أعرب الفنان آسر ياسين عن تفاؤله بالمستقبل، رغم تزايد أعداد المتشائمين، وقال فى حديثه لـ«المصرى اليوم» خلال مشاركته كعضو لجنة تحكيم فى مهرجان وهران السينمائى:أن الشعب المصرى واع ويستطيع إن يحمى نفسه. وأضاف: إن مشاركة الفنان فى المهرجانات الفنية تزيد من درجة نضجه الفنى.. وإلى نص الحوار
■ كيف ترى مشاركتك كعضو لجنة تحكيم بالدورة التاسعة لمهرجان وهران للفيلم العربى؟
- هذه ليست المرة الأولى التى أشارك فيها كعضو بلجنة تحكيم، وأنا سعيد جدًا باختيارى ضمن لجنة تضم المخرج السورى محمد ملص كرئيس وربى هلال وجون بابتيست وفاطمة بلحاج، وعادة ما أقبل دعوة أى مهرجان فى العالم سواء كنت ضيف شرف أو مشاركا بفيلم أو عضو لجنة تحكيم، لأن الهدف منها هو دعم صناعة السينما التى أعشقها وأهواها، ومن الضرورى تشجيع ذلك، أضف إلى ذلك أن اختيار الممثل ضمن لجنة تحكيم يتطلب منه التعرف على الأعضاء المشاركين معه ويجمع معلومات عنهم وأعمالهم ومن خلال اجتماعاتنا يأتى التجانس، كل بفكره ووجهة نظره، وأستمتع بمناقشة الأفلام التى أراها جيدة وشرح سبب إيمانك بها، إلى جانب عدد من المتخصصين، وهو ما نقوم به مع كل فيلم، وأنا أنجذب دائما لهذا الإطار فى النقاش ويمنحنى مزيدا من حصيلة نضجى الفنى، وهى فرصة أيضًا للتعرف على رؤى واتجاهات الأفلام من دول مختلفة وكيف يفكر ويعبر الآخر ويعكس أفكارهم وفنهم.
■ هل ينحصر دورك فى اللجنة على تقييم التمثيل فقط؟
- لا.. تقييمى يكون على الفيلم بشكل متكامل ورؤية شمولية، وأنا دخلت مجال التمثيل منذ 12 عاما وخضت تجربة الإخراج لبعض الأفلام القصيرة، وأمتلك خبرة فى جميع عناصر المهنة سواء إخراج أو تصوير أو مونتاج أو صورة أو مزيكا أو تمثيل أو حتى المؤثرات الخاصة والدوبلير والإكسسوارات.
■ مشاركة فيلم «نوارة» فى المسابقة ألا يضعك فى حرج كونه يمثل سينما بلدك؟
- أتعامل مع الأمر بمبدأ أن الفن ليس له منشأ أو جنسية أو لغة، أتابع وأقيم كافة التجارب والأفلام المشاركة بحيادية تامة بشكل ناضج، لأن الانحياز لفيلم ما لا يكون فى صالحه، وفى النهاية لا شك أن السينما المصرية أقوى سينما موجودة فى المنطقة، وبالتالى لا تحتاج لمن يدافع عنها.
■ من مشاركتك بالمهرجان.. برأيك كيف ترى مكانة المهرجانات المصرية عربيًا وعالميًا؟
- مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من أهم 10 مهرجانات فى العالم، والأهم فى الشرق الأوسط، وهو ما لم يتغير، وأتمنى فقط بعد الظروف الصعبة التى عانينا منها على مدار السنوات الأربع الأخيرة ونحن فى مرحلة تشكيل جديد للوعى والفكر السينمائى وننتظر كيف ستؤتى هذه المرحلة نتاجها فى النضج، ودائما كل مهرجان يكبر على مدار سنواته بمساحته ونفوذه وأفلامه التى يستقطبها وهو مرتبط أيضًا بوضع ومكانة بلده عالميًا.
■ وكيف ترى وضع مصر حاليًا؟
- مصر فى حالة صمود، كذلك مهرجان السينما والثقافة والصناعة، وبعدما سنتجاوز تلك المرحلة التى نتعرض فيها لحروب شديدة، سوف تبدأ بعدها مرحلة تحديد الاتجاهات والتطور، وأنا متفائل رغم تشاؤم الكثيرين، وأقول إننا أمام فرصة ذهبية تحتاج للصمود والتحمل والتكاتف، لأننا البلد الوحيد فى المنطقة الذى ينعم باستقرار إلى حد ما، لأننا نمتلك وعيا شعبيا وحضارة داخل جيناتنا، والشعب المصرى يحمى نفسه، بعد ثورة وإخوان وبدأ مرحلة جديدة بعد تحرك، نحتاج فقط رؤية قومية تحدد المستقبل وكيف نصل لما نريده؟، وهو ما سيتشكل خلال الخمس سنوات القادمة.
■ أفهم من ذلك أنك راض عن الوضع الحالى على كافة المستويات؟
- دائما ما أعمل على حالى، ولا أترك للظروف من حولى لتشكل ما أنا عليه سواء نجاح يغيرنى أو كساد، دائما مؤمن بأن الحركة والاستمرار هما الأساس، أكيد هناك ما لا أرضى عنه، لكنه لا يؤثر بى ويجعلنى أهتز، لذلك أقول لك إننا فى مرحلة صمود، على مستوى العالم كله وليس مصر فقط.
■ إلى أين وصل مشروع فيلمك «تراب الماس»؟
- هو فيلم من تأليف أحمد مراد، وقريبًا جدًا سنبدأ تصويره، تجربة متحمس لها جدًا، لأنها البطولة الأولى لى مع المخرج مروان حامد بعد دور صغير جدًا ضمن فيلم «عمارة يعقوبيان»، وهو مخرج شاطر ومحترف، والسيناريو أيضًا مختلف فى كل شىء.
■ هل بدأت التحضير للشخصية؟
- منذ 8 شهور تقريبًا، وأجسد خلال الفيلم أجسد من خلاله شخصية مختلفة عن كل أدوارى، من المفترض أن أخسر بسببها 10 كيلو جرامات من وزنى، لأنى أحتاج لأن أكون نحيفا، وحتى الآن خسرت 4 كيلو فعليًا، أظهر من خلالها بشكل وطريقة كلام جديدة.
■ كيف ترى قرارات دعم السينما ووجود كيانات إنتاجية ضخمة مؤخرًا؟
- لا شك أن كل هذه الخطوات أيا كانت مسمياتها ستكون فى مصلحتى وزملائى والصناعة بشكل متكامل، كونها تضمن وجود حراك فنى وعمل، وهو ما يعنى أن السينما جذبت المنتجين ومزيدا من الاستثمار، بعد سنوات من تراجع الإنتاج مؤخرًا.
■ وهل بدأت التحضير لمسرحيتك مع د.سناء شافع؟
- الفنان سناء شافع تواصل معى منذ فترة بخصوص عمل يجمعنا سويًا، واعتذرت له لأننى مشغول بأكثر من عمل الفترة القادمة، لذلك قررت تأجيل هذه الخطوة.
■ ما الشخصية التى تتمنى أن تقدمها أمام الشاشة؟
- أسعى لتقديم شخصية الطبيب المصرى العالمى مجدى يعقوب، كنوع من رد الجميل والاعتبار والاحترام والشكر له، لأننى زرت المستشفى الخاص به بسبب مرض أحد المقربين لى وعشت هناك فترة، وأعتبره نبيا من أنبياء الله، لأنه عاش تحديا صعبا حتى يصل لما وصل إليه.