وكأنه عيد، استعد الباعة الجائلون ليوم الانتخابات، بأن وزعوا أنفسهم فى المناطق الساخنة، ونوعوا معروضاتهم بين السجائر وفرش الشاى والمناديل والبسكويت وبعض العصائر، بمنطق أنه كلما زاد الزحام حول اللجان، زاد استهلاك بضائعهم.. الأحد الماضى كان أحد مواسمهم المهمة، التى لا تتكرر إلا كل خمس سنوات، حيث يتضاعف رزقهم فى هذا اليوم نظراً للتكدس الهائل والازدحام الشديد من أنصار المرشحين الناخبين.
«المصرى اليوم» رصدت حركة المقاهى وعربات الفول، وشهدت رواجا فى حركة البيع، بعد أن استعدوا لهذا اليوم منذ أيام بزيادة كميات المشروبات والأطعمة، فى حين توقفت حركة البيع بعض الشىء فى محال الكشرى القريبة من اللجان واعتبروا هذا اليوم مصدراً للخسارة. فى حدائق القبة وقف «أبوهاشم» صاحب أشهر عربة فول فى المنطقة أمام مدرسة النقراشى الإعدادية بنين منذ الخامسة صباحاً وإلى جواره زوجته تساعده فى إعداد الفول وتقديمه للزبائن، وقال لـ«المصرى اليوم» إنه استعد للانتخابات منذ أيام بزيادة كميات الفول والطحينة والسلطات، واستمر فى العمل حتى نهاية اليوم إلى ما بعد الانتهاء من التصويت وغلق الصناديق. وشهدت المقاهى المجاورة للجان الانتخابات تكدساً شديداً من أنصار المرشحين وأقاربهم، وقال محمد إبراهيم إنه خرج من منزله للتصويت، واستغل يوم إجازته من العمل وجلس على المقهى وهى فرصة لمقابلة الأصدقاء. محمد حامد «عامل فى مقهى بالحرفيين» أكد أن يوم الأحد هو عطلة الورش فى المنطقة، وبالتالى فهو أجازته له أيضاً بحكم أن زبائنه الرئيسيين من العاملين فى الورش، لكن صاحب المقهى ألغى الإجازة يوم الانتخابات لأن المقهى مجاور لمدرسة عمار بن ياسر - إحدى لجان الانتخابات الكبرى فى المنطقة.
وقال سيد مصطفى - أحد العمال بمحل كشرى - مجاور لمدرسة النقراشى، إن يوم الانتخاب تسبب لهم فى خسارة كبيرة، لأن كل المترددين على اللجنة من أنصار المرشحين وأقاربهم لا يعتمدون على علبة الكشرى البسيطة، لكن يتم توزيع الوجبات الفاخرة عليهم.