الجابونى ماليك إيفونا واحد من أبرز المهاجمين الأجانب الذين لعبوا فى الدورى المصرى، ورغم احترافه لفترة قصيرة لم تتجاوز الموسم الواحد فى القلعة الحمراء، إلا أنه نجح خلالها فى تثبيت قدميه وترك ذكرى طيبة لدى جماهير القلعة الحمراء التى هتفت له كثيراً، وارتبطت معه بعلاقة قوية بسبب مهاراته الكبيرة وأهدافه المؤثرة على مدار الموسم، خاصة هدفه فى مرمى الغريم التقليدى الزمالك خلال مباراة القمة بين القطبين فى الدور الأول من الموسم الجارى، والتى انتهت بفوز الأهلى بثنائية نظيفة. وقد ودع «إيفونا» جماهير القلعة الحمراء أمس بزيارة خاطفة سريعة للنادى لإنهاء علاقته بالنادى والحصول على كل مستحقاته قبل السفر إلى الصين للانضمام لصفوف نادى تيانجين الصينى، الذى وقع اللاعب عقداً معه للانتقال لصفوفه مقابل 7.7 مليون دولار.. «المصرى اليوم» التقت اللاعب خلال الزيارة وكان هذا الحوار:
■ فى البداية، ما هو تقييمك للفترة الماضية مع النادى الأهلى؟
- كانت مرحلة مهمة فى مشوارى الكروى مع أكبر الأندية الأفريقية، وهو ما حقق لى شهرة كبيرة وانتشارا أوسع بين كل الجماهير الأفريقية والعربية بعدما قضيت فترة مثمرة من قبل أيضاً مع الوداد البيضاوى المغربى، وأرى أننى نجحت فى الموسم الحالى مع المارد الأحمر، فقد سجلت 12 هدفاً فى بطولة الدورى، منها الكثير من الأهداف الحاسمة والجميلة، والشيء الأكيد هو أننى سعيد جداً بالموسم الذى قضيته داخل القلعة الحمراء، وأتمنى العودة مجدداً فى المستقبل لارتداء القميص الأحمر.
■ كيف ترى فرص الأهلى خلال الفترة المقبلة فى البطولة الأفريقية؟
- لا شك أن وضع الفريق صعب بعد الخسارة فى أول مباراتين، لكن الفريق واجه ظروفاً صعبة نتيجة الغيابات المؤثرة فى صفوفه خاصة لعبدالله السعيد الذى أراه دينامو الفريق وقلبه الذى عندما ينبض يضخ الحيوية فى كل الصفوف، ولكن الأهلى قادر خلال الفترة المقبلة على تجاوز هذه الظروف الصعبة واستعادة توازنه خاصة فى ظل الإدارة المحترفة للفريق من قبل كل القائمين على ملف الكرة داخله.
■ ما هو رأيك فى مهاجمى الفريق؟
- ليس لى أن أقيم زملائى، ولكن ما أستطيع قوله هو أن كل مهاجمى الأهلى متميزون، وقد يتفوق لاعب فى جانب، ويتفوق زميله رأس الحربة فى جانب آخر من حيث المهارات والصراعات والقدرة على التصويب بالرأس والقدمين وغيرها.
■ ما رأيك فى رمضان صبحى؟
- رمضان لاعب مميز جداً، ولديه دائماً الحلول لضرب الدفاعات التى تواجه الفريق، وأرى أن مستقبله سيكون كبيراً فى عالم الاحتراف، خاصة أنه ما زال صغير السن ولديه الرغبة فى النجاح.
■ متى تبدأ مشوارك مع الفريق الصينى؟
- لقد وقعت العقود رسمياً بعدما تجاوزت الكشف الطبى، وسأتوجه غداً إلى الصين من أجل بدء مشوارى مع فريقى الجديد، وأتمنى أن يحالفنى التوفيق خلاله، خاصة أننى لاعب أساسى فى منتخب بلادى، ويجب أن أحافظ على مستواى للحفاظ على تواجدى فى قائمة المنتخب خلال الفترة المقبلة التى تنتظرنا فيها الكثير من المواجهات الصعبة فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018.
■ لكن ألا ترى أن الانتقال للدورى الصينى خطوة ليست جيدة فى مشوارك، نظراً لضعف هذا الدورى مقارنة بالأندية التى لعبت لها؟
- لا ليس صحيحاً، فالدورى الصينى حالياً من أكبر الدوريات فى القارة الآسيوية، وهناك اتجاه رسمى فى الدولة على المستوى الحكومى من أجل تطوير الكرة فى الصين على مستوى الأندية والمنتخبات، وقد وجدوا أن البداية ستكون من دورى قوى، وهو ما بدأوا فى تحقيقه حالياً من خلال الاستعانة بعدد كبير من النجوم الكبار فى عدد من الأندية الأوروبية المعروفة وبمبالغ مالية كبيرة أيضاً، حيث يسعون لإغراء النجوم من أجل الموافقة على اللعب هناك، ولن أكون أنا الأخير، فقد سبقنى عدد من كبار النجوم فى أوروبا.
■ مَن ِمن النجوم حالياً فى الدورى الصينى؟
- كثيرون، فقد أعلن نادى شاندونج لونينج، مؤخراً عن تعاقده مع الإيطالى جراتسيانو بيلى، مهاجم منتخب إيطاليا الذى تألق فى نهائيات كأس الأمم الأوروبية يورو 2016 من نادى ساوثهامبتون الإنجليزى، مقابل 13 مليون جنيه إسترلينى، وهى قيمة الشرط الجزائى فى عقد اللاعب مع ناديه الإنجليزى، كما حصل نفس النادى أيضاً على توقيع سيسيه مهاجم نيوكاسل يونايتد السابق.
وسبق هذا الثنائى البرازيلى هالك، والأرجنتينى إيزكييل لافيتزى، مهاجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسى السابق، والإيفوارى جيرفينيو من روما الإيطالى مقابل 18 مليون يورو، والبرازيلى راميراس من تشيلسى إلى جيانجسو سونينج مقابل 31 مليون دولار، ومواطنه أليكس تيكسيرا بعدما تفوق الفريق الصينى فى معركته مع ليفربول الإنجليزى من أجل الحصول على خدماته من شاختار دونيتسك الأوكرانى مقابل 56 مليون دولار، وهناك الكولومبيان جاكسون مارتينيز من أتلتيكو مدريد إلى جوانجو إيفرجراندى مقابل 46 مليون دولار، وفريدى جوارين إلى شانجهاى شينهوا، مقابل 13 مليون يورو قادما من إنتر الإيطالى.
■ ما أجمل الأهداف التى سجلتها مع المارد الأحمر؟
- لدى الكثير من اللحظات الجميلة مع الأهلى والأهداف التى أرى أنها كانت حاسمة، ولكن يبقى هدفى فى مرمى الزمالك فى مباراة الدور الأول هو الأجمل فى المباراة التى فزنا بها بثنائية نظيفة، خاصة أنه هدف جميل جداً وجاء بعد فاصل مهارى جميل، وهو ما عزز من مكانتى لدى جماهير القلعة الحمراء، وقد لاحظت ذلك أثناء توجهى للنادى فى الأيام التالية من إشاراتهم لى، وتشجيعهم لى، وترديد اسمى بصوت عال.
■ ما قصة جملة «أنا الأسد أهو»؟
- كانت دعابة عقب نهاية المباراة من زميلى المدافع سعد سمير، حيث كان يلقبنى بالأسد، وأثناء العودة طلب منى أن أتحدث باللغة العربية وقال لى قل: «أنا الأسد أهو» وتم تسجيل هذه اللحظات وانتشرت بعد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعى وأصبحت على كل لسان.
■ هل كانت هناك مشكلات بينك وبين بعض لاعبى الفريق كما تردد؟
- هذا الأمر ليس صحيحاً، وكل ما يحدث بيننا وقد يراه البعض على شاشات الفضائيات هو «نرفزة ملعب» تنتهى بمجرد عودتنا جميعاً معاً، وفى أى فريق دائماً ما تحدث مناوشات بين اللاعبين فى نفس المراكز، فى إطار رغبتهم فى تحقيق الانتصارات للفريق، ولوم بعضهم البعض على الفرص التى قد أكون أنا فى موقف أفضل من زميلى ولا يمرر لى ومن ثم تحدث بعض العصبية.
■ من هم أقرب أصدقائك من اللاعبين؟
- لدى علاقة قوية مع جميع اللاعبين، خاصة الغينى أنطوى فهو شخص طيب وودود، وكذلك سعد سمير الذى أحبه جداً بخفة ظله ودمه الخفيف، وأيضاً أحمد حجازى وأحمد فتحى وحسين السيد وأحمد الشيخ.
■ ما طموحاتك فى الفترة المقبلة؟
- حلمى الأكبر هو قيادة منتخب بلادى إلى نهائيات كأس العالم 2018 رغم المجموعة الصعبة التى وقعنا بها عقب القرعة مع منتخبات المغرب وكوت ديفوار ومالى، وأثق فى قدرتنا على تحقيق إنجاز كبير خاصة فى ظل تواجد عدد كبير من النجوم حالياً فى الكرة الجابونية، وعلى رأسهم إيمانيول أوباميانج أفضل لاعب أفريقى.
■ ماذا تريد أن تقول فى النهاية؟
- أود أن أوجه الشكر لكل جماهير النادى الأهلى على الحب الذى أحاطونى به، ولم أر على مدار مشوارى فى أى مكان جماهير مثلها، كما أشكر كل مسؤولى النادى على الفترة التى قضيتها فى مصر، حيث وجدت خلالها كل تقدير ومعاملة احترافية، وهو أمر ليس بغريب على الأهلى أفضل الأندية الأفريقية.