x

أكاديميات كرة القدم.. قليل من الرقابة.. كثير من الوعود بـ«الشهرة»

الخميس 02-12-2010 08:00 | كتب: اخبار |
تصوير : تحسين بكر

مجموعة من الغرف الضيقة.. أو المساحات غير المخططة بشكل «علمى»، تضم مجموعة من الأدوات تشير إلى أنه مقر يمكن أن تمارس فيه رياضة كرة القدم.. هذا توصيف ما يطلق عليه «أكاديميات كرة القدم»، والتى أصبحت «موضة رياضية»، حسبما يطلق عليها البعض، لعالم «الساحرة المستديرة»، خاصة الفترة الماضية، التى شهدت توزيع العديد من الملصقات التى تعلن عن إنشاء أكاديميات جديدة، أصبحت «ماركة مسجلة» خاصة للمناطق الشعبية، والتى يتخذ فيها أصحاب ما يطلق عليه «أكاديمية» مقرا لممارسة أنشطتهم، والتى يقومون من خلالها بترويج أنشطتهم عن طريق «وعود الشهرة»، والتى تضاربت حولها الآراء بين مؤيد ومعارض. فبينما اعتبرها المواطنون «سبوبة»، أو وسيلة لتحقيق الربح السريع على حساب أحلامهم، على حد تعبيرهم، يرى أصحاب هذه الأكاديميات أنها «البوابة الخلفية» لدخول النوادى الكبرى، وأنها تمتلك إمكانيات «أفضل»، على حد تعبير أحد أصحابها، من النوادى الكبرى، إلا أن الجدل مازال مستمراً حول «شرعيتها».

قال أحمد السيد، ولى أمر أحد اللاعبين فى إحدى الأكاديميات: «أسعار اشتراكات النوادى الكبرى أصبحت جنونية وخيالية، وليست فى متناول أيدينا، وبالرغم من استغلال الأكاديميات الخاصة لكرة القدم، إلا أنها أصبحت المنفذ الوحيد لأبنائنا».

وأضاف: «الأكاديمية التى التحق بها ابنى ليست الأولى ولكننا واجهنا الكثير من الاستغلال أثناء التحاقه بأخرى، والكثير من الوعود الكاذبة بإلحاقه بأحد النوادى الكبرى التى أصبحت هاجساً لدى الأطفال والكبار، مما اضطرنا إلى تركها وبدء المشوار من أوله فى أكاديمية أخرى». «غياب الرقابة على هذه الأكاديميات حولها إلى سبوبة.. وضيع حقوقنا».. بهذه الكلمات بدأ عمرو الصاوى، لاعب فى إحدى الأكاديميات، حديثه لـ«إسكندرية اليوم» قائلاً: «أصبحنا نسعى وراء شبح الشهرة، وهو ما دفعنا للالتحاق بهذه الأكاديميات التى أصبحت تتاجر بنا لمجرد تحقيق أرباح خيالية، بوعودها الزائفة بإلحاقنا بالنوادى الكبرى، وهذا مالم يحدث».

واعتبر الصاوى، غياب الرقابة سبباً رئيسيا فى السماح لأصحاب هذه الأكاديميات بالتمادى، على حد قوله، فى أفعالهم التى وصفها بـ«الاستغلالية».

وقال أحمد موكى، المدير الفنى لإحدى أكاديميات كرة القدم، إن معظم هذه الأكاديميات «مخالفة» للوائح والقوانين التى ينظمها اتحاد الكرة، على حد قوله، موضحا أنه لابد أن يتوافر فى الملعب عدد من الإسعافات الأولية، التى يمكن من خلالها توفير العناية الطبية للاعبين داخل أرض الملعب، وهو مالا يتوافر فى هذه الأكاديميات. وأشار «موكى» إلى أهمية أن يكون مدربو هذه الأكاديميات مؤهلين، وتابعين لنقابة المهن الرياضية، حتى يكونوا على استعداد تام لمواجهة ما وصفه بـ«طوارئ» الملعب، والمتمثلة فى حالات الإغماءات والسكتات القلبية، والإصابات المختلفة، والتى تتطلب أن يكون المدرب على استعداد كامل للتعامل معها حفاظا على أرواح اللاعبين.

وتابع: «أكاديميات كرة القدم هدفها تنشئة جيل جديد من اللاعبين قادر على ممارسة الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة، وهو ما يعمل على تحقيق فرز حقيقى للاعبين جدد للالتحاق بالنوادى الكبرى، والتى أصبحت الأكاديميات البوابة الخلفية لها».

وقال ممدوح الصاوى، صاحب إحدى الأكاديميات فى منطقة العصافرة: «أكاديمية كرة القدم تعتبر موضة العصر، فهى ليست عيبا يجب أن نتنصل منه، وإنما أصبحت بوابة الغنى والفقير لدخول عالم كرة القدم، فتكاليف النوادى الكبرى أصبحت جنونية، ولا يقدر على توفيرها المواطن العادى محدود الدخل، وهو ما يدفعه لتركها واللجوء إلى الاكاديميات التى أصبحت متوافرة لجميع فئات المجتمع المختلفة بمختلف طبقاتها». وأضاف: «إمكانيات معظم الأكاديميات تفوق إمكانيات النوادى فإذا كان لدى 60 لاعبا، فمن الممكن أن أوفر لهم 60 كرة وهو مالا يحدث فى النوادى الكبرى الآن، ولكن هذا لا يمنع وجود بعض العقبات التى تعوق قيام هذه الأكاديميات بدورها بشكل حقيقى مثل سوء أرضيات الملاعب وارتفاع أسعار تأجيرها، بالإضافة إلى عدم جودة النظام التعليمى والغذائى المناسب». ونفى أصحاب هذه الأكاديميات خروجها عن الإطار الشرعى، مبررين عدم حصول بعضها على التراخيص بما وصفوه بـ«الإجراءات التعجيزية»، على حد تعبيرهم.

وانتقد المهندس رمضان حسين، عضو المجلس الشعبى المحلى لحى المنتزه، انتشار أكاديميات كرة القدم بشكل واضح، وانتشار إعلاناتها، محذراً من وقوع المواطنين ضحايا لأعمال النصب، نظرا لـ«عدم قانونية» هذه الأكاديميات، على حد قوله.

وتقدم رمضان بمذكرة عاجلة إلى المجلس طالب فيها بضرورة الإعلان عن مدى قانونية هذه المراكز، والإعلان عن الأكاديميات المعتمدة على مستوى المحافظة لحماية المواطنين من الوقوع ضحايا لعمليات النصب مشددا على ضرورة الإعلان عن الأكاديميات المعتمدة. من جانبه أكد المهندس محمد صبرى، رئيس المجلس، ضرورة إصدار المحافظ اللواء، عادل لبيب، قرارا ينظم نشاط هذه الأكاديميات على أن تتولى مديرية الشباب والرياضة مهمة الإشراف عليها، للحفاظ على مصالح المواطنين. قال أحمد الكأس، المدير الفنى لنادى أبوقير للأسمدة: إن هذه الأكاديميات أصبحت اتجاهاً جديداً بعد عدم وجود أماكن يمكن استغلالها فى ممارسة اللعبة، على حد قوله. وأضاف: «معظم هذه الأكاديميات تبدأ فى الترويج لنفسها بإبهام المشترك بأنه سيلحق بالنوادى الكبرى، ولكن من المفترض أن نعتمد على تطوير الأداء الفنى، خاصة أن المحافظة لم تنجب لاعباً للمنتخب منذ التسعينيات، فبعد أن لعبت فى منتخب مصر لم أجد لاعباً سكندرياً به وهذا أمر مثير للجدل ويستحق أن نعمل للوقوف على أسبابه والقضاء عليها». ونفى عمرو شوقى، مدير مديرية الشباب والرياضة فى المحافظة، مسؤولية المديرية عما يسمى«أكاديميات كرة القدم»، موضحاً أن دور المديرية يقتصر فقط على الإشراف على الأندية المشهرة بها، مشيراً إلى أن عددها 108 أندية شعبية، و20 ناديا كبيرا، و40 مركزا للشباب. وأضاف شوقى: «هذه هى النوادى التى لى حق الرقابة الفعلية عليها، أما المدارس والأكاديميات فليست لنا علاقة بها ولا حق الضبطية القانونية»، معتبرا أن الحل الوحيد لأزمة أكاديميات كرة القدم هو إصدار مجلس الشعب قانونا يحد من دورها، ويعطى الحق لوزارتى الشباب والرياضة والصحة بالرقابة عليها قانوناً، على حد قوله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية