x

«قمة طرابلس» تدعو لقبول نتائج «استفتاء السودان»

الثلاثاء 30-11-2010 19:32 | كتب: أيمن حسونة, جمعة حمد الله, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب


قبل ساعات من اختتام القمة الأوروبية - الأفريقية، الثلاثاء، التى تعقد فعالياتها فى العاصمة الليبية طرابلس، أكدت مسودة إعلان مشترك للقمة، ضرورة قبول نتائج الاستفتاء الذى يجرى أول العام المقبل، بشأن جنوب السودان.


وجاء فى المسودة: «فيما يتعلق بالسودان.. نؤكد ضرورة وأهمية ضمان تنفيذ جميع بنود اتفاق السلام الشامل.. فى الوقت المحدد وعلى نحو سلمى يبعث على الثقة، بصفة خاصة استفتاء جنوب السودان الذى ينبغى أن يقبل الجميع نتائجه».


كما أضافت أنه ينبغى على جميع الأطراف احترام بنود الاتفاق المبرم فى عام 2005، بشأن آبيى وهى منطقة منتجة للنفط يفترض أن تجرى استفتاء متزامنا مع استفتاء الجنوب للاختيار بين الانضمام للجنوب أو الشمال.


من جانبه، أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن الدول الأفريقية، رفضت اعتماد البند الخاص بتغير المناخ فى البيان الختامى للقمة الأفريقية - الأوروبية الثالثة، على الرغم من المحاولات الأوروبية لاعتماد هذا البند.


وقال أبوالغيط - فى رده على سؤال حول الضغوط الأوروبية للحيلولة دون مشاركة الرئيس السودانى عمر البشير، فضلا عن موقف أوروبا من قضية التغير المناخى، بما يشير إلى أن أوروبا لم تغير من سياساتها فى التعامل مع أفريقيا: إنه لهذا السبب فإن الاجتماع الوزارى الأفريقى، على مستوى وزراء الخارجية، رفض الالتزام بأى موضوعات خاصة بقضية تغير المناخ، وأكد الجانب الأفريقى أن هذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة والبحث.


وأعرب الوزير عن تفهمه للموقف السودانى بالانسحاب من القمة، احتجاجا على الضغوط الأوروبية، وهو ما عبر عنه خلال لقائه، الاثنين، مع نظيره السودانى على كرتى.


وأشاد بكلمة العقيد معمر القذافى، قائد الثورة الليبية، فى الجلسة الافتتاحية للقمة، مشيرا إلى أنها «قوية وحاسمة» ووضعت الكثير من النقاط على الحروف، فيما يتعلق بشكل الأداء الأوروبى فى علاقته مع القارة الأفريقية، مشيراً إلى أنه كثيراً ما يتحدث الأوروبيون ولا ينفذون ما يتحدثون به.


وأوضح أبوالغيط أنه من المقرر أن يصدر عن القمة وثيقتان، الأولى تحت مسمى إعلان طرابلس، والثانية خطة العمل التى سيتم تنفيذها خلال ثلاث سنوات، وتعالج الموضوعات الستة المطروحة على جدