x

مصر تستعد للقمة الأفريقية.. ونتنياهو في إثيوبيا

نتنياهو يبدأ جولة أفريقية تشمل 4 دول من «حوض النيل»
الأحد 03-07-2016 23:11 | كتب: محمد البحيري, محسن سميكة, فادي فرنسيس |
نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو وزوجته سارة تصوير : اخبار

يبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، غدا، جولة رسمية إلى أفريقيا، هى الأولى لرئيس حكومة إسرائيلى منذ 22 عاماً، تشمل زيارة 4 دول من حوض النيل، هى «إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا». وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الرحلة تبلغ ذروتها باحتفال رسمى فى مطار عنتيبى الدولى القديم لإحياء الذكرى الـ40 لعملية عنتيبى، التى لقى فيها شقيق نتنياهو مصرعه، ونفذتها فرقة كوماندوز إسرائيلية، فى 4 يوليو 1976، لتحرير ركاب طائرة كانت متجهة من تل أبيب إلى باريس، واختطفها فلسطينيون وألمان، إلى عنتيبى.

ونقلت الصحيفة، عن مصادر قريبة من ترتيبات الرحلة، التى يسافر فيها «نتنياهو» مع زوجته «سارة»، أن تكلفة الرحلة تبلغ 28 مليون شيكل، أى نحو 65 مليون جنيه مصرى، وتشمل سفر 4 طائرات إسرائيلية على الأقل، من بينها طائرة ركاب مدنية استأجرها ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلى من أجل «نتنياهو» وعائلته، وطائرة «بوينج 707» تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى، على متنها 140 شخصاً، من بينهم ممثلو وحدات الجيش الإسرائيلى التى شاركت فى عملية «عنتيبى»، وذوو عائلات قادة العملية الذين ماتوا، وممثلون عن عائلات الرهائن، وهناك أيضا طائرتا نقل عتاد عسكرى من طراز «هيركوليز» ستنقلان معدات ومستلزمات التأمين اللازمة للحراسة المكثفة التى سترافق «نتنياهو» خلال الزيارة، بالإضافة إلى مستشفى متنقل سيتم التبرع به فى نهاية الرحلة، وسيارات مصفحة سيستخدمها الموكب.

وأكدت الصحيفة أن رحلة «نتنياهو» تحظى بإجراءات تأمين غير مسبوقة، مشيرة إلى أنه خلال زيارة العاصمة الكينية نيروبى، سيقوم «نتنياهو» وزوجته برحلة سفارى إلى أدغال أفريقيا. وكشفت أن الرئيس الإسرائيلى السابق، شمعون بيريز، رفض تلبية دعوة «نتنياهو» لمرافقته فى تلك الرحلة بسبب التكلفة الكبيرة لها، فى الوقت الذى لم توجه فيه دعوة إلى «داليا»، نجلة إسحاق رابين، الذى كان رئيسا لوزراء إسرائيل خلال عملية عنتيبى، ويصطحب «نتنياهو» معه فى هذه الرحلة وفدا كبيرا من رجال الأعمال الإسرائيليين، الذين تم اختيارهم بمعرفة معهد التصدير الإسرائيلى، وكذلك وزيرة الثقافة والرياضة ميرى ريجيف.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت، فى اجتماعها الأخير، خطة لدعم العلاقات الاقتصادية والتعاون الإسرائيلى مع القارة الأفريقية بميزانية تبلغ نحو 50 مليون شيكل، أى ما يعادل 120 مليون جنيه.

من جانبها، كشفت مصادر مطلعة أن أهدافا ومصالح سياسية واقتصادية وأمنية متبادلة عديدة وراء جولة بنيامين نتنياهو المرتقبة، اليوم، لدول حوض النيل، وسط مخاوف من أن تدفع تلك الدول للتشدد أكثر إزاء مطالب مصر بالحفاظ على حقوقها التاريخية المكتسبة فى مياه النيل، أو تسفر الجولة عن تعاون مع تل أبيب لتنفيذ مشروعات مشتركة تقلل من كمية المياه لمصر والسودان، فى وقت يتزايد فيه حجم الاستهلاك وعدم كفايتها احتياجات التنمية.

وقالت المصادر إن إسرائيل تسعى من خلال الجولة إلى تعزيز علاقاتها بأفريقيا أكثر، مستغلةً حاجة تلك الدول إلى مساعدات وخبرات لازمة لتطوير اقتصاداتها وتعزيز قدراتها الأمنية فى مواجهة الإرهاب. وأضافت المصادر: «كما تسعى إلى أسواق أفريقية أوسع لبيع السلاح والمنتجات الإسرائيلية ومنع تمدد النفوذ الإيرانى فى القارة السمراء، خاصةً منطقة القرن الأفريقى التى تتحكم فى مدخل البحر الأحمر، حيث ميناء إيلات، وممارسة سياسة (شد الأطراف) ضد مصر والسودان عند شعورها بالضيق من مواقفهما إذا رأت أنها ضد مصالحها والحصول على عضوية الاتحاد الأفريقى، بصفة (مراقب)، بالإضافة إلى الاستفادة من كتلة التصويت الأفريقية الضخمة فى المحافل الدولية البالغة 54 دولة، لتأييد القرارات التى فى مصلحتها ومنع صدور أى قرار يضر بها كما حدث فى سبتمبر الماضى عندما امتنعت عدة دول أفريقية عن التصويت فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمصلحة مشروع قرار يطالب إسرائيل بفتح منشآتها النووية للمفتشين الدوليين، فلم يتوافر له النصاب القانونى، ولم يصدر». وأوضحت المصادر أن الدول الأفريقية تطمع فى المزيد من الاستثمارات والخبرات الإسرائيلية فى مجالات كثيرة، فى مقدمتها مكافحة الإرهاب الذى يتمدد فى شرق القارة وشمالها وغربها، إضافة إلى تطوير الزراعة، خاصة زراعة الصحراء، بأساليب الرى الحديثة وإدخال التصنيع الغذائى، بعد أن أصبح الإنتاج الزراعى لمعظمها لا يكفى احتياجات سكانها. وتُضاف إلى ذلك رغبة بعضها فى الحصول على السلاح الذى امتنعت عن تزويدها به دول كبرى بسبب تفشى انتهاك حقوق الإنسان بأيدى النظم الحاكمة التى تحرص بدورها على مساعدة إسرائيل لها للبقاء فى السلطة بتدريب قوات خاصة لحمايتهم وتوفير مستشارين عسكريين لهم وإمدادهم بمعلومات استخبارية بشأن ما يهدد استمرارهم واستضافة مَن يريد منهم العلاج فى مستشفياتها، فضلاً عن اقتناع القادة الأفارقة بأن إقامة علاقات جيدة مع إسرائيل تفتح أمام بلادهم الباب للحصول على المساعدات الاقتصادية والتنموية من دول مثل الولايات المتحدة ومن المؤسسات المالية الدولية.

من جانبه، قال السفير محمد الشاذلى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إسرائيل كانت لديها استراتيجية منذ عام 1948 لخلق علاقات مع القارة السمراء، فهى تحاول أن تؤثر على أفريقيا، خاصة أن مصر تنعم بعلاقات خاصة وزعامة فى القارة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن تقصير مصر تجاه أفريقيا ساهم فى دخول إسرائيل فى علاقات قوية مع إسرائيل، لافتاً إلى أن «نتنياهو» يتابع التحركات المصرية فى أفريقيا، خشية على مصالحه فى القارة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية