بمجرد إعلان الشركات عن نيتها فى تجديد ماكينات تصنيع الدواء «المتهالكة»، وقيامها ببيع الماكينات القديمة، تصارع العديد من الجهات «مجهولة المصدر» فى شرائها.
ربما يبدو السبب فى البداية مجهولاً لديك، لكن عندما تكتشف أن هناك الكثير من الأشخاص، وخاصة تجار الخردة، يتصارعون للحصول عليها بالرغم من تهالكها الواضح، ليقوموا بعد ذلك بتصنيع أدوية «مغشوشة»، حسبما أكدت مصادر مطلعة، ستعلم أنك أمام صناعات «بير السلم».
هذه الصناعة تعتمد على شراء «مجهولين» للماكينات «القديمة» التى تقوم الشركات ببيعها أو التخلص منها بأى وسيلة، ثم يقومون بـ«استغلالها» فى تصنيع الأدوية «المغشوشة»، عن طريق تقليد الشكل النهائى للدواء، وتعبئته بمواد مقاربة من الناحية الشكلية للمادة الفعالة «الحقيقية»، إلا أنها بعيدة تماما عن أى تكوين طبى، وفقا لما أكده متخصصون.
وقال محمد السيد مصطفى، صيدلى: «المشكلة الأساسية تبدأ بمجرد أن تقوم الشركات بالإعلان عن رغبتها فى تكهين أو تجديد الماكينات الخاصة بتصنيع الدواء لديها، فيقوم (تجار الموت) بشرائها واستخدامها فى صناعات بير السلم، التى يقومون من خلالها بجمع المرتجعات منتهية الصلاحية من الصيدليات، التى ترفض الشركات إعادتها مرة أخرى، ثم يقومون بتفريغ المحتوى وإعادة تعبئته مستخدمين فى ذلك مواد جيرية وغيرها، ورفض المرتجع من قبل الشركات هو المصيبة الكبرى».
وحذر «السيد»، من تداول هذه العقاقير، التى أكد أنها تتسبب فى إلحاق الضرر بمتعاطيها، خاصة الأطفال، نظراً لإدخال المواد الجيرية فى تركيب الألبان التى تباع فى الأسواق، على حد قوله.
وقال الدكتور مجدى أحمد عوض، رئيس اللجنة الإعلامية فى نقابة الصيادلة، المدير العلمى لإحدى شركات الدواء الكبرى: «إن الشركات تقوم من فترة إلى أخرى بتجديد الماكينات الخاصة بتصنيع الدواء لديها، وهو ما يتطلب التخلص من المكن القديم، والذى تقوم ببيعه لبائعى الخردة».
وأضاف: «هنا تأتى الأزمة فبعد بيع المكن نكتشف أن هناك مافيا دواء تقوم بالاستيلاء عليه، وتستخدمه فى تصنيع الدواء المغشوش عن طريق جمع الدواء منتهى الصلاحية من الصيدليات، وإعادة تعبئته مستخدمين الجير والبولى إستر فى صناعة الأقراص، والكركم فى أدوية الكبد، واستخدام مواد غير آمنة لإخراج المنتج بشكل يشابه إلى حد كبير المنتج الأصلى». وحذر من استمرار تواجد صناعات بير السلم، التى يستخدم فيها ماكينات تصنيع الدواء، مما يساهم بشكل كبير، على حد قوله، فى مساعدة «تجار الموت»، فى تصنيع عقاقير، مشابهة إلى حد كبير فى الشكل الخارجى، المنتج الأصلى، مشيراً إلى أن أدوية الكبد والكلى هى أكثر العقاقير التى تتعرض للغش.