منذ مطلع هذا العام وهناك مؤشرات أنه أسعد سنوات السينما المصرية منذ مطلع القرن الميلادى الجديد الواحد والعشرين، وأثبت النصف الأول من العام صحة هذا التوقع.
عرض من أول يناير حتى نهاية يونيو 19 فيلماً مصرياً طويلاً جديداً فى مصر، منها فيلم تسجيلى واحد، و18 فيلماً روائياً، ومن الأفلام الروائية 4 لمخرجين فى أول أفلامهم الطويلة، و14 لمخرجين من مختلف الأجيال من جيل محمد خان إلى جيل هالة خليل، وشملت أغلب أنواع الأفلام، وحققت أكثر من 80 مليون جنيه مصرى، وهى حصة تمثل ما يقرب من 70 فى المائة من مجموع إيرادات دور السينما.
وقد تصدر قمة الإيرادات بنحو 30 مليون جنيه «هيبتا.. المحاضرة الأخيرة» إخراج هادى الباجورى، كما حدث مع «الفيل الأزرق» إخراج مروان حامد عام 2014، وكلا الفيلمين يجمع بين الجودة الفنية والنجاح الجماهيرى، وهو أمر يندر فى السينما داخل وخارج مصر، وكلاهما أيضاً عن روايتين من الروايات الأكثر رواجاً للأدباء الشباب، والذين يتوجهون بأعمالهم إلى نفس أجيالهم من القراء، ويمثلون ظاهرة جديدة فى الأدب المصرى تنتقل إلى السينما المصرية، ويؤكد النجاح الجماهيرى للفيلمين أن الغلبة ليست دائماً للأفلام الهزلية وأفلام العنف، كما هو شائع.
وعلى صعيد المهرجانات الدولية الكبرى لم يحدث منذ سنوات أن كانت السينما المصرية فى البرنامج الرسمى، ولو خارج المسابقة، فى مهرجان برلين حيث عرض «آخر أيام المدينة» إخراج تامر السعيد، وفى مهرجان كان حيث عرض «اشتباك» إخراج محمد دياب.
أمس اختتم مهرجان «كارلو فى فارى» الذى افتتح أول يوليو فى دورته الأولى بعد الخمسين، وهو مهرجان عريق بدأ عام 1948 بعد عامين من الدورة الأولى لمهرجان كان، وفى مسابقة الأفلام التسجيلية عرض فيلم واحد من العالم العربى هو الفيلم المصرى «بلد مين» إخراج محمد صيام، والفيلم حسب تعريفه فى كتالوج المهرجان وترجمة الزميلة فيكى جيب فى ملحق «السينما» بجريدة «الحياة» العربية التى تصدر فى لندن «يتتبع عناصر من شرطة القاهرة أثناء عملهم وفى حياتهم اليومية، مظهراً كيف أدى انعدام العدالة فى السجون وتجاوزات الشرطة بحق المدنيين والفساد المستشرى فى أجهزة الأمن إلى ثورة يناير 2011، وفى الوقت ذاته، وفى مواجهة الغليان السياسى الذى عصف بمصر بعد سقوط مبارك، يتصارع المخرج مع ذكرى والده الذى كان يعمل كمخبر جنائى».
ومن المؤكد أن هناك فيلما مصريا روائيا طويلا فى مسابقة مهرجان لوكارنو الذى بدأ مع مهرجان كان فى نفس السنة «1946»، وهناك فيلم مصرى روائى طويل فى مهرجان فينسيا أعرق مهرجانات السينما الدولية فى العالم الذى بدأ عام 1932، ولكن المهرجانين يشترطان عدم الإعلان عن أى فيلم قبل المؤتمر الصحفى الرسمى الذى يعلن فيه البرنامج، ومتى كان للسينما المصرية وجود فى برلين وكان وفينسيا وكارلو فى فارى ولوكارنو فى سنة واحدة.