x

الفساد المر

الأربعاء 20-07-2016 21:56 | كتب: اخبار |
خدمة شكاوى المواطنين  - صورة أرشيفية خدمة شكاوى المواطنين - صورة أرشيفية تصوير : بوابة الاخبار

الفساد ما أقبحها كلمة تقال ومعنى قوى كزلزال مدمر، والفساد كيان مقزز ينحدر بالبلاد، ويؤذى العباد، وهو كالتربة تحتاج للسماد وما أسوأه من سماد.. وما أقبحها من تربة عفنة!!.. للأسف أصبح الفساد ظاهرة تتفشى داخل مجتمعنا وتتسرطن بداخله وتحتاج لجراحات دقيقة ولجراح ماهر لاستئصال الأجزاء المتسرطنة منه، والتى عشش فى أنسجتها الفساد وبنظرة عابرة ستجد الفساد موجودا فى كل القطاعات وآخر المستجدات هو تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة.. والدولة بأجهزتها حائرة وعاجزة عن قمع هذه الظاهرة القميئة، ومحاسبة المجرم الرئيسى وأتباعه، وتلك نتيجة طبيعية إن لم نشدد ونكثف من الرقابة، ونغلظ العقاب أيضا حتى لا يستهين الفاسدين والمفسدين بسيف العدالة، وهذا ما يفسر أن الفساد «شخصى»، وكيان ذاتى وليس القطاع ذاته الذى ينبعث منه الفاسد، فهو شخص غوى الحرام وفيه سبح وعام، وله انصاع وأصبح له باع، وكان من الهواة وبات واصبح من العتاة، ولأن هذا الفاسد المفسد كالميكروب المعدى والفيروس المؤذى فإنه إذا تيسر له العمل فى قطاع آخر سيبث العدوى وسموم الفساد أيضا فى المكان أو القطاع الذى يعمل فيه، بيد أن الخطر المحدق بيننا هو أن هذا الفاسد المفسد يلد ويتكاثر أو يبيض ويفقس من الآفات أمثاله ما لا تستطيع ملاحقته، وهذا عبء جسيم على أجهزة الرقابة والتى تقاتل هى الأخرى بأجهزتها المختلفة، وتلاحق وتضرب بيد من حديد ولها كل يوم سبق وإنجاز جديد، ورجالها أشداء وذوو بأس شديد.. ولكننا لا نريد للفساد أن يتكاثر ويزيد، وحتى نتصدى بحزم ونمنع أن تتحول الظاهرة إلى وباء علينا تغليظ العقوبة، وتفعيل القانون بحزم، وسد ثغراته حتى لا يولد مولودا جديدا نغنى له... ونقيم له سبوعا حافلا ومرددين «حلقاتك برجالاتك يوم ورا يوم تكبر وتزيد... وحتفسد بقى زى إخواتك ده فسادك بيضر أكيد!!»

دكتور/ أمين أحمد مناع - استشارى بوزارة الصحة

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية