x

ياسر أيوب كرة القدم.. لعبة ووطن ياسر أيوب الخميس 30-06-2016 21:32


خيط رفيع جدا يفصل بين كرة القدم كلعبة أولى فى العالم باتت قادرة على تخطى أى حدود جغرافية وقواعد وقيود شكل أو لون أو عرق أو دين.. وكرة القدم حين تصبح رمزا وطنيا ودلالة انتماء لأرض وناس.. وإذا كان خبر اعتزال ليونيل ميسى اللعب الدولى بعد إخفاقه مع المنتخب الأرجنتينى فى الفوز بكوبا أمريكا الأسبوع الماضى قد أثار دهشة واستياء كل جمهور كرة القدم وعشاقها فى العالم كله، إلا أنه لم يكن خبرا مفاجئا أو صادما إلى هذا الحد لكثير من الأرجنتينيين الذين كانوا يتمنون تتويج مقدرة ميسى وموهبته الرائعة ببطولة أرجنتينية تحمل اسمه وبصمته.. فعبر الأحد عشر عاما الماضية، ارتدى ليونيل ميسى فانلة منتخب الأرجنتين وشارك مع منتخب بلاده فى أربع نهائيات.. نهائى كأس العالم وثلاث نهائيات فى كوبا أمريكا دون الفوز بأى بطولة على الإطلاق.. ولا يعنى ذلك أن الأرجنتينيين فقدوا حماستهم لميسى أو توقفوا عن الإشادة والفخر به باعتباره هدية أرجنتينية للعالم كله.. لكنهم أصبحوا تلقائيا يرونه موهبة رائعة تستحق الفخر والإعجاب.. ويطول حديثهم عن النجم الكبير وأهدافه وبطولاته مع برشلونة، لكنه لن يكون بطلا قوميا أرجنتينيا مثل دييجو مارادونا الذى فاز لبلاده بكأس العالم لكرة القدم 1986.. وأصبحت هذه الكأس هى الفارق الدائم بين مارادونا كما يراه العالم كله ومارادونا كبطل أرجنتينى.. ومثل ميسى كان يوهان كرويف.. صاحب الموهبة الكروية الرائعة الذى حين مات مؤخرا كان وداعه يليق بحجم موهبته وكأحد نجوم نادى برشلونة الإسبانى وليس كبطل كروى هولندى.. حيث قاد كرويف منتخب هولندا مرتين متتاليتين لنهائى كأس العالم 1974 و1978، وخسرت هولندا أمام ألمانيا فى المرة الأولى ثم أمام الأرجنتين فى المرة الثانية.. ونفس الأمر مع راءول جونزاليس الذى كان نجم زمانه فى الساحة الكروية الإسبانية لكنه فشل فى قيادة منتخب إسبانيا لأى بطولة، فكان أن اعتزل وكأنك أطفأت النور فجأة، فلم يعد هناك من يرى الاسم الكبير والموهبة التى كانت.. أما جورج بست فكان أسطورة الكرة الإنجليزية لدرجة صنع أفلام سينمائية تحكى قصة حياته والكثير جدا من الكتب عنه وموهبته وانتصاراته مع مانشستر يونايتد.. لكن عجزه عن قيادة المنتخب الأيرلندى لأى بطولة أدى لعدم بقاء التاريخ ودوام العشق.. ولاأزال أذكر حين دار حوار شاركت فيه بشكل مباشر بين النجمين الكبيرين دى ستيفانو وزين الدين زيدان.. وكان دى ستيفانو يصرخ فى وجهى مؤكدا أنه أهم وأعظم وأبقى من زيدان.. وبقى زيدان مبتسما ثم قال هادئا قبل انصرافه إن دى ستيفانو الذى لعب لثلاثة منتخبات: الأرجنتين ثم كولومبيا ثم إسبانيا.. لم يفز بأى بطولة.. أما زيدان فقاد منتخب فرنسا للفوز بكأس العالم.. وكان ردا شديد البلاغة والعمق والبساطة والوضوح أيضا من زيدان، الذى أكد لى فى نفس ذلك اليوم أنه لن تبقى من مسيرته الكروية إلا مشاهد انتصاره باسم فرنسا وبالنيابة عن كل الفرنسيين فى نهائى كأس العالم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية