هيا نقرأ «13»
■ اكتفاء مجمع البحوث الإسلامية بتخصيص كتيب يجمع فيه ثمانى مقالات كتبها قديما المرحوم الأستاذ محمد فريد وجدى ردا على «بعض» الافتراءات التى وردت فى كتاب «حضارة العرب» ويوزعه تحت عنوان (الرد على الماديين) ليس كافيا للرد على ما طرحه «لوبون» من افتراءات وتجريح، فما ورد فى ذلك الكتيب يصلح كمقدمة تُحضر المرء لقراءة كتاب «لوبون»! فهو لا يحوى سوى تعليق محدود على ما كتبه الرجل!!
■ كان من المفروض أن يرفق بالكتاب تعليقات مسهبة من كبار علماء المسلمين لتوضيح النقاط الجوهرية المختلف عليها، ولتوضيح تلك الأمور والحقائق للشباب بشكل خاص، فلدينا شباب يتعرض لموجه عاتية من الأفكار المغلوطة، ودعوة سافرة لأفكار تؤدى إلى الإلحاد أو على الأقل البُعد عن المبادئ والأفكار الدينية الراقية!!
■ بدون إرفاق ما يدحض آراء «لوبون» فيما يتعلق بالنبوة والوحى والقرآن، فلا معنى لأن تدعمه الحكومة من «أموالنا» فيباع بثمن زهيد لا يعادل سوى نسبة لا تذكر من تكلفة الكتاب.. ففى جميع الأحوال لابد من إرفاق رد حاسم قاطع على تلك الإساءات.. رد يمنع انزلاق شبابنا إلى ما لا نرضاه!!
■ ليس المقصود أن نهاجم «لوبون»، بل يجب أن نناقش ما طرحه بهدوء فالفكر لا يدحض إلا بالفكر، فالرجل لا يعتقد بوجود قدرة إلهية بيدها تصريف العقول والأمور، ولا يستسيغ عقله أن ينجح رجل واحد نبت فى أمة عريقة فى الجاهلية والوثنية أن يحولها فى 23 سنة عن عقيدتها الراسخة فى عقولهم منذ عقود إلى عقيدة هى المثل الأعلى فى التوحيد الخالص والتنزيه المطلق!!
■ كثير من المثقفين العرب والمسلمين يعتبرون «لوبون» نموذجا للمستشرقين الذين أنصفوا الإسلام والحضارة الإسلامية.. للأسف فى وسط فرحة الكثير منا بإنصاف بعض الغربيين للحضارة الإسلامية، تمرر الكثير من المفاهيم المغلوطة.. وللحديث بقية.