نظمت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، ورشة عمل بعنوان«مستقبل ليبيا في ظل انتشار الجماعات الإرهابية»، الثلاثاء.
أكد المستشار إبراهيم غويل، أستاذ القانون الدستوري الليبي، أن مصر نجحت في الحفاظ على استقرار المنطقة، وأضاف أن الإسلام لا يعرف العنصرية، مؤكدًا أنه يجب على مصر والأزهر حمل رسالة الوسطية وإنقاذ الأمة بل والإنسانية كلها من الإرهاب خاصة أن القادم في ليبيا يتوقف على قيام مصر بدورها.
وأشار، إلى أهمية تفعيل ميثاق طرابلس القائم بين دول المثلث الذهبي وهي: مصر والسودان وليبيا الذي يهدف للاستفادة من الخبرة الزراعية المصرية وأيديها العاملة في زراعة الأراضي السودانية الخصبة بأموال النفط الليبية.
وأكد أيمن السيسي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن انهيار ليبيا شجع على انتقال هذه الجماعات إليها، موضحًا أن المحرك الرئيس للإرهاب المخابرات الأجنبية خاصة أمريكا وإسرائيل بدليل التعامل الودي بين الإرهابيين والصهاينة.
أضاف، أن تجربة الاختطاف التي مر بها ببني غازي تؤكد أن قانون التطرف هو الذبح تقربًا لله، مشددًا على أن الأزمة الليبية تستمر باستمرار الخلافات سواء بين القبائل أو بين النخبة الليبية التي عاشت طيلة حياتها بالخارج ثم عادت إلى ليبيا لنهب الأموال.
أوضح أكرم الجراري، داعية إسلامي ليبي، أن الجماعات الإرهابية استغلت فطرة الشعب الليبي وثقافته وضربوا الإسلام بالإسلام حيث اقتطعوا الآيات وأصدروا الفتاوى الضالة للخروج على ولي الأمر، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية تعتمد في الأساس على الشباب صغير السن مستغلة ما أحدثه سقوط النظام من فراغ ديني وفكري، بحيث تعمل التنظيمات الإرهابية على استقطاب الشاب ذا الـ16 عامًا بمصطلحات التكفير، لإقناعه بأنه ليس لأولي الأمر الفسقة سوى القتل.
شدد، على كون ليبيا الدولة الوحيدة التي لا تباع فيها المحرمات، معاتبًا الأزهر وعلمائه الغياب التام في بداية الأزمة الليبية، مشيرًا إلى كون المشكلة الليبية أزمة سياسية بعباءة دينية ومحرك غربي وأن حلها يحتاج إلى التعاون بين مصر وليبيا.
قال السفير عمر الحامدي، سفير ليبيا سابقًا لعدد من الدول بقارة أفريقيا، أن الوضع خطير بالوطن العربي أجمع، فنحن أمة فقدت مكانتها منذ الحروب الصليبية، ونجح الاستعمار في تقسيم الوطن إلى أوطان، مؤكدًا أن ما حل بليبيا موجهًا استراتيجيًا لمصر، فليبيا قادرة على مجابهة «داعش» وأمثاله لقدرة الأطفال حتى على استخدام السلاح، لكن الدواعش يسعون للدخول إلى مصر وتفتيتها وجر الجيش المصري إلى مستنقع الهلاك في الصحراء.
وقال خالد عمران، أمين فتوى بدار الإفتاء، أن الأزهر لديه مسؤولية تجاه الشعب الليبي تتمثل في التعليم والإعلام بالدرجة الأولى، فالحثالة الموجودة بليبيا التي تقتل وتسرق ستزول، ولكن بعد انقشاع الغمة ماذا يتوقع من طفل أو امرأة استغلهم تنظيم إرهابي،لأن التطرف يولد تطرف من نوع آخر أشد قسوة، لذلك يسعى الأزهر لتدريب الدعاة الليبيين حتى يتمكنوا من معالجة توابع التطرف.