وسط حضور جماهيرى كبير، وعلى رقصات بنت البلد، وصعيدي، وغزل إسكندرانى، افتتحت الفرقة المصرية للفنون الشعبية مهرجانى «من فات قديمه تاه»، و«الكتب المستعملة»، أمس الأول، واللذين نظمهما مشروع ذاكرة مصر المعاصرة الذى تتبناه مكتبة الإسكندرية، بمشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة وجمعية الطوابع والعملات وجمعية سيدات أعمال المستقبل بـ«فوه»، وعدد من جامعى التحف بالمحافظة مثل مكرم سلامة، ورأفت الخمساوى، وطارق جرانة، والكاتبة أمل الجيار. ويقدم المعرض معظم الأدوات والآلات والصور التى استخدمها المصرى فى حياته اليومية طوال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كما عرض مجموعة من الصور والآلات القديمة التى تعبر عن الحياة المصرية القديمة مثل، أجهزة التليفون، والجرمافونات، وأجهزة الراديو القديمة، و«البيك آب»، والطرابيش، والعملات القديمة، ورخص المهن المحمولة على الكتف، ويفط الشوارع، وصناديق التوفير، وأدوات الكتابة، وأدوات النظافة الشخصية كأدوات الحلاقين. وضم جناح الهيئة العامة لقصور الثقافة المنتجات المتخصصة للهيئة من كليم وسجاد، وحصير، وخزف وفخار، وصلصال، وزجاج معشق، وخرط عربى، وطرق على النحاس، والخيامية والنحت، بالإضافة إلى توفير ورش عمل فنية لهذه المنتجات لتقدم نماذج حية لطرق تصنيعها أمام الجمهور.
وقال مكرم سلامة إن المعرض أتاح فرصة للمبدعين والهواة لعرض «الثروات» التى يملكونها لأول مرة، حيث عرض فى جناحه الخاص بالمعرض 300 صورة قديمة، منها 50 أفيش للأفلام المصرية القديمة، بالإضافة إلى 30 صورة «نادرة» لمحمل الكعبة، كما قام بعرض أحد الأفلام الوثائقية القديمة على آلة سينمائية تعود للأربعينيات من القرن الماضى.
أما رأفت الخمساوى، أحد أشهر هواة جمع «الأنتيكات» فى الثغر، فضم جناحه مجموعة من التحف والأدوات التى كانت تستخدم منذ أكثر من 100 عام، بالإضافة إلى ركن خاص بممتلكات الملك فاروق، وأشهر الجرائد القديمة فى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن العشرين، ولفت إلى أن حوالى 90% من المنتجات معروضة للبيع للجمهور العام، مشيدا بالإقبال الجماهيرى الشديد على المعرض، وأنها المرة الأولى له المشاركة فى معرض بهذا الحجم فى مكتبة الإسكندرية.
وأضاف الخمساوى أن المعرض ضم طرابيش، وأدوات حلاقة كانت تستخدم قديما، ولافتات لأسماء الشوارع، والبوابير والموازين التى كان يستخدمها البائعون فى عشرينيات القرن الماضى، بالإضافة إلى مطبعتين سريتين كانتا تسخران فى طباعة المنشورات السرية التى كان يتم الإعداد لها فى الخنادق السرية أثناء الحرب، مشيرا إلى أن مكتبة الإسكندرية قامت بشراء هاتين المطبعتين لعرضهما فى متاحفها الخاصة. من جانبه قال الدكتور خالد عزب، المشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، إنه من المقرر تكرار التجربة فى حى السيدة زينب، وبيت السنارى بالقاهرة، نظرا للنجاح الذى حققه المهرجان بمشاركة العديد من الجهات، قائلاً: «المعرض يؤكد أهمية أن يتعرف المصرى على تاريخه من خلال شتى الأدوات والوسائل المختلفة، بهدف توعية الأجيال الجديدة بتاريخها، وربطها بماضيها العريق، من خلال تعريفهم بالأدوات والآلات التى استخدمها المصريون فى حياتهم اليومية خلال الفترات التاريخية السابقة».
وأضاف أن مهرجان الكتب المستعملة يهدف إلى تقديم الكتب إلى القراء فى ظل ارتفاع أسعارها وزيادة الطلب على الإصدارات النادرة، لافتاً إلى أن المهرجان يحوى مجموعة من الكتب النادرة التى نفدت طبعاتها من الأسواق ولم تعد متوافرة فى المكتبات، كما يضم جناحاً خاصاً لسور الأزبكية فى القاهرة.