موهبة كروية نادرا ما تتكرر فى القلعة البيضاء لاسيما أنه جمع بين المهارات الفردية والأداء الرجولى والالتزام الأخلاقى الذى شهد به الجميع سواء داخل الملعب أو خارجه، وبات أحد اللاعبين القلائل الذين أجمعت جماهير الأهلى قبل الزمالك على حبه واحترامه شأنه شأن محمود الخطيب وطه بصرى وحازم إمام ومحمد أبو تريكة وهادى خشبة، إنه معلم وسط ملعب الزمالك الجديد إبراهيم صلاح، العائد للفريق من جديد بعد تمسك الجهاز الفنى بعودته وإنهاء إعارته لسموحة.
خرج إبراهيم صلاح من الزمالك مكسورا بعد قرار أحمد حسام ميدو بعدم حاجة الفريق له، لكنه سريعا ما عاد شامخا مرفوع الرأس بعدما نادى الدانى والقاصى بعودته لإنقاذ وسط ملعب الفريق، وملء الفراغ الذى تركه، لاسيما بعد تألقه مع الفريق السكندرى، وفور عودته واستدعائه للانتظام فى تدريباته مع الأبيض. فتح إبراهيم صلاح قلبه لـ«المصرى اليوم» فى حوار لا تنقصه الصراحة.. فى السطور التالية يكشف عن أسرار وتفاصيل خروجه ثم عودته لبيته، ورأيه فى خسارة درع الدورى وكيفية استعادته من جديد.
■ فى البداية، مبروك العودة للفريق، وكيف تراها هذه المرة؟
- أنا لا أعتبر نفسى غريبا عن نادى الزمالك، فهو بيتى الذى تربيت فيه، وجماهيره صاحبة الفضل الأول على، ولا أستطيع أن أتأخر عن تلبية ندائه مهما كانت الظروف والأحوال.
■ لكن البعض تخوف من عدم موافقتك بسبب الطريقة التى رحلت بها عن النادى؟
- لا أملك قرار رفض العودة للزمالك، مهما حدث، وسبق أن رحلت منه قبل ذلك للاحتراف فى السعودية، وفضلته على العديد من العروض الخليجية والمصرية وفى مقدمتها النادى الأهلى الذى كثف من مفاوضاته معى قبل الزمالك لكننى فى النهاية وقعت للأبيض على بياض ودون أى شروط.
■ وكيف كان ردك على مسؤولى الأهلى أثناء المفاوضات؟
- النادى الأهلى ناد كبير يمثل مع الزمالك قطبى الكرة المصرية، لكننى «زملكاوى زيادة عن اللزوم»، لذلك عندما تفاوض معى مسؤولو الأهلى اعتذرت لهم عن عدم قبول العرض لأن أمر انتقالى للأحمر مغلق تماما لذلك قلت لهم بالحرف الواحد «أنا دمى أبيض وماأقدرش ألعب لنادى غيره فى مصر».
■ لكنك لعبت لسموحة؟
- سموحة من أفضل الأندية الاحترافية فى مصر ويمتلك قيادات على أعلى مستوى من الوعى والفكر الكروى الصحيح، لذلك فضلته على أندية أكثر شعبية، لكن ما يجب أن يعلمه الجميع أننى رحلت عن الزمالك مجبرا ولم أكن أتوقع الرحيل عنه فى الموسم الماضى.
■ إذا لما رحلت؟
- رحلت لسموحة بناء على قرار الجهاز الفنى للزمالك بقيادة أحمد حسام ميدو، واحترمت وجهة نظره الفنية فى عدم رغبته فى استمرارى، لأنه كان المسؤول عن الفريق فنيا، ولثقتى فى نفسى وأننى حتما سأعود مرة ثانية قررت الانضمام لسموحة.
■ لماذا اخترت سموحة؟
- لأنى كنت أبحث عن فريق يضمن لى المشاركة أساسيا حتى أثبت وجودى وأحتفظ بمكانى فى المنتخب وهو ما نجحت فيه بالفعل فتواجدت فى قائمة المنتخب طوال فترة إعارتى لسموحة، وهو ما أعتبره إنجازا مثل إنجاز فوز سموحة بالمركز الثالث للدورى.
■ بخصوص الدورى، ما هى أسباب خسارة الزمالك للدرع هذا الموسم؟
- عدم الاستقرار الفنى وتعاقب أكثر من جهاز فنى على الفريق فى الموسم المنقضى هو سبب خسارة الدرع، لكننى أراهن على قدرة الأبيض على الفوز بالدورى الموسم المقبل، وأقولها من الآن إن شاء الله الدرع أبيض الموسم المقبل.
■ وما سر هذه الثقة؟
- الزمالك يمتلك كل مقومات البطولة بداية من مجلس قوى برئاسة المستشار مرتضى منصور الذى يوفر كل شىء للجهاز الفنى واللاعبين ومرورا بلاعبين على أعلى مستوى سواء القدامى أو الجدد، خصوصا أن الصفقات الجديدة ستصنع الفارق، فضلا عن وجود جهاز فنى على أعلى مستوى بقيادة محمد حلمى الذى أتمنى استمراره.
■ لماذا؟
- لأن حلمى أثبت أنه الرجل المناسب فى المكان المناسب وهو الأجدر بقيادة هذا الجيل بعدما نجح فى استعادة الانتصارات، ولو أن الظروف أمهلته بعض الوقت أو تم التعاقد معه مبكرا لما خسر الزمالك الدورى.
■ وهل تتوقع تألقك ومشاركتك أساسيا مع محمد حلمى؟
- سأبذل ما بوسعى وسأقاتل فى التدريبات والمباريات لنيل ثقته وحجز مكان لى فى التشكيلة الأساسية للفريق، ولكن لا أشغل نفسى إطلاقا بالمشاركة أساسيا من عدمه لأن هذا أمر يخص الرؤية الفنية للمدرب وأنا أحترمها تماما مع أى مدرب، ولن أركن إطلاقا على أننى أحد كباتن الفريق الذى لابد أن يشارك فى كل المباريات.
■ ماذا تقصد؟
- أقصد أننى سأنضم للزمالك وكأنه أول يوم لى فى حياتى مع الفريق وبالتالى ستكون كل المسؤولية ملقاة على عاتقى لإثبات وجودى وإجبار أى جهاز فنى على الاعتماد علىّ بصفة أساسية.
■ وما هو طموحك مع الأبيض فى الفترة المقبل؟
- لم يعد مجرد طموح بل أصبح حلما يراودنى دائما وهو الفوز بالبطولة الأفريقية والمشاركة فى كأس العالم للأندية وهذا الأمر أعتبره حلم حياتى وعندى استعداد أموّت نفسى وأشوف الزمالك مشارك فى مونديال الأندية.
■ وماذا عن كأس مصر هذا الموسم؟
- كأس مصر هو بطولتى المفضلة مع الزمالك وسبق أن أحرزت لقبه مع الفريق مرتين وأتمنى أن يكونوا ثلاثة ألقاب هذا الموسم، لاسيما أن اللقب لم يتبق على إحرازه سوى خطوتين بعد تأهل الفريق لنصف النهائى، وكأس مصر هذا العام سيكون له مذاق مختلف لأنه سيكون التعويض السريع للجماهير البيضاء الوفية عن درع الدورى.
■ وكيف ترى تألق شيكابالا فى الفترة المقبلة؟
- شيكابالا، موهبة نادرة من الصعب أن تتكرر فهو «فريق لوحده» بدليل قيادته للفريق لنصف نهائى الكأس بفضل تألقه غير العادى، ووجوده مع الفريق إضافة كبيرة ومكسب لأى جهاز فنى يبحث عن لاعب بمثابة حلال المشاكل فى أى مباراة صعبة مثلما فعل أمام الاتحاد السكندرى بعد تأخر الفريق بهدف فكان الحل عنده.
■ وهل سيتأثر الفريق بإصابة محمد إبراهيم؟
- بالفعل محمد إبراهيم من أقرب اللاعبين إلى قلبى وإصابته الأخيرة نتيجة لـ«عين الحسود» التى جاءته فى أفضل فترات حياته ونضجه الكروى وتألقه مع الفريق لكننى واثق من عودته أفضل من الأول بعد إنهاء برنامجه العلاجى والتأهيلى وتربطنى بإبراهيم صداقة قوية وأعرفه جيدا عن قرب وأنه سيتحدى نفسه وسيعود بمستوى أفضل بكثير فى الموسم المقبل.
■ أخيرا كيف تقيم تجربة احتراف عمر جابر فى بازل السويسرى.
- تجربة مفيدة أتمنى له التوفيق فيها فقط مجرد بداية لاحترافه فى أكبر دوريات العالم ولكن ما سيفرق معى شخصيا هو أننى سأفتقد جابر كثيرا فى الملعب.