وافق المستشار عبد المجيد محمود النائب العام، الخميس، على إحالة ضابطين ومخبرين بقسم شرطة السيدة زينب إلى محكمة الجنايات؛ لاتهامهم بتعذيب متهم حتى الموت، كان قد ألقي القبض عليه وتم حبسه احتياطيا على ذمة قضية مخدرات داخل حجز القسم.
أخبار متعلقة
أعد قرار الإحالة محمد السمرى وكيل أول النيابة، بناء على التقرير الصادر من الطب الشرعى المؤيد لأقوال بعض شهود العيان الذين أكدوا أن المتهمين اعتدوا بالضرب على المجنى عليه وقاموا بتعذيبه داخل حجز القسم حتى الموت، ووجهت النيابة لهم بإشراف المستشار ممدوح وحيد، المحامى العام الاول لنيابات جنوب القاهرة، تهمتى ضرب أفضى إلى موت واستعمال القسوة.
وأفاد تقرير الطب الشرعى الذى تسلمته النيابة أنه بناء على طلب النيابة العامة حول تشريح جثة فاروق محمد محمود السيد، المحبوس احتياطيا داخل حجز القسم، تبين تعرضه للضرب المبرح الذى أدى إلى وفاته متأثرا بإصابته.
وأفاد التقرير الذى تم إرفاقه فى محضر التحقيقات التى تجريها النيابة العامة برئاسة أحمد الأبرق أنه بالفحص والتشريح تبين وجود جرح غائر واحمرار وتورم فى اليدين، وهذا يفيد أنه تم تقييده منهما والشد عليهما.
وأشار التقرير إلى وجود سحجات منتشرة فى مقدمة العنق بالإضافة إلى كدمة محمرة اللون أسفل العين اليمنى، وهذا يشير إلى ارتطامه بجسم صلب مع وجود سحجات كلية ومستعرضة فى أسفل الساعدين والساقين وهذا يتفق ويتطابق مع أقوال عدد من شهود العيان من المحتجزين مع المتهم داخل الحجز.
واتفق التقرير مع شهود العيان على أن المجنى عليه تم وضعه على صدره وتقيد يديه وقدميه، وهذا الوضع أدى إلى إجهاد التنفس وعضلات الصدر والبطن التى تساعده على استنشاق الهواء، وجعل التنفس فى صورة سطحية تؤدي فى النهاية إلى الوفاة وتسمى «إسفكسيا وضعية».
وقالت أسرة المتهم فى التحقيقات إن الضحية تم القبض عليه فى 20 سبتمبر 2009 أثناء توجهه لزيارة والدته المسنة بشارع زين العابدين، وتم حبسه بعد عرضه على النيابة بتهمة حيازة مواد مخدرة، وقبل وفاته بـ٤ أيام منع مسؤولو القسم والدته من زيارته بحجة أنه نائم.
وبدأت الواقعة عندما تقدمت «تقوى على محمد»، زوجة المتهم المتوفى، ببلاغ للنائب العام ضد معاوني مباحث قسم شرطة السيدة زينب اتهمتهما بالاعتداء على زوجها بالضرب وتعذيبه وتعليقه داخل القسم لمدة ٤ أيام حتى الموت، وأضافت فى بلاغها أن زوجها تم القبض عليه واتهمه رجال المباحث فى قضية مخدرات وتم حبسه على ذمتها، وخلال مدة حبسه قام معاونو مباحث القسم بتعذيبه وتعليقه داخل القسم والاعتداء عليه بالضرب المبرح، مما نتج عنه وفاته.
وقال مصدر أمنى إن سبب الوفاة يرجع إلى إصابة الضحية بهبوط حاد فى الدورة الدموية وتم تحرير محضر بالواقعة يحمل رقم ١٦٩٠٢ عرائض النائب العام.
بينما قال الضباط فى التحقيقات إن المتهم كان يعانى من اضطرابات نفسية ويحدث هياجا داخل الحجز فتم وضع «كلابشات» لعدم إضراره لنفسه ولزملائه المحتجزين معه، وأنه توفى نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية.
