x

مصطفى النجار الحقيقة المرة: المصريون غير مرغوب فيهم بالفنادق المصرية! مصطفى النجار الثلاثاء 19-07-2016 22:59


تظل قضية أسعار الفنادق المصرية «للمصريين» في المواسم والأعياد تشكل جدلاً كبيراً وتدور حول وجهتى نظر.. الأولى أصحاب الفنادق الذين يرون أن الأسعار «عرض وطلب» وأن الخسائر التي يتكبدها الفندق من جراء تواجد المصريين أكبر من أي أسعار، وبالتالى فالمصريون أصبحوا من وجهة نظرهم غير مرغوب فيهم بالفنادق.
ووجهة نظر المصريين أنه من غير المعقول أن تباع الغرفة للأجنبى بـ10 دولارات أو حتى 20 دولارا وللمصرى بـ1500 جنيه وحتى 3 آلاف جنيه في الليلة الواحدة.
كنا قد طرحنا هذه القضية في مقال تحت عنوان «الفنادق ذبحت المصريين في العيد» وأحدث هذا المقال ردود أفعال كبيرة ما بين معارض ومؤيد.. وكان مبعث استغرابنا أن بعض الفنادق رفعت الأسعار، بحجة أنها ليس لديها غرف فاضية.. وعندما ذهب المصريون الذين دفعوا بهذه الأسعار فوجئوا أن نسبة الإشغال ضعيفة جداً، وبالتالى ما هو مبرر هذه الأسعار أو المغالاة عليهم؟!
أحد كبار رجال السياحة في مصر، وهو حسام الشاعر، قال إن المشكلة التي نعانى منها بالفنادق من المصريين لا يتخيلها أحد لدرجة أنه بالفعل أصبحنا نرفع الأسعار حتى نقلل الأعداد، ونحصل على طبقة ذات سلوكيات مقبولة.
للأسف الشديد، إن تعامل المصريين سيئ جداً مع الموظفين والعمالة وتبدأ من «إنت مش عارف أنا مين؟» وتنتهى بخناقات بين المصريين وتصل حتى إلى أقسام الشرطة لدرجة أن بعض السائحين الأجانب أصبحوا يحذرون بعضهم أنهم من الأفضل عدم التواجد في المواسم والأعياد مع المصريين، بالإضافة إلى هدر كميات غير معقولة من الأطعمة في البوفيهات، وبالتالى بدأنا نخسر السائح الأجنبى.. والكلام لا يزال لحسام الشاعر يقول: ناهيك عن مشاكل نزول حمامات السباحة بالملابس العادية وما يسببه ذلك من مشاكل صحية وإزعاج للأجانب وأيضاً التعدى على العاملين مع أن هؤلاء المصريين عندما يسافرون للخارج لا يفعلون ذلك.
المهم أن خسائر الفنادق من المصريين أكبر من الأسعار، ولا نستطيع تعويضها، ولذلك نضطر لرفع الأسعار جداً.
أما رجل الأعمال الكبير سميح ساويرس، فيأخذ القضية في اتجاه آخر تماماً، حيث يقول:
مفيش أمل في مصر ما دامت لا تؤمن بقواعد السوق، لا في الصناعة ولا في التجارة ولا في التعليم! إيه الزيطة اللى عاملينها على أسعار الغرف؟!
العالم كله يسعر حسب الطلب واحنا مطلوب مننا دعم السايح المصرى.. هي بورصة؟ والسعر يتحدد من خلال الطلب، ومن يبالغ يظل فارغا، ويخسر ولكن أغلب أصحاب الفنادق يعرفون جيداً كيف يسعرون غرفهم. وعندما ازدهرت السياحه كانت الغرف تباع للأجانب بأضعاف هذه الأرقام علماً بأنهم يملأون الفنادق بصفة مستمرة، وليس أربعة أيام ولا يسيئون استخدام الغرف والخدمات مثل نسبة غير هينة من المصريين.
أما عن مطالبة الدولة بدعم أصحاب الفنادق فهو نفس المرض! بأى حق نطالب الدولة بدعم وعندما نسعر الغرف نرفض أن ندعمها! فعلاً مرض متفش في كل مجال وفى عقول كل الناس!! الدعم الوحيد الذي يستحق هو دعم العامل الغلبان الذي فقد عمله ولا يحصل حتى على إعانة بطالة تدفعها حكومات أعتى الدول الرأسمالية. حتى الدولة ممثلة في مصر للطيران عندما تتعامل بأسلوب السوق في بعض الأحيان وتدعم في أحوال أخرى تؤكد أنها أيضاً تتبع نظرية العرض والطلب عندما تجد الفرصة. أرخص أن تسافر من فرانكفورت إلى الغردقة من أن تسافر من القاهرة إلى الغردقة! إنه مرض اسمه استحقاق الدعم!! كل المصريين يؤمنون باستحقاقات لا يؤمن بها أي مواطن في أي دولة أخرى.

لن نتقدم ما دمنا نطالب الحكومة بل القطاع الخاص أيضا بدعم عمال على بطال!! اتركوا السوق تحدد سعر كل شىء وركزوا على دعم ومساندة ملايين المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر!! اضمنوا للثمانين مليونا تعليما مقبولا وعلاجا معقولا، واتركوا السوق تسعر للقادرين حسب المستوى الذي يستحقونه- حسب قدراتهم المالية!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية