا واقتصاديا، ومن هنا فإنه يعمل على إقناع باقى دول القارة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضاف سالم: هناك مواقف مشابهة سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة من دول أمريكا الجنوبية خاصة من بوليفيا وفنزويلا وتشيلى، بتشجيع من الرئيس سيلفا، الذى يكن احتراما كبيرا للعرب، وهو متعاطف بشدة مع القضية الفلسطينية. أما رئيس الجاليات الفلسطينية فى أوروبا الدكتور جمال نافع فأشاد بموقف البرازيل والأرجنتين وأوروجواى، مستبعدا فى ذات الوقت أن يكون هناك موقف مشابه من دول أوروبية.
وقال نافع لـ«المصرى اليوم»: الموقف الأوروبى لا ينسجم مع موقف دول أمريكا الجنوبية، لأن الموقف الأوروبى مرتبط بالسياسة الأمريكية التى لا يمكن أن تسمح بموقف أوروبى مشابه. وكانت الجامعة العربية أعربت عن تقديرها الكبير لما قامت به البرازيل والأرجنتين وأوروجواى من الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، معتبرة، أن هذه الخطوة المهمة هى تحرك فى الاتجاه الصحيح نحو اعتراف المجتمع الدولى ومجلس الأمن بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة فى مواجهة التعنت الإسرائيلى.
فى سياق متصل، قال الدكتور عماد جاد، الخبير فى الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن فلسطين دولة معلنة كدولة على حدود 67 منذ عام 1988 واعترف بها عدد كبير من الدول، ولكن الجديد الذى اعترفت به دولة الأرجنتين هو الاعتراف بفلسطين كدولة حدودها قبل 67وهو ما يعنى انضمام القدس الشرقية إليها.
وأضاف جاد لـ«المصرى اليوم»: «الفترة المقبلة ستشهد انضمام دول أخرى من دول أمريكا اللاتينية إلى البرازيل والأرجنتين وأوروجواى والاعتراف بها كدولة قبل حدود 67، خاصة أن أغلب دول أمريكا اللاتينية دائماً تسير على نهج أكبر دول القارة وهى البرازيل والأرجنتين وأوروجواى»، لافتاً إلى أن الارجنتين يوجد بها أكبر جالية يهودية ورغم ذلك اعترفت بحقوق الفلسطينيين فى إقامة دولة لهم تمتد حدودها إلى القدس الشرقية. وأوضح جاد أن اعتراف دول أمريكا اللاتينية بفلسطين كدولة، سوف يساهم فى التأثير جوهرياً على سير المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، فبعدما كانت المفاوضات ترتكز على أوسلو ونابلس، أصبح الطرفان يتفاوضان على دولة مستقلة اسمها «فلسطين».
وأرجع الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الخبير فى شؤون أمريكا اللاتينية، سبب اعتراف البرازيل والأرجنتين وأوروجواى بدولة فلسطينية، إلى أن أغلب دول أمريكا اللاتينية تنتمى إلى اليسار واليسار الوسط، موضحاً أن حكومات هذه الدول تكون سياستها الخارجية مستقلة وبعيدة تماماً عن الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن وجود رغبة كبيرة من جانب تلك الحكومات على إقامة علاقات قوية ووثيقة مع دول الوطن العربى.