x

قمة المناخ تبدأ أعمالها فى المكسيك وسط جدل كبير

الثلاثاء 30-11-2010 21:54 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
تصوير : other


تعهدت حكومات دول العالم بإحراز تقدم فى تحريك المحادثات المعلقة منذ فترة طويلة حول التغير المناخى، وذلك لدى افتتاحهم قمة للأمم المتحدة فى المكسيك، الاثنين، تستمر لمدة أسبوعين، محذرة من أن مخاطر الاحتباس الحرارى تتحول إلى واقع بالفعل.


وبعد قمة الأمم المتحدة التى عقدت بمدينة كوبنهاجن الدنماركية فى ديسمبر الماضى - حيث انهارت المباحثات حول التوصل لمعاهدة جديدة للتغلب على ارتفاع درجة حرارة الأرض - قال مفاوضون إنهم يأملون أن يكون منتجع كانكون المكسيكى هو المكان الذى يشهد اتخاذ بعض الخطوات الملموسة التى قد تعيد الثقة فى العملية الدولية.


وكان المفاوضون أوضحوا أنه لن تكون هناك معاهدة دولية جديدة متفق عليها فى كانكون، ولكنهم يتوقعون اتفاقات حول بعض الموضوعات الجانبية، مثل الحد من عمليات إزالة الغابات وتبادل التقنيات وإنشاء صندوق لمساعدة الدول النامية على مواجهة تأثير تغير المناخ.


غير أن هناك بوادر توتر بالفعل، فى الوقت الذى شددت فيه بعض الجزر الصغرى، والتى سعت إلى عرقلة معاهدات سابقة، على أن بقاءها يعتمد على الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية. وكانت الحكومات اتفقت فى كوبنهاجن على عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين. وحذرت تلك الجزر الاثنين من أنها تواجه زوالا مؤكدا ما لم يكن هناك تحرك بشأن التغير المناخى، مشددة على أنها لن تقبل بأى اتفاقية دولية لا تهدف إلى منع ارتفاع درجات الحرارة عالميا لأكثر من 1.5 درجة مئوية.


وخلال تصريحات لهم فى افتتاح المؤتمر، حذر أعضاء تكتل يضم أكثر من 40 دولة عبارة عن جزر صغيرة من أنهم لن يقبلوا بأى اتفاقية دولية من شأنها أن تعرضهم لمخاطر الغرق بسبب ارتفاع مناسيب مياه البحار.


وقال أنطونيو ليما، سفير الرأس الأخضر (كيب فيردى) فى الأمم المتحدة فى تصريحات للصحفيين: «إننا نواجه فى هذه اللحظة نهاية تاريخ بعض منا». وأضاف أن «الفرق بالنسبة لنا بين 1.5 درجة ودرجتين هو إما البقاء أو الزوال».


وقال الرئيس المكسيكى فيليب كالديرون إن آثار التغير المناخى صارت ملموسة بالفعل، مستشهدا بالأعاصير التى شهدتها المكسيك العام الجارى، والأكثر خطورة فى تاريخ البلاد، والفيضانات التى اجتاحت باكستان إلى جانب الموجة الحارة فى روسيا.


وأشار كالديرون، لدى افتتاح الاجتماع، إلى أن «التغير المناخى بات حقيقة بالنسبة لنا بالفعل»، مضيفا أن «التغير المناخى يبدأ فى جعلنا ندفع ثمن الأخطاء القاتلة التى ارتكبناها، نحن البشر، فى حق البيئة».


وكانت مفوضة شؤون المناخ بالاتحاد الأوروبى قد قالت،  الاثنين، إنه سيكون «من المهم جدا» للقوى العالمية أن تحرز تقدما بشأن بعض المسائل الشائكة المتعلقة بقضية التغير المناخى خلال المحادثات فى مدينة كانكون المكسيكية إذا أريد أن يكون هناك أى أمل فى التوصل إلى اتفاق فى المستقبل. وصرحت كونى هيدجارد للصحفيين بقولها: «من المهم للغاية أن يثبت المجتمع الدولى قدرته على إحراز تقدم، أما إذا عجز عن ذلك فإننى أخشى أن ينفد صبر بعض الأطراف إزاء عملية الأمم المتحدة».


وفى بؤرة الأحداث، توجد الولايات المتحدة والصين اللتان تصدران معا ما يقرب من 40% من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحرارى، وتسببت الخلافات العميقة بينهما فى إفساد مؤتمرات مناخية سابقة.


ومن جانبه، أقر نائب المبعوث الأمريكى الخاص بالمناخ جوناثان بريشنج بأنه «لن يتم إحراز نجاح هنا إلا إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق». وأضاف أنه «لايزال من المنتظر رؤية» ما إذا كان الجانبان سيتمكنان من التوصل إلى اتفاق قبل اختتام المحادثات التى تستمر أسبوعين فى كانكون، غير أنه قال: «أشعر بأننا أحرزنا تقدما».


وحازت الصين على إشادة لضخها استثمارات كبيرة فى الطاقات البديلة العام الماضى، فى الوقت الذى تفوقت فيه على الولايات المتحدة باعتبارها أكثر الدول إصدارا للانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحرارى فى العالم. ورغم ذلك، لاتزال القوة الآسيوية الصاعدة رافضة لقبول مطالبات لها بالتوقيع على معاهدة عالمية ملزمة للحد من التلوث لديها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية