قال اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، إن قلة الوعى وعدم إدراك المسؤولية والتسرب من التعليم هى الأسباب الرئيسية فى تفاقم الأزمات الطائفية بالمحافظة وتكرار المصادمات بين المسلمين والأقباط خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف المحافظ، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه يسعى- بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة- لزيادة الوعى الدينى والثقافى لأهل القرى لمنع العنف ووضع نهاية للخلافات الطائفية، مشيرًا إلى أن التطرف الدينى فى التسعينيات تسبب فى تفاقم الملف الطائفى بالمحافظة.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا تنتشر أحداث الفتنة الطائفية بالمنيا حتى وصل الأمر إلى وجود 4 أحداث خلال شهرين؟
- يجب الإشارة إلى أن هناك وقائع يتم تداولها إعلاميًا على أنها طائفية، وهى فى الواقع قضايا جنائية، كما حدث فيما عُرف إعلاميًا بـ«فتنة الكرم»، حيث أُشيع على إحدى السيدات أنها على علاقة بأحد الأشخاص الأقباط، ما تسبب فى قيام زوجها بتطليقها، ما دفع أهل الزوج إلى الاعتداء على منزل أسرة الشخص القبطى، وهذا الموضوع كله وليد الوقت، ولم يكن مدبرًا أو مرتبًا له، وهو ما تكشف عنه تحقيقات النيابة، والحكم فيها متروك للقضاء، وسبب الفتنة الطائفية بصفة عامة هو ضعف الوعى الدينى والثقافى وعدم إدراك المسؤولية من جانب البعض، والواقع يؤكد أنه كلما ارتفع الوعى الثقافى والدينى قلت الأحداث الطائفية.
■ ماذا عن الإجراءات التى يتم اتخاذها للتعامل مع أحداث قرية طهنا الجبل الأخيرة؟
- هناك شقان لمواجهة الأزمات الطائفية، الأول أمنى باعتبار ما يحدث من تجاوزات فيها جرائم يعاقب عليها القانون وتستوجب معاقبة مرتكبها، وهناك إجراءات مجتمعية نسعى من خلالها لوضع نهاية لتلك الأزمات من خلال زيادة الوعى الدينى والثقافى بالنسبة لأهالى القرى، والدعوة إلى التسامح والمحبة والإخاء، والتحذير من عواقب الفتن وتساهم فى ذلك مديرية الأوقاف وبيت العائلة المصرية بالترسيخ لقيم المواطنة والتعايش السلمى فى المجتمع.
■ ما أبعاد الملف الطائفى فى المنيا؟
- أهم أسباب الطائفية ترجع إلى التطرف الدينى فى التسعينيات من القرن الماضى، ما أدى إلى خلق نوع من التشدد الدينى لدى البعض، وما يحدث الآن هو حالات فردية، ولا يمكن وصفها بأنها «ظاهرة».
■ هل للإعلام دور فى التصدى لهذه الأزمة؟
- بالطبع للإعلام دور مهم فى المواجهة الفعالة للشائعات والأخبار الكاذبة التى تُعد وقودًا للأزمات، كما أن دور الإعلام حيوى فى الترسيخ للتعايش السلمى واحترام الآخر وقبوله، ويجب التركيز على التناول الموضوعى للأحداث والابتعاد عن الإثارة.
■ ما دور بيت العائلة المصرية فى التدخل لحل هذه الأزمات؟
- دور بيت العائلة المصرية مهم وحيوى ومنوط به التدخل فى مثل هذه الأمور، خاصة أنه يضم ممثلين عن الدينين الإسلامى والمسيحى والمجتمع المدنى، وتم الانتهاء من تشكيل بيت العائلة بمركزى ملوى وسمالوط، وجارٍ دراسة الانتهاء من إصدار قرار تشكيل بيت العائلة بمركز المنيا، وجارٍ تشكيل فروع بيت العائلة بباقى مراكز المحافظة.
■ ما دور الأجهزة التنفيذية فى التصدى للأزمات الطائفية؟
- تم عقد اجتماع مع رؤساء المراكز والمدن وعدد من الجهات المعنية لتفعيل دورها فى وأد الفتن الطائفية والخلافات الثأرية، وتم التشديد على مديرية الأوقاف والمطرانيات بتفعيل الخطاب الدينى من خلال اختيار الخطباء بالمساجد والكهنة بالكنائس.