x

مؤرخ أمريكي: تقرير تشيلكوت يلعن «تمثيلية» حرب العراق

السبت 09-07-2016 01:37 | كتب: أ.ش.أ |
جندي عراقي يلوّح لمدرعة تابعة للقوات الأمريكية أثناء مغادرتها قاعدة الناصرية، العراق، 10 ديسمبر 2011. من المقرر أن تغادر القوات الأمريكية العراق بعد ثمان سنوات من الاحتلال، متجهه إلى الكويت لتنضم إلى القوات المتواجدة هناك منذ انتهاء حرب الخليج. - صورة أرشيفية جندي عراقي يلوّح لمدرعة تابعة للقوات الأمريكية أثناء مغادرتها قاعدة الناصرية، العراق، 10 ديسمبر 2011. من المقرر أن تغادر القوات الأمريكية العراق بعد ثمان سنوات من الاحتلال، متجهه إلى الكويت لتنضم إلى القوات المتواجدة هناك منذ انتهاء حرب الخليج. - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

رأى أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن، أندرو جيه باسيفيتش، أن «تقرير تشيلكوت إذا ما تم تلخيصه في تغريدة على تويتر فسوف تكون:»توني بلير تابع.. حقيقة لا شك فيها«، وأكد باسيفيتش- في مقال نشرته الـبوسطن جلوب- أن «تلك هي الحقيقة الأساسية التي تظهر جليا من بين 6ر2 مليون كلمة هي قوام تقرير تشيلكوت».

وقال الكاتب «في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ظن رئيس الوزراء البريطاني وزملاؤه أنهم بدعمه لإدارة جورج بوش الابن في عزمها الإطاحة بـصدام حسين، أنهم يمكنهم بذلك ممارسة نفوذ إيجابي على حساب السياسة الأمريكية بشكل أعمّ.. لكن ما حدث أنهم سمحوا بجرجرة بلدهم إلى حرب غير ضرورية ولم يخطَط لها بعناية وفاشلة ويمكن القول إنها غير قانونية.. وفي النهاية، لم تكسب المملكة المتحدة وشعبها شيئا فيما تكبدت ثمنا باهظا جراء ذلك».

ونوه باسيفيتش أن «تقرير تشيلكوت يقدم العديد من الأدلة المؤكدة لهذا الحكم السلبي.. ونسف ما تبقى من سمعة بلير كما نسف الدعوى الأنجلو- أمريكية التي أقيمت للإطاحة بنظام صدام حسين.. وبالتبعية، أطلق التقرير رسالة تحذيرية مفادها :»أن أي حليف ينتظر من المشاركة في مغامرة عسكرية أمريكية أن يتم ترجمة ذلك إلى نفوذ في واشنطن، فعلى هذا الحليف أن يعيد التفكير.. لقد أراد بلير أن يقود بوش، لكن في النهاية هو مَن تمّ استخدامه«.

وأضاف أن «تقرير تشيلكوت يؤكد أن بوش قرر في نهاية 2001 أن ينتهج سياسة تغيير نظام في العراق، وكان مسؤولون في المخابرات البريطانية أكدوا لـبلير في ذلك الحين أن العراق لم يضطلع بأي دور في هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأنهم (المسؤولون الاستخباراتيون) لم يعثروا على دليل وجود روابط بين العراق وتنظيم القاعدة ملاحظين أن صدام حسين وأسامة بن لادن كانا على طرفي نقيض أيديولوجيا.. كما أنهم لم يعثروا على دليل موثوق يدعم مزاعم واشنطن بأن العراق يتبنى برنامجا عمليا صالحا لتطوير أسلحة دمار شامل».

وتابع صاحب المقال «على أن أيا مما تقدم لم يُثنِ بلير عن إلقاء دعم حكومته وراء الولايات المتحدة.. لقد غذّى بلير الأمل بأنه قد يقنع واشنطن بالتحرك فقط بعد الحصول على موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. كما ارتجى بلير أن يوافق بوش على تشجيع مبادرة سلام جديدة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن آماله خابت؛ ذلك أن بوش وبطانته لم يسمعوا للأمم المتحدة واعتبروا عملية السلام مضيعة للوقت- لقد كانت أهدافهم أكثر طموحا؛ وبحسب تقرير تشيلكوت، فإن السند المنطقي الذي ساقته الولايات المتحدة للإطاحة بـصدام كان هو»تنظيف المنطقة من مشاكل أخرى«، وكان دور لندن يتمثل في إضفاء لمعة تعددية الأطراف دوليا على هذا المسعى الأمريكي».

ومضى باسيفيتش «في الحقيقة، أخبر المحللون الاستخباراتيون في بريطانيا بلير أن اجتياح العراق كفيل بإثارة المشاكل بدلا من وأدها.. كانت القاعدة، وليس صدام، تمثل التهديد الإرهابي الأكبر على المصالح الغربية.. وكانت التحذيرات من أن التدخل العسكري ضد العراق كفيل بزيادة هذا التهديد الإرهابي من جانب الإسلاميين، وكفيل بتأجيج مشاعر الاستياء ضد أمريكا والغرب في العالم الإسلامي وفي المجتمعات المسلمة في الغرب».

واستطرد «غير أن بلير قلل من خطورة تلك التحذيرات، واختار، مثلما فعل بوش، أن يعتقد فقط فيما يراه مريحا.. بل إن بلير ذهب إلى أبعد من ذلك بدعمه إصرار بوش أن الحرب لو اندلعت فإن المسؤولية تقع على كاهل صدام وحده.. لقد كان الاختيار بكامله اختياره هو (بلير) رغم علمه أن هذه ليست إلا تمثيلية بحسب ما أكدت له رئاسة استخباراته.. إن تقرير تشيلكوت يؤكد أن قرار بلير أن يكون مع بوش إنما كان يعكس وجهة نظره هو دون أن يتناقش فيه مع زملائه».

وأكد الكاتب أن «تقرير تشيلكوت يظهر أن المخططين البريطانيين للحرب ارتكبوا أخطاء متطابقة تقريبا مع أخطاء نظرائهم الأمريكيين في نفس الصدد».
واختتم باسيفيتش قائلا «أتخيل أن المواطنين البريطانيين قد يجدون مرارة في قراءة تقرير تشيلكوت، غير أنه يمكنهم أن يجدوا العزاء على الأقل في أنه على شاطئهم من الأطلنطي حدثت أخيرا محاسبة.. أما على شاطئنا (نحن الأمريكيون) فلم تتم أية محاسبة- وليس ثمة ما يدل على أن محاسبة ستجري قريبا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية