قالت المخرجة إنعام محمد على إن الدراما الكوميدية هذا العام اتسمت بالإسفاف والغلظة والإيحاءات الجنسية، ولم تحمل هدفا، وما تميزت به الدراما بشكل عام هو وجود عدد من المخرجين الجيدين وآخرين لم يكن لديهم الوقت الكافى لتقديم أعمالهم بكفاءة، وأضافت أن هناك من الأعمال تم تقديمها سريعا والآخر تم تقديمه دون تأنٍ، وإذا تم إحصاء عدد المسلسلات، والتى يقرب عددها من الـ30 مسلسلا، نجد أن عدد الأعمال الجيدة لا يزيد على أصابع اليد الواحدة فهناك أزمة فكر ورؤية وتأليف وانتماء وطنى فى الأعمال المعروضة.
وتابعت أنه فى المقابل أكثر المسلسلات التى احترمت عقل المشاهد هذا العام، ولم يحتو على ألفاظ نابية أو مشاهد عنف هو مسلسل «جراند أوتيل» بطولة الفنان عمرو يوسف، وأنه يأتى فى المرتبة الثانية «الميزان» بطولة الفنانة غادة عادل من حيث الإثارة والتشويق والكتابة الجيدة وتقديم رسالة هادفة.
وأشارت إلى أن مسلسل «سقوط حر» من المسلسلات التى تحمل كماً من المعلومات عن الأمراض النفسية وأساليب التربية التى تؤدى للمرضى النفسيين وبها معلومات من الممكن أن تفيد المشاهد.
وواصلت «أنعام» أن الهدف من الفن هو إعطاء رسالة إيجابية تضيف للمشاهد، وأن هناك عددا من المسلسلات جميع شخصياتها شريرة ولا يوجد لديها معادل موضوعى، ودللت على ذلك بكثرة مسلسلات الأمراض النفسية والتى وصلت إلى 4 مسلسلات تقدم شخصيات مريضة نفسيًا،
وشددت على أننا نفتقد الأعمال التى تتحدث عن المجتمع الواقعى وتتعامل مع الإنسان العادى وأفراد الأسرة فى دراما رمضان. وذكرت أن معظم الأعمال الدرامية هذا العام اختارت شخصيات، ولم تتناول المجتمع أو تعبر عن مصر الجديدة، وأنها جميعها تتناول العالم الافتراضى وجميع أبطاله غير أسوياء.
وأوضحت أن أسرة مسلسل «الكيف» خسرت التحدى، ولم تُعد أو تستكمل الأعمال الأصلية بطريقة صحيحة، وأن «الأسطورة» من أخطر المسلسلات التى حظيت بنسب مشاهدة عالية من الطبقات الشعبية وفى القرى والريف، وهو بمثابة قنبلة موقوتة، وأنه يجب علينا اختيار موضوعاتنا بعناية لأنها تؤثر فى الجمهور.
وقالت إننا دائما ما ننادى ونشتكى من العنف والبلطجة فى مجتمعنا، وطالبت بضرورة وجود رادع أو نظرة للمسؤولين عن علم الاجتماع، أو الباحثين الاجتماعيين مثل المجلس القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، ومجالس المرأة والطفولة وغيرههم ممن يهتمون بدراسة مثل هذه المسلسلات لأن تأثيرها خطير على مجتمعنا، مشيرة الى أن المسلسلات إذا لم تكن هادفة وتحمل رسالة فهى خطر يهدد مجتمعنا، لأنها حولت قوتنا الناعمة إلى قوة خشنة غليظة تؤثر بالسلب ليس فقط على المجتمع أو فئات بعينها لكنها تؤثر على مصر بأكملها.