x

صفوان بهلوان: «عبدالوهاب» بكى عندما استمع لصوتي..واعتبرت دموعه شهادة ميلادي(حوار)

الإثنين 18-07-2016 11:44 | كتب: سعيد خالد |
«بهلوان» أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» «بهلوان» أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» تصوير : اخبار

أكد المطرب السورى الكبير، صفوان بهلوان، أن الأغنية العربية شأنها كغيرها من الفنون الأخرى التى تأثرت بالوضع المتردى الذى نعيشه على كافة الأصعدة، وقال فى حديثه لـ«المصرى اليوم»: إن الفن هو الوحيد القادر على بناء شخص سليم يستطيع أن يواجه مستقبله ويصنعه، لكن ما نسمعه اليوم ليس بفن ولا الأصوات التى تقدمه ليست بمطربين.

وأضاف أنه يحاول إحياء مشروع مسلسل عبدالوهاب مجدداً، بعد أن وصلت المفاوضات بين جهة إنتاجه وورثة موسيقار الأجيال إلى طريق مسدود، وأنه سيجرى اتصالا مع ابن عبدالوهاب لبث الروح فى العمل.. وإلى نص الحوار:

«بهلوان» أثناء حواره لـ«المصرى اليوم»

■ برأيك. ما سبب عدم قدرة الأغنية العربية على الاستمرار؟

- كان إخلاص فى الكتابة واللحن والتنفيذ.. البروفات على تسجيل الأغانى قديماً كانت تخرج ترهق الموسيقيين لدرجة أنهم يحفظون اللحن، حالياً لن تجد ذلك مع منهج «التراكات» يضعه الملحن ويذهب لغيره دون أن يرى العمل كاملا، وبعدما يكتمل لا يعرفه، رغم أنه كان أحد من شاركوا فى تصميمه، البروفات قديماً كانت مرهقة وفيها سهر وجد، وكان جمهور هذه الأعمال من الموسيقيين أنفسهم قبل الجمهور العادى، لكن الموسيقيين حالياً يعانون غربة فى التشكيل والبناء ولا يعرفون أعمالهم، وهو ما انتقل للجمهور الذى يستمع للأغانى كـ«التيكا واى» لم يعد هناك إخلاص، بنيوية التركيب اختلفت.

■ هل استفادت الموسيقى من التكنولوجيا الجديدة؟

- التقنية الجديدة التى حدثت كانت نعمة على الموسيقى بتعديلها لبعض الأصوات فى التسجيل حينما تنشز، ونقصد أنها حسّنت الفاسد وقدمته بشكل أفضل، وحينما يغنى الأخير تسمعه على المسرح مليئاً بالنشاذ والأخطاء.. نقحتها بالطبع.

■ ما تفسيرك لانتشار بعض الأغانى.. مثل إنت معلم لسعد لمجرد عربياً بصورة سريعة؟

- لا يوجد عندى تفسير، ولا أسعى لتفسيره.

■ ما الذى تعلمته من الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب؟

- تعلمت منه الكثير قبل أن ألتقيه، وكذلك بعد لقائى معه، استفدت منه طريقة تكنيك النفس والغناء، وكذلك الدقة فى احترامى لفنى ومواعيدى وشغلى، هذا الفنان لو لم يكن محترما للآخرين ولنفسه ما وصل لهذه المرحلة العالية من الارتقاء فى أذهان الناس، عبدالوهاب كان يحترم فنه حتى آخر لحظة فى عمره كان يجلس فى الاستديو وينسى نفسه، يعمل مخلصاً لإبداعه، وهو الذى لديه من الكنوز الثمينة ما تغنيه عن هذا التعب، لكنه لحرصه على تقديم الأفضل والأحسن حتى آخر لحظات عمره، لهذا ترى أعماله خالدة وتبقى فى وجدان الناس هو وغيره من تلك الحقبة الزمنية.

■ متى اكتشفت ارتباطك به؟

- بمنزلى لاحظوا علىّ ذلك، وكنت حينما أستمع إليه أشعر بدوار من النشوة، وكنت صغيراً ولاحظ والدى حينما يضع أسطوانة لغيره مثلا للحامولى وسلامة حجازى أو فريد الأطرش لا يحدث لى هذا الانجذاب الذى يحدث حينما يضع موسيقى عبدالوهاب، كنت أتجمد وأذهب معه فى دوامة كبيرة لا نهاية لها، ولم أكن مخطئاً ولو قدر لى الاختيار بعد خبرتى ودراستى للموسيقى لاخترته ولم تكن مجرد ميول طفل لموسيقى، وحينما قابلته لأول مرة كان لقاءً رهيباً جداً، وأعطانى وقتها أغنيته مريت على بيت الحبايب وقدمتها بتوزيع جديد وقدمنى بنفسه للإذاعة وطلب من المستمعين أن يسمعونى لشدة إعجابه، وحينما استمع لصوتى بكى وقال لزوجته إننى فكرته بشبابه، وحينما رأيته يبكى اعتبرتها شهادة ميلادى كمطرب بدمعة من عبدالوهاب.

