كان العقيد جاسم علوان، ضابطاً بالجيش السوري، مولود في مدينة دير الزور، وهو شخصية ناصرية بارزة، وأحد اللاعبين الأساسيين في التاريخ السوري المعاصر خلال فترة الستينيات، قاد أول محاولة انقلابية في سوريا بعد وصول حزب البعث للحكم، والتى قام بها «زي النهارده» ١٨ يوليو ١٩٦٣.
وبعد فشل انقلابه هذا اعتقل، وأصدرت محكمة استثنائية برئاسة اللواء صلاح الضللي، حكمها عليه وعلى رفاقه بالإعدام، إلى أن تدخل الرئيس جمال عبدالناصر لتخفيف الحكم عنه ونفيه إلى القاهرة، وأثناء إقامته في القاهرة لم تنقطع صلته بالحزب الناصري في سوريا طوال الستينيات، وتسلم مناصب قيادية منها منصب الأمين العام لـ«حزب الاتحاد الاشتراكي»، لكن إقامته في القاهرة جعلته يفضل التراجع إلى منصب قيادي ثان لمصلحة، جمال الأتاسي، المقيم في سوريا، والذي تسلم قيادة الحزب.
وفى ٢٠٠٥ نشرت الصحف المصرية والسورية خبراً عنه يفيد بأنه حسم خياراته وقرر الإقامة في سوريا التي عاد إليها في العام نفسه ٢٠٠٥، بعدما غاب عنها مدة أربعين عاماً، وأنه قد غادر دمشق إلى القاهرة لتصفية أوضاعه في القاهرة على أن يعود للإقامة في دير الزور «مسقط رأسه»، ولم يدل بأحاديث صحفية للتعبير عن رأيه في أي شأن سورى عام، وظل محاطاً بأعضاء «حزب الاتحاد الاشتراكى الديمقراطي»، الناصري المعارض، الذي يتزعمه حسن عبدالعظيم، كما حظى «علوان» باستقبالات شعبية كبيرة في سوريا، ولم يبد بأى رأى سلبى أو إيجابى حيال الأوضاع السورية، في إشارة إلى أنه اعتزل العمل السياسى وقرر تمضية ما تبقى من حياته بهدوء.