قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن بر الوالدين يعني الإحسان إلى الوالدين في القول والعمل والعطف عليهما والأدب معهما، وإشعارهما بأنهما في مكان عال ولائق بهما، مضيفا أن القرآن الكريم أمر بالإحسان إليهما، ونهى عن إسماعهما أي صوت يشعر بالتأفف، وعن نهرهما والاستهزاء بكلامهما، ومن فرط الرحمة والأدب والاحترام معهما أمر الولد أن يكون ذليلا بين أيديهم.
وأوضح شيخ الأزهر، في برنامجه «الإمام الطيب»، الذي يذاع على قناة إم بي سي مصر والتليفزيون المصري، الاثنين، أن الآباء والأمهات الذين يشجعون أبناءهم وبناتهم على مناداتهم بأسمائهم مجردة من الألقاب فيه خطر عليهم، وغفلة عن القيم التي ربطها القرآن بسلوك بر الوالدين، فبالتدريج سيكون هذا عبء على الأب والأم وسيضيق كل منهما بهذه البنت أو هذا الولد يوما ما، مشيرا إلى الأم المصرية قديما كانت أكثر مسؤولية في الوقوف أمام عواطفها الجياشة لصالح تربية الابن وتقديمه للمجتمع، بحيث يستطيع أن يتحمل المسؤولية كاملة، وعلى الرغم من أن الأم في هذه الأيام تعلمت وتقدمت وتطورت فإن عاطفتها تغلبها كثيرا في مواطن يجب أن تتخلى فيها عن هذه العاطفة ويحكمها العقل في تربية أبنائها.
وأضاف الطيب أن فضل الأم يفوق الأب، وحقوقها تفوق 3 مرات حقوق الأب، لأن الأم حملت والرجل لا ينتبه إلى آلام الحمل، بل لا يريد أن يتصورها ولا يريد أن يتوقف لحظة أمام المسؤوليات الثقيلة التي ترثها الأم في الحمل وفي تربية الطفل، والقرآن توقف عند معاناة الأم الزائدة التي من أجلها تستحق من الابن أن يوقرها ويبرها أكثر من الأب، مشددا على أن عقوق الوالدين دين، فلا شك أن من ينهر والديه إذا تقدم السن بهما سيلقى نفس المعاملة من أبنائه في حال كبره.
وطالب شيخ الأزهر الشباب المسلم بالتمسك بفضيلة بر الوالدين، وبهذا الخلق الكريم في معاملة الأب والأم الذي يتميز به المسلم عن غير المسلم في الدول الغربية، وأن يعلم أن بر الوالدين كنز، يورث السعة في الرزق ويورث طول الأجل.