قال سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، إن هناك اتجاها لسحب الثقة من 3 وزراء خلال الفترة المقبلة، بسبب «التباطؤ» فى أداء عملهم، واتهم الحكومة بأنها السبب فيما يتردد بأن مجلس النواب «ضعيف»، وأرجع الأزمة الدبلوماسية التى افتعلتها إيران عقب حضوره مؤتمر المعارضة الإيرانية بباريس لتلميح الوفد المصرى غير الرسمى برئاسته عن مساعدة طهران للإرهاب الذى يمكن أن يضرب بلداناً خارج المنطقة.
ووصف، فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم»، انقلاب الجيش على الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأنه «حركة تصحيح مسار» لعدم وجود سياسة حكيمة من «أردوغان»، حيث يقتل الديمقراطية ويعادى الخارج ويكمم الأفواه، متوقعاً تكرارها إن لم يغير من سياساته التى أدت إلى كراهية الكثيرين له.
وأشار إلى أن المجلس فى انتظار الأدلة التى تثبت ملكية جزيرتى «تيران وصنافير» لدراستها جيداً، حتى يتم اتخاذ قرار نهائى فى الأمر، وأرجع ضعف الأحزاب المصرية إلى سيطرة الحزب الوطنى المنحل على الحياة السياسية فى البلاد على مدى عقود طويلة، لافتاً إلى أن المجلس الحالى حريص على عدم إهمال المعارضة داخله، وأكد أن حل الفتن الطائفية يتلخص فى تطبيق القانون على الجميع،.. وإلى نص الحوار:
■ فى رأيك لماذا فشل انقلاب تركيا؟
- ما قام به الجيش التركى «حركة تصحيح مسار» كانت متوقعة لعدم وجود سياسة حكيمة من أردوغان، حيث يقتل الديمقراطية ويعادى الخارج ويقصف بمعارضيه ويكمم الأفواه، وما حدث أمر لم يكن بعيدا عن الحدوث، وأتوقع أن يتكرر الأمر إن لم يقم أردوغان بتغيير سياساته الداخلية والخارجية التى أدت إلى كراهية الكثيرين لهم.
■ لا تزال أصداء الأزمة الدبلوماسية بين مصر وإيران بسبب مشاركتك فى مؤتمر المعارضة الإيرانية بفرنسا حديث الأوساط السياسية داخل وخارج البلاد.. هل هناك تبعات لذلك لم يتم إعلانها؟
- لقد أعلنت من قبل أن الوفد المصرى الذى شارك فى المؤتمر، وضم عددا من البرلمانيين، سافر بناء على دعوات شخصية من منظمى المؤتمر، ومن ثم قمنا بتلبية الدعوات، وهذا أمر طبيعى بالنسبة لنا، فلا يوجد ما يمنع أن نتواجد فى المناقشات، خاصة أن من حضروا المؤتمر يزيدون عن 2000 مشارك يمثلون وفوداً لدول عديدة.
■ البعض يؤكد أن المشاركة تكليف غير معلن من رئيس مجلس النواب؟
- غير صحيح، لأن التكليف لابد أن يتم إعلانه، ولا أستبعد أن من يرددون ذلك يرغبون فى إحداث فتن أو كسب ود الرافضين لتواجدنا، والدليل أن كثيرا من الدول شاركت بصفات غير رسمية، فلماذا أثيرت أزمة بخصوص الوفد المصرى؟، كما أن هناك بيانا من الخارجية المصرية أيد موقفنا، وأكد أن المشاركة تمت بشكل غير رسمى.
■ ولماذا قامت إيران بالتصعيد واستدعاء القائم بالأعمال، احتجاجاً على حضور الوفد المصرى لمؤتمر المعارضة؟
- طهران لا ترغب فى وجود معارضين لها، وهذا أمر يخصهم، ولكن نحن نؤمن بالحريات وندعمها ولا غضاضة فى ذلك.
■ كيف كانت مشاركتك فى المؤتمر؟
- قلت إننا الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب فعلياً فى المنطقة، وغيرنا يحاربه بالبيانات والشجب، وإن مصر تضحى من أجل اجتثاث العنف وإيجاد حياة سلمية للجميع، وطالبت جميع الدول بالوقوف ضد الإرهاب الغاشم.
■ ماذا عن الدول التى تدعم الإرهاب؟
- طالبتها بالتوقف عن هذا النهج الذى يمثل خطورة على المنطقة بالكامل، وأضفت أننا فى حال فشلنا فى السيطرة على الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط فسوف تمتد آثاره خارج المنطقة، وهذه رؤية واضحة لكل ذى عقل، لأن الإرهاب لا دين له ولا ضمير، ويمكن أن يتواجد فى أى مكان، وبالتالى فمن السهل جداً أن يلقى بآثاره العنيفة على أوروبا وأمريكا، وأشرت إلى أن مصر دولة مدنية تؤمن بالسلام وترفض أى نظام قائم على أساس دينى أو عرقى، وتعمل على إيجاد مناخ آمن يضمن للمنطقة حياة بدون دماء، ولذلك على الداعمين للإرهاب الرجوع إلى العقل والمنطق والحكمة لما فيه الخير للجميع.
■ هل انتقدت النظام الإيرانى خلال كلمتك؟
- لم يحدث، وكل ما يهمنا فى الأمر محاربة الإرهاب الغاشم الذى أصبح وباء يهدد كل الدول بلا استثناء، ما يلزم توجيه التحذير للدول التى لا تلقى اهتماما بالوقوف ضد العنف، لأنها تضر نفسها، ومن حولها، وتحدثنا عن الحرية والديمقراطية وشرحنا رغبتنا فى دعم كل القضايا التى لها حق مشروع، خاصة الحريات، والضرب بيد من حديد على أيدى الدول التى تساعد الإرهاب، وكان هدف المؤتمر أن يحفظ الإنسان حقه فى وطنه بعيداً عن القمع والتنكيل، وبالمناسبة حضر الأمير ترك الفيصل، رئيس جهاز المخابرات السابق، ممثلاً عن الرياض، وألقى كلمة انتقد فيها النظام الإيرانى، ووصفه بـ«الفاشى»، واتهمه بأن له أطماعا فى المنطقة العربية، وحذر من المد الشيعى الموجود حالياً، وقال إن هذا النظام لا يرغب فى استقرار المنطقة مطلقاً.
■ كيف استقبلت قرار استدعاء القائم بالأعمال المصرى فى إيران؟
- نحن مقتنعون بما فعلنا، ومن باب التوضيح فقط قلنا إن المشاركة كانت شخصية وليست رسمية، ومن يرغب فى الديمقراطية والسلام عليه تقبل الانتقاد والمعارضة.
■ لماذا صعدت «طهران» ضد «القاهرة»؟
- بصراحة لأن كلمتى تضمنت تلميحا بأنها من الدول التى تحمى الإرهاب مثل «داعش» وغيرها، وهذا بكل تأكيد يؤجج المشاعر الإنسانية لدى المنطقة التى تتطلع إلى حياة هادئة آمنة، وأعتقد أنهم يعلمون جيداً أنهم فى بؤرة الاتهام فى هذا الجانب، ما جعلهم يتحركون بهذا الشكل.
■ لنعود للشأن الداخلى.. هناك اتهامات لمجلس النواب بأنه ضعيف ولا يستطيع مواكبة الأوضاع الجارية.. هل هذا صحيح؟
- بالعكس، أنا أرى أنه مجلس قوى به شخصيات قادرة على إثراء الحياة النيابية، والجميع يعمل بجد واجتهاد، ولا يوجد تقصير فى شىء، ولكن هناك أمورا تسببت فى هذه الفكرة الخاطئة تتمثل فى أداء بعض الوزارات السلبى، والتى لا تتعاون مع المجلس، ما يؤدى لظهور المجلس بصورة ضعيفة على غير الواقع، ولقد حذرناهم مرات عديدة من هذه التصرفات التى لا تتحملها البلاد، ولكن دون جدوى، ولذلك فإن المجلس يتجه لاتخاذ قرارات تضمن سلامة العمل بالحكومة ما سينعكس بالإيجاب على أداء النواب، فما نعيشه مأساة، حيث تقوم الحكومة بإضعاف المجلس ولا تنفذ ما يطلب منها.
■ أى قرارات؟
- لدى المجلس اتجاه إلى سحب الثقة من عدد من الوزراء الذين تكاسلوا وخرجوا من الخدمة لما فيه مصلحة البلاد.
■ كم وزير؟
- من 2 إلى 3 تقريبا.
■ هل منهم وزارات سيادية؟
- لا توجد وزارات سيادية، وهى خدمية من الدرجة الأولى، ولقد جددنا الثقة للحكومة منذ أربعة أشهر تقريباً، وأخذت فرصة كافية للعمل، لكنها لم تقدم شيئاً وأهملوا طلبات المجلس.
■ ما هى الوزارات التى سيتم الاستغناء عنها؟
- لا أرغب فى الكشف عن أى معلومات الآن.
■ متى يتم اتخاذ تلك الخطوة؟
- خلال شهر تقريباً.
■ لما تأخرتم فى اتخاذ قرارات الإقالة طالما أن الحكومة مقصرة من وجهة نظر المجلس؟
- الأمر ليس بالسهل، ويحتاج إلى حكمة، كما أن المجلس أراد منح الفرصة للحكومة لتعديل الأوضاع، وهناك وزراء استجابوا بالفعل وتغير أداؤهم، وهناك من لم يستجب، وفى النهاية لا نقف عند أشخاص، فمصلحة البلاد تعلو كل المصالح والاعتبارات.
■ الكثيرون يؤكدون أن ضعف المجلس سبب افتقاده للمعارضة الحقيقية؟
- هناك معارضة داخل المجلس وتظهر من خلال المناقشات فى القوانين والقضايا الشائكة التى تعرض علينا، وبلا شك أن المجلس يكون قوياً عندما يوجد به ثلاث قوى، وهى «اليمين، والوسط، واليسار»، وهى ممثلة بـ«النواب» بالفعل، وإن كان اليسار أقل كثيرا لكنه قادر على التعبير عن نفسه.
■ من هم ممثلو الوسط واليسار واليمين؟
- الوسط فى المجلس يمثله «الوفد، والأحزاب الليبرالية، والشخصيات المستقلة، أما اليمين فهو ائتلاف دعم مصر واليسار يمثله ائتلاف «25-30».
■ هل «دعم مصر» ممثل النظام تحت القبة؟
- «دعم مصر» ليس مسيطراً كما يقول البعض، والدليل أن هناك أموراً كثيرة تمت تؤكد ذلك، فـأنا مثلاً تم ترشيحى وكيلاً للمجلس، وأنا ممثل للوفد، وغيرها من الأمور التى انتهت فى اتجاه مخالف للائتلاف، ولكن يمكن أن يكون ذلك القول ناتجاً عن عددهم الكبير فى المجلس.
■ ما هى أسباب ضعف الأحزاب وظهورها سياسياً بشكل هزلى كما يصفها الخبراء؟
- سيطرة الحزب الواحد الممثل فى الحزب الوطنى المنحل على مناحى الحياة السياسية فى مصر لسنوات طويلة أفسد هذا المجال، ما أثر بالسلب على العاملين فيه، حيث تم تهميش الأحزاب ما أدى إلى ضعفها، ناهيك عن ضعف التمويل ما يضعف الأداء، وعموماً أنا متفائل لأن مجلس النواب يضم ممثلين لـ19 حزباً، وهذا أمرا لم يكن موجوداً من قبل، ما يؤكد أن الحياة الحزبية ينتظرها مستقبل أفضل كثيرا من السابق.
■ هناك اتهامات للمجلس بالبطء فى إنجاز «أجندته التشريعية»؟
- نحن نعمل على قدم وساق لإنجاز الأجندة، ولك أن تتخيل كم الموضوعات والمشاكل التى خاضها المجلس، ورأينا التحديات التى تواجه الدولة بشكل عام والمجلس بشكل خاص، وعموماً نحن نتطلع لإتمام المخطط قبل نهاية الفصل التشريعى.
■ هناك قضايا شائكة تحتاج من المجلس إلى البت فيها كـ«الصحافة والإعلام والخدمة المدنية ودور العبادة».. ما هى أسباب التأخير؟
- المجلس ليس السبب فى تأخر كثير من القوانين، فنحن نناقش ما يصلنا من الحكومة بسرعة شديدة، والتباطؤ سببه الحكومة بالدرجة الأولى، لأنها ترسل كثيراً من القوانين متأخرة.
■ وجهت إلى مجلس النواب انتقادات شديدة بسبب ضخامة الميزانية المخصصة له، والتى تقدر بمليار جنيه تقريباً.. ما هى أوجه صرفها؟
- الميزانية بالضبط 967 مليون جنيه، يتم صرفها كالآتى: 567 مليونا «أجور الموظفين»، والذين تضاعف عددهم بعد ضم مجلس الشورى، و120 مليونا «إيجارات» على المبانى، وما يتقاضاه النواب لا يتجاوز الربع، ويخصص ما تبقى منها للمصروفات، والميزانية منذ عام 2011 لم تتغير، وطالبنا من قبل بزيادتها، لكن مع الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد فضلنا التعايش بما هو موجود.
■ البعض يؤكد أن معظم سفريات النواب لا فائدة منها وتكون للترفيه فقط؟
- كلام لا أساس له من الصحة، فالمجلس من أهم المؤسسات فى الوطن، وبالتالى فمن الأهمية المشاركة فى المحافل الدولية والمؤتمرات، إضافة إلى المأموريات الخاصة بالمهام الوطنية، ولا يمكن إغفال شىء منها، وللعلم فإن الوقت يكون ضيقاً للغاية، ولا يوجد متسع حتى للاسترخاء، ومعظمها تكون سفريات شاقة لأنها مضغوطة، فكيف نقول إنها تأتى للترفيه، وهل من المفترض أن يمتنع النواب عن تمثيل الوطن على الساحتين الإقليمية والدولية؟ ونحن لسنا وحدنا فى العالم، ولابد من تواجد مصر على الخريطة الدولية بما يليق بتاريخها وعراقتها.
■ هل تيران وصنافير «مصرية أم سعودية»؟
- ننتظر المستندات المتمثلة فى الوثائق والمحررات والخرائط وكل ما يدل على ملكية الجزيرتين، حتى يتم فحص الأدلة جيداً داخل المجلس، مع الاستعانة بالخبراء والشهود، وبعدها سيكون للمجلس رأيه القاطع فى هذه القضية.
■ متى يحدث ذلك؟
- ننتظر الأدلة والمستندات من الدولة والمؤسسات، ولابد أن يعرف الجميع أننا ممثلون عن المصريين، ولذلك نعدهم بأننا سوف نقف على الحقيقة كاملة، ولن نفرط فى حبة رمل مصرية، لأن التاريخ سيحاسب البرلمان على هذه القضية الكبرى.
■ ما رأيك الشخصى فى القضية؟
- أنتظر الوقوف على الأدلة حتى أكون رأياً نهائياً وقاطعاً، لأن الأمر حساس.
■ لكن مجلس الدولة أعلن أن الجزيرتين مصريتان؟
- لا أرغب فى تقييم الأحكام القضائية أو التعقيب عليها.
■ إذا أيدت «الإدارية العليا» مصرية الجزيرتين؟
- هذا أمر سابق لأوانه، ولكل مقام مقال، ودعنا لا نستبق الأحداث.
■ لماذا تفاقمت المشكلات التى واجهت المجلس مثل واقعة الأفلام الإباحية وتنصت زميل على الأعضاء، وأخيراً أزمة النائبة مع قسم مدينة نصر؟
- لا أرغب فى الحديث عن هذه الأمور.
■ ماذا عن المصالحة بين الإخوان والدولة؟
- هذا كلام غير منطقى، لأن القول بالمصالحة لا يمكن أن يتم مع أشخاص متهمين بالعنف والقتل والإرهاب، وأنا شخصياً لم يحدثنى أحد فى هذا، ولكن ما يمكن القول به هو النظر إلى من هم بعيدين تماما عن القتل أو التخريب ولم يشاركوا من قريب أو من بعيد فى العنف، بحيث يتم بحث حالاتهم والتأكد تماماً من اعتدالهم وعندها يمكن استيعابهم.
■ ما هى جهود المجلس لعمل انتعاش سياحى للإسهام فى تحسن الأوضاع الاقتصادية؟
- نحن نعمل فى تلك الاتجاهات، فهناك وفود من المجلس سافرت إلى روسيا لحل مشكلة السياحة بعد حادث الطائرة، وأخذنا وعوداً بعودتها وتفهم المسؤولون ذلك، بعد أن أوضحنا أغراض الخبثاء الراغبين فى نقل صورة سلبية عن مصر، ومازال أمامنا تحركات واسعة نتمنى أن تكلل بالنجاح، وأنا على ثقة فى أن الاقتصاد سيتعافى خلال عام، وسوف تصل مصر إلى مصاف الدول المستقرة لأن العمل الدؤوب الذى تقوم به مؤسسة الرئاسة والمجلس وعدد من الوزراء قادر على إيجاد اقتصاد مستقر، ولكنها مسألة وقت ليس أكثر، ولا ننسى كمية التحديات التى تواجهنا.
■ لماذا فشلت جهود المجلس فى الصلح بين «الصحفيين» و«الداخلية»؟
- التصعيد الذى قامت به نقابة الصحفيين قطع الطريق على كل مساعى الصلح والتهدئة، ولم يكن هناك داعٍ للاستمرار فى الشحن وتضخيم الأمر، وإعطائه إطارا غير طبيعى، وحاولنا بالفعل، وكان هناك لجنة مهمتها إنهاء الأمر، إلا أن عددا من الصحفيين رفضوا، وظلوا فى موقف شديدة الغرابة، حتى وصلت الأمور للمحاكم، وهناك محاولات مستمرة لاحتواء الأزمة وأتمنى نجاحها.
■ ما دور المجلس فى مواجهة الفتن الطائفية التى باتت تعصف بالوطن بشكل شبه يومى؟
- الحل يتلخص فى تطبيق القانون على الجميع، بحيث يتم عقاب المخطئ، إلا أن التهاون وعدم الحزم يؤديان إلى تكرار الأزمات، كما أن إقرار القانون الخاص بالكنائس سيعمل على تهدئة الأجواء، ولابد أن نعرف أن هناك من يرغب فى تأجيج النسيج الوطنى ما بين الأقباط والمسلمين، ويجب أن نعى الأمر جيداً لما فيه مصلحة الوطن.