■ كيف جاء هذا اللقاء؟

- استمع لصوتى فى برنامج إذاعى بلبنان اسمه «بث مباشر»، والمذيع كان ذكياً وكنت قد قدمت أغنية «الهوى والشباب» اجتزأ منها بعضها ومزجه بأغنية بصوت عبدالوهاب، وقال المذيع وقتها أعتقد أن ما استمعتم إليه هو عبدالوهاب، لكن حدث بعض المونتاج وأكمل بعض المقاطع شاب صغير اسمه صفوان.. فهل منكم من استطاع أن يفرق بينهما، وقتها اتصل بى روبير، خياط، صاحب شركة أسطوانات لبنان وكان وقتها وكيلا لعبدالوهاب، وقال لى مبروك عبدالوهاب هنا فى لبنان واستمع إليك ويريد مقابلتك وكانت مفاجأة صاعقة بالنسبة لى وكأننى فى حلم.

■ هل يمكن أن تغنى من ألحان غيرك فى المستقبل؟

- من الصعب أن أغنى من غير ألحانى وألحان عبدالوهاب.

■ وماذا عن تقديمك لأغنيات بألحان عصرية؟

- بالفعل هناك من ألحانى ما هو معاصر وأوركسترالى، وكذلك عبدالوهاب أيضاً قدم ألواناً موسيقية عديدة مثل الرومبا والسامبا وتشاه.. تشاه، وفكرة المعاصرة لا تعنى أن تكون سخيفا، وأن أقرع بالطبول، لأن ما يحدث فوضى، الفن هو الذى يخاطب الفكرة والوجدان، لكن ما يحدث الآن تمييع للذوق العربى، كما حدث فى السياسة وعلم الاجتماع والأدب والشعر، نعيش حالة من التردى ولذلك نقدم فناً سخيفاً.

■ إلى أين وصلت فكرة تقديمك لمسلسل عن عبدالوهاب؟

- هناك خلاف مادى من جانب الأسرة مع جهة إنتاجه الخليجية المصرية، والمشروع توقف حالياً،، وتحدثت مع نجله فى الأمر وإن شاء الله يرى النور.

■ هل يمكن أن تتحمس لإنتاجه؟

- من الممكن، لكنه يحتاج لميزانية ضخمة، قد يأخذ كل ما لدى، وهو أمر صعب.

■ ما هو جديدك فى الفترة القادمة؟

- هناك عدة قصائد من ألحانى وكلماتى، إحداها بعنوان عندما البدر أهل، وهى نوع من الموشحات، وهناك قصيدة أيضاً عنوانها قطرات ذوق، وسأقدمها باحتفال دار الأوبرا فى عمان قريبا، وهناك قصيدة أخرى من كلماتى وألحانى للشعب السورى تقول كلماتها الشعب السورى وهدفنا هو واحد ديمقراطية وحرية، وكرامة وعزة عربية والوحدة الوطنية نزينها بأحلى الأطياف قولوا معنا وغنوا معنا الشعب السورى واحد، وأنتجتها وهى من كلماتى وألحانى وتوزيعى وانتهيت من تسجيلها.

■ هل ستغنى بدار الأوبرا المصرية قريباً؟

- أحضّر بالفعل لحفل فى مهرجان الموسيقى العربية، وسيكون احتفالا باليوبيل الفضى له، وأنا دائما ما أستمتع بلقاء الجمهور المصرى.

■ ما هو دور المطرب تجاه ما يعانيه الوطن العربى حالياً؟

- الموضوع أكبر من الفن، حتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أصبحا عاجزين على إيجاد حلول فما بالك بالفنان المسكين، ولكن على الأقل عندما يقدم الفنان فنا صحيحا فإنه يقوم بدور لأنه يسهم فى صناعة إنسان سليم، وعندما ينمى ذوقه فإنك تصنع إنساناً يواجه المستقبل بعيدا عن الدماء والإرهاب، والدمار، ولكن هذا موضوع استراتيجى طويل المدى، لكن ما نحن فيه الآن هو حالة طوارئ نحتاج إلى إسعاف أسرع من البناء الطويل، وهنا دور المبدع.. هذا إذا كان فناناً حقيقيا، فما بالك ممن يسمون أنفسهم فنانين وهم ليسوا كذلك فإنهم يساعدون على الضياع وخلق إنسان يدمر بيته وشعبه.

■ هل زرت سوريا مؤخراً؟

- لا أنقطع عنها، وما يحدث فيها مؤامرة كبرى، ويتحمل الذنب فيه دولا كبرى تآمرت عليها، ومحاولة بعث سايكسبيكو الجديد والعرب غير مبالين كل شخص يردد ياللا نفسى، وعندما تسود هذه الثقافة تنعزل الأوطان والأمم ويسهل افتراسها الواحدة تلو الأخرى، وهذا ما يحدث الآن، بعد أن أصبحت اللامبالاه سياسة عامة، وهو ما يعنى الألم والشعور بالتفجع، وأسأل نفسى: ماذا أستطيع أن أفعل مع رؤيتى لبلدى يحترق وسيأتى الدورعلى بلد آخر؟، للأسف لسنا أمة واحدة، نحن أمة واحدة اسماً ولغة وثقافة وليس حساً، عندما أسمع بلاد العرب وطانى من الشام الى بغدان، ومن مصر الى يمن ومن نجد فتطوان، يعجبنى فيطربنى ثم انهال بالضحك بل الى البكاء على هذا الكلام الذى لا يعنى شىء سوى شعارات فلا تلك اوطان ولا بلاد العرب اوطانى.. اصبحنا مبعثرين كالتراب فى الهواء يصعب رأب صدعه ارى العجب الذى يحزننى، كل المعطيات تؤكد اننا امة واحدة ولكن اين نحن من هذا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية