x

داليا عبدالحميد أحمد الجماعة والتصالح والوطن داليا عبدالحميد أحمد السبت 09-07-2016 22:08


ماذا تعني كلمة الدولة تتصالح مع جماعة؟
- هل معناها أنها تري ذلك الفصيل وطنيا وأن أسباب الرفض المجتمعي له كانت غير موفقة وغير صحيحة ومبالغا فيها؟!
- هل معناها أن ذلك الجزء من المجتمع سيتشارك السلطة وله كافة الحقوق السياسية للتنافس والوصول للحكم؟!
- هل معناها أن ما فعله سابقا كان بلا وعي أو كان علي سبيل الشطط، وليس هدفا وغاية ومنهجا وأسلوبا وأدبيات وسلوكا منصوصا عليه ومسجلا وموثقا بالأوراق وفي الميديا بالصوت والصورة؟!
بعد هذه الأسئلة بحثا عن مدلول ومعني ومقصد عبارة تصالح الدولة ننتقل إلى أن ما يتناثر هنا وهناك من بعض أعضاء مجلس الشعب وبعض الأقلام حول إمكانية تصالح الدولة مع تنظيم الإخوان وفي جمل تتكرر التصالح مع من يداه غير ملطخة بالدماء وإن ذلك فبعد مراجعات فكرية واعتراف منهم بالجرائم والاعتذار عنها.
مرورا بتاريخ الإخوان من تصالحات وأدبيات سنتعرف أولا:

لا وجود لإخوان بلا عنف وهناك أمثلة وتجارب واضحة في تلك التنظيمات للمراجعات والمصالحات لم تأت بغير هدنة مع الإرهاب، وذلك لأن الدولة تحارب آخر مراحل الإرهاب، ولا تنظر، بل تترك الأصولية والراديكالية والسلفية، والإرهاب الفكري يرتع في الإعلام القديم (المساجد) والحديث (القنوات والفضائيات) والمدارس (المعلم والمناهج)، وبالتالي ينشر فكرته- استحباب حلم الخلافة الإسلامية للمجتمع، ويكون هو الثقافة السائدة.

ومن هذه الأمثلة والتجارب:
- حسن البنا فور حل جماعة الإخوان المسلمين من قبل النقراشي باشا، رئيس وزراء، مصر آنذاك قام التنظيم السري بقيادة السندي بالجماعة باغتيال النقراشي ١٩٤٨، وفورا تبرأ حسن البنا من الجماعة وقال في بيانه الشهير «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين» لمراوغة الدولة ففي كتاب حقيقة التنظيم الخاص لمؤلفه محمود الصباغ أحد أعضاء التنظيم الخاص اعتبر قتل النقراشي عملا فدائيا وليس اغتيالا سياسيا، حيث قال تحت عنوان أعمال فدائية قام بها رجال من الإخوان المسلمين ضد أعوان الاستعمار.
- المستشار الهضيبي المرشد الثاني للجماعة كتب مفندا أفكار سيد قطب التكفيرية كتاب بعنوان دعاة لا قضاة ووصف كتاب ظلال القرآن بضلال، وليس ظلالا.
وقالت الإخوانية زينب الغزالي إن حسن الهضيبي «قد قرأ كتاب معالم في الطريق، وأعاد قراءته قبل طبعه، ووافق عليه، وقال إن هذا الكتاب قد حصر أمله كله في سيد، وأنه الأمل المرتجى للدعوة».
ومن المعروف عن التنظيم سياسيا أنه ينقسم في القيادات وقت الصراعات الداخلية للمناصب العليا إلى حمائم وصقور، حيث إن الحمائم الإخوان هم منهج التمكين البطىء بكسب الثقة من غالبية المجتمع بالتقية منهج حسن البنا وتكذيب كل أعمال عنف الجماعة.
والإخوان الصقور هم منهج التمكين السريع بتكفير وقتل المختلف عن فكر الجماعة التمكين بالترهيب للمجتمع هو منهج سيد قطب والفخر بكل أعمال العنف.
- مراجعات الجماعة الإسلامية وهي جماعة منشقة عن جماعة الإخوان المسلمين من السبعينيات ومراجعاتها أشهر المراجعات حيث أعلنت ١٩٩٧ بعد ١٥سنة من النقاشات والحوارات داخل السجون ووثقت تلك المراجعات في أربع كتب - مبادرة وقف العنف رؤية شرعية ونظرية واقعية- حرمة الغلو في الدين وتكفير المسلمين- تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء- النصح والتبيين في تصحيح مفاهيم المحتسبين.
فهل معني ذلك أن الجماعة الإسلامية بعد المراجعات يمكن تصالح الدولة معها وتصلح لتكون شريكا وفصيلا وطنيا، وتتنافس على الحكم في الانتخابات المختلفة، وهناك عاصم عبدالماجد من الجماعة والمشارك في المراجعات يتحدث عن أن تلك المراجعات كانت بضغط من الأمن واضطرارا.
فهل نعيد الكرة ونتصالح دولة ومجتمعا مع الارهاب!، وتبقي مشكلتنا حمله للسلاح أم نتفق على رفض جماعات الإسلام السياسي برمتها، حيث لا يوجد بأدبياتها كلمة وطن وتسعي لأستاذية العالم على حد قول حسن البنا وجماعته وهو مصطلح آخر لعودة دولة الخلافة الإسلامية، وكأننا لا نعلم عن فكرهم وكتبهم وتاريخهم شيئا وكأن ما حدث من التنظيم العالمي زوبعة في فنجان؟!
ونبقي في مفارقة الإرهاب يهدم الأوطان، والأوطان تتصالح مع الإرهاب.
داليا عبدالحميد أحمد


قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية