x

تهوين سعودي بحريني من أثر تسريبات «ويكيليكس»

السبت 04-12-2010 12:33 | كتب: رويترز |
تصوير : رويترز

قال عضوان من الأسرتين الحاكمتين في السعودية والبحرين الجمعة: إن الوثائق التي كشف عنها موقع «ويكيليكس» ليس لها تأثير على حلفاء واشنطن في دول الخليج العربية، لأن من الواضح أن البرقيات لا تعكس السياسة الرسمية الأمريكية.

وأشارا في مناقشة بمؤتمر «حوار المنامة» الأمني الخليجي في العاصمة البحرينية- إلى أنه يتعين انتظار نشر جميع البرقيات التي حصل عليها الموقع وعددها ربع مليون برقية قبل إصدار تقييم نهائي بشأن التسريبات.

وقال الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، الأمير تركي الفيصل، في مناقشة بمؤتمر «حوار المنامة» الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره بريطانيا- إن ما كشفه «ويكيليكس» مجرد تسريبات لا بيانات رسمية.

وأضاف أنها لا تؤثر على صنع القرار أو صنع السياسة أو التفكير الاستراتيجي في المنطقة.

وتابع الأمير تركي، شقيق وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أن الصورة الكاملة لن تتضح إلا عند الكشف عن جميع الوثائق.

من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد الخليفة، أن البرقيات ألقت الضوء على تفكير الدول العربية. وقال إن طريقة تفكير المناطق الأخرى سيكشف عنها حين تنشر المجموعة الكاملة من الرسائل.

ومثل الأمير تركي، هوّن الشيخ خالد من التأثير الفوري للتسريبات. ونفى نفيا قاطعا أن يكون هناك تأثير على الأمن القومي للمواطنين. كما قال إنه لا يتوقع تأثيرا كبيرا على السياسات.

وكانت وثيقة مهمة أشارت إلى أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حث الولايات المتحدة على مهاجمة منشآت إيران النووية. وورد أنه نصح واشنطن «بقطع رأس الأفعى».

وأظهر الكشف عن رغبة زعماء الخليج العرب في أن تدمر واشنطن برنامج إيران النووي- آراء أخفيت طويلا. فالتسريبات أكدت مدى عمق الشك تجاه إيران الشيعية بين القادة العرب السنة خاصة في السعودية.

وقالت السعودية الثلاثاء الماضي: إنها لن تعلق على البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي أصدرها موقع «ويكيليكس»، إذ إنها غير متأكدة من مصداقيتها.

وفي سياق متصل، كشفت برقيات دبلوماسية نشرها «ويكيليكس» أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عرض سرا حرية دخول القوات الأمريكية لبلاده لشن هجمات ضد أهداف للقاعدة.

وقالت تقارير في صحيفة «جارديان» البريطانية وصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: إن صالح قال لجون برينان نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما في سبتمبر 2009: «منحتكم بابا مفتوحا بشأن الإرهاب. ومن ثم لست مسؤولا».

وقالت كلتا الصحيفتين: إنه في حقيقة الأمر يضع اليمن قيودا على حرية دخول القوات الأمريكية لتفادي الانتقادات الداخلية في أفقر دولة عربية تخشى واشنطن أن تصبح ملاذا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وقالت الصحيفتان مشيرتين إلى البرقيات المسربة: إن صالح اعترف بالكذب على شعبه بأن الهجمات الصاروخية الأمريكية على القاعدة هناك في ديسمبر الماضي كانت من عمل القوات اليمنية بدعم من سلطات المخابرات الأمريكية.

وقالت «جارديان»: إن صالح أبلغ الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية «سنواصل القول بأن هذه القنابل قنابلنا وليست قنابلكم».

وزار بتريوس صنعاء لإبلاغ صالح أن أوباما سيسمح لقوات برية أمريكية تستخدم معلومات مخابرات من أقمار صناعية أو طائرات بالتمركز في اليمن للمساعدة في عمليات مكافحة الإرهاب. ولكن على الرغم من اقتراحه بشأن «الباب المفتوح» رفض صالح العرض بسبب مخاوف بشان الضحايا الأمريكيين.

ولكن «جارديان»: قالت إن صالح لم يوافق على السماح لقاذفات أمريكية بالطيران بعيدا عن الأنظار فيما وراء الأراضي اليمنية «جاهزة للاشتباك مع أهداف لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إذا توفرت معلومات مخابرات تستدعي القيام بعمل».

وقالت الصحيفة نقلا عن البرقيات: إن صالح فضل استخدام القنابل الموجهة بشكل دقيق التي تطلق من طائرات على استخدام صواريخ كروز التي تطلق من سفن وتعد «غير دقيقة جدا».

وفي سياق متصل، أظهرت برقيات مسربة من السفارة الأمريكية في ليبيا السبت أن الزعيم الليبي معمر القذافي أثار ذعرا نوويا لمدة شهر في عام 2009 عندما أجل عودة مواد مشعة إلى روسيا في إظهار على ما يبدو لاستياء دبلوماسي.

وذكرت الوثائق أن الدبلوماسيين الأمريكيين أبقوا هذا الحادث في طي الكتمان بسبب الخوف من سرقة 5.2 كيلوجرام من اليورانيوم العالي التخصيب نتيجة إجراءات الأمن «السيئة» عند منشأة تاجوراء النووية الليبية قرب طرابلس.

وكان من المقرر نقل سبعة براميل من الوقود النووي المستنفد إلى روسيا للتخلص منها في طائرة نقل متخصصة في نوفمبر عام 2009 في إطار تعهد القذافي بالتخلي عن برنامج أسلحة الدمار الشامل الليبي.

ولكن بدلا من ذلك رفضت ليبيا إعطاء أذن وأقلعت الطائرة الروسية دون شحنتها تاركة البراميل في مدرج المطار في تاجوراء تحت حراسة فرد واحد.

ويبدو أن السبب وراء هذا التغير المفاجيء في الخطة هو أن القذافي شعر بالإهانة لأسلوب معاملته أثناء زيارة لنيويورك لإلقاء كلمة أمام الأمم المتحدة قبل شهرين.

وأبلغ نجله سيف الإسلام، جيني كريتز سفير الولايات المتحدة في طرابلس أن القذافي شعر أنه «أهين» بعد أن منع من نصب خيمته الكبيرة في نيويورك ومن زيارة موقع هجمات 11 سبتمبر 2001 .

ونشرت تفصيلات البرقيات صحيفة «جارديان». وكشفت البرقيات تزايد قلق المسؤولين الأمريكيين والروس بشأن مصير الوقود النووي الذي تم إغلاقه من أجل النقل فقط وليس التخزين وأنه إذا لم يتم التعامل معه بسرعة فإنه سيزداد سخونة وسيحدث تشققات في البراميل المخزن فيها.

وأظهرت إحدى البرقيات أن دبلوماسيا أمريكيا أبلغ مسؤولا ليبيا أنه قد تحدث «كارثة بيئية» إذا لم يتم نقل البراميل إلى روسيا للتخلص منها خلال شهر.

وكتب كريتز في 25 نوفمبر في بداية الأزمة أن من المهم الإبقاء على هذه الواقعة في طي الكتمان.

وأضاف أنه «نظرا للطبيعة الخاصة لنقل اليورانيوم العالي التخصيب والأمن السيء عند تاجوراء فإن أي إشارة لهذه القضية في الصحف يمكن أن يشكل مخاوف أمنية خطيرة. الحكومة الليبية اختارت قضية خطيرة للغاية للتعبير عن استيائها بشأن مشكلات متصورة في العلاقة الثنائية».

وحلت الأزمة بعد أن أرسلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رسالة شخصية للقذافي تؤكد له التزام الولايات المتحدة بعلاقتها مع ليبيا.

واستقبلت هذه الرسالة بشكل إيجابي وتم تشديد إجراءات الأمن حول المادة النووية قبل أن تقلع طائرة روسية من طرابلس حاملة البراميل في 21 ديسمبر.

وأشارت برقية أفادت بمغادرة الطائرة إلى أنها مثلت الاكتمال الناجح لالتزامات ليبيا بالتخلص من أسلحتها للدمار الشامل.

 

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية