x

«ويكيليكس»: سوريا أبدت استعدادها لقطع العلاقات مع «حماس»

السبت 04-12-2010 18:19 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب


بعد نجاحه فى الهروب من المطاردة الأمريكية عليه مجددا، سرب موقع «ويكيليكس» دفعة جديدة من الوثائق والبرقيات السرية الأمريكية التى أكدت تعاون المحكمة الدولية لاغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى مع السفارة الأمريكية فى بيروت، كما تناولت تصريحات للرئيس السورى بشار الأسد ألمح فيها إلى استعداده قطع علاقته مع حركة حماس فى دمشق مقابل حوافز أمريكية.


ومن أكثر التسريبات إثارة للجدل حول لبنان، ذكرت برقية سربتها السفارة الأمريكية فى بيروت فى سبتمبر 2008 أن دانيال بلمار، قاضى المحكمة الدولية المختصة بالتحقيق فى اغتيال الحريرى، بحث مع السفيرة الأمريكية السابقة فى لبنان ميشال سيسون عمل اللجنة، وقال بلمار حينها: «إنه يود أن تقوم لجنة التحقيق بالتنصت، وقد عرضت السفيرة الأمريكية مساعدته فى جهوده لحل المشكلة»، كما عبر بلمار عن «ضيقه من أن الحكومة الأمريكية لم تستجب كفاية لطلبات المساعدة التى قدمها»، متسائلا: «أنتم اللاعب الأساسى، إذا كانت الولايات المتحدة لا تساعدنى، فمن سيفعل؟». وعلى الفور جدد حزب الله اتهامه للمحكمة بأنها مسيسة وأن القرار الظنى المرتقب صدوره والذى يتوقع أن يوجه اتهامات لبعض أعضائه بالتورط فى اغتيال الحريرى هو قرار سياسى وليس قضائياً.


وقال النائب عن الحزب حسن فضل الله إن التسريبات تؤكد أن الولايات المتحدة تدير عمل المحكمة وتشرف على أدق التفاصيل والتحقيقات الأولية مثل الاستجواب وغيره، وأضاف أن واشنطن تستخدم المحكمة ولجنة التحقيق كأداة لاستهداف المقاومة، واعتبر أن هذا الاستهداف ناجم عن عجز الحروب العسكرية الأمريكية ضد لبنان التى كانت تُشن بقرار سياسى ودعم عسكرى وتجسس أمريكى، وقال إن تلك التسريبات تجعل من الولايات المتحدة شريكا لإسرائيل فى حروبها على لبنان.


كانت وثائق قد سُربت قبل يومين أظهرت أن طائرات تجسس أمريكية حلقت فى طلعات استطلاعية فوق لبنان انطلقت من قاعدة جوية بريطانية فى قبرص فى عملية مراقبة «لمكافحة الإرهاب» بناء على طلب مسؤولين لبنانيين، وتلتها برقية أخرى قدم فيها وزير الدفاع اللبنانى إلياس المر نصائح لإسرائيل بكيفية تدمير حزب الله فى أى مواجهة مقبلة إلا أن الحزب يبدو أنه تفادى التعليق على تصريحات المر.


وحسب إحدى البرقيات المسربة وصف الرئيس السورى خلال لقائه وفدا من الكونجرس الأمريكى عام 2009 حركة حماس بالضيف الذى جاء بدون دعوة وشبهها بجماعة الإخوان المسلمين فى سوريا التى سحقها والده فى الثمانينيات، وألمح إلى أنه قد يقطع علاقته مع الحركة مقابل حوافز مثل السماح لسوريا بشراء طائرات مدنية وقطع غيار لها.


وتناولت برقيات أخرى زيارات سرية قام بها قادة المخابرات السورية إلى عواصم مختلفة ومنها إلى لندن حيث بحثوا مع نظرائهم البريطانيين، الاهتمامات المشتركة فى محاربة تنظيم القاعدة، وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن دمشق تعاملت مع تلك الزيارات بسرية تامة على اعتبار أن المخابرات تقوم بمهام غير واضحة، ومنها زيارات مسؤولى استخبارات لكوريا الشمالية لبحث التعاون العسكرى بين البلدين، ومن بين هؤلاء القادة الجنرال حافظ مخلوف، مدير الأمن الداخلى، الذى سافر للخارج للمرة الأولى فى لندن ومنها إلى باريس ثم التقى محامين من شركة ماتريكس تشامبرز الذين يدافعون عن النظام السورى فى اغتيال الحريرى.


وذكرت برقيات أمريكية تعود لأغسطس 2009 أن الولايات المتحدة كانت تشتبه فى 2009 بأن اليمن أخفى عنها وجود مخزون من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات لديه، يمكن أن تتحول إلى سلاح خطير إذا وقعت فى أياد سيئة، وقال مسؤول استخباراتى أمريكى إن المسؤولين اليمنيين لا يتحدثون عن تلك الصواريخ لأنهم يعتبرونها من أسرار الدولة، وكانت برقيات أخرى أفادت بأن الرئيس على عبد الله صالح عرض سرا على مسؤولين عسكريين أمريكيين من القوات الأمريكية بابا مفتوحا لشن هجمات ضد تنظيم القاعدة فى اليمن رغم أن تقارير صحفية قالت إن صنعاء تفرض قيودا على تلك الهجمات الأمريكية خشية تصاعد الانتقادات الداخلية بينما قالت صحيفتا «جارديان» البريطانية و«نيويورك تايمز» الأمريكية إن صالح كذب على شعبه بعد إعلانه أن الهجمات على التنظيم شرق اليمن قامت بها القوات اليمنية وليس الطائرات الأمريكية، وقالت «نيويورك تايمز» نقلا عن البرقيات إن صالح فضّل استخدام القنابل الأمريكية الموجهة بشكل دقيق التى تطلق من طائرات على استخدام صواريخ كروز التى تطلق من سفن والتى تعد «غير دقيقة جدا».


وقالت مذكرات أمريكية سرية نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية السبت، إن الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة كان يرى فى 2007 خلال لقائه مسؤولين أمريكيين أن «فرنسا لم تقبل فعليا يوما الاستقلال الجزائرى» وتحاول تصفية حساباتها مع الجزائر «عبر دعم المغرب»، وقال إن «الفرنسيين نظرا لتاريخهم الاستعمارى فى المغرب لا يستطيعون لعب دور بناء فى النزاع فى الصحراء الغربية»، بينما ذكرت وسائل الإعلام التركية أن وثيقة أرسلت إلى واشنطن من السفارة الأمريكية فى مدريد تشير إلى أن المخابرات الروسية زودت حزب العمال الكردستانى الانفصالى بالأسلحة عن طريق المافيا الروسية فى مسعى «لزعزعة الاستقرار فى تركيا» كغطاء لتنفيذ أعمال المافيا القذرة. وأظهرت برقيات مسربة من السفارة الأمريكية فى طرابلس أن الزعيم الليبى معمر القذافى أثار ذعرا نوويا لمدة شهر فى عام 2009 عندما أجل عودة مواد نووية مشعة إلى روسيا احتجاجا على رفض الأمم المتحدة طلبه بنصب خيمة أمام مقرها فى نيويورك، وتقول المذكرة إن القذافى كان يستعد لترك يورانيوم عالى التخصيب دون حماية إثر الخلاف مع الأمم المتحدة، وذكرت الوثائق أن الدبلوماسيين الأمريكيين أبقوا هذا الحادث طى الكتمان خوفا من سرقة 2.5 كيلوجرام من اليورانيوم عالى التخصيب نتيجة إجراءات الأمن «السيئة» عند منشأة تاجوراء النووية قرب طرابلس، وقالت «نيويورك تايمز» إن سفارة الولايات المتحدة فى طرابلس طلبت «سحب اليورانيوم المخصب من الحاويات خلال ثلاثة أشهر» محذرة من أن «ارتفاع الحرارة قد يؤدى إلى تشقق الحاويات مما يمكن أن يسبب تسربا لإشعاعات نووية».


وفى الوقت نفسه، وعلى الرغم من الانتقادات التى وجهتها الوثائق إلى القذافى إلا أنه أشاد بالموقع مؤكدا أنه «مع الحرية، وضد حجب الأفكار»، لكنه تجنب الرد على ما نشره الموقع من وثائق تتعلق بالجماهيرية. وقال القذافى إن موقع ويكيليكس «مفيد فى كشف المناورات والأكاذيب وما يجرى خلف الكواليس ضد الشعوب، وفضح النفاق العالمى والضحك فوق الطاولة بينما الأيادى تلدغ وتلسع تحتها».وحذر القذافى «من استغلال الموقع من أجل أهداف مغرضة، بشرط أن يكون ما ينشر من كلام فيه حقيقيا».


وفى الوقت نفسه، أفادت تقارير صحفية بأن أنشطة وأعمال بنك أوف أمريكا ستكون الهدف المقبل لتسريبات «ويكيليكس»، والذى كان سببا فى الأزمة المالية فى 2008.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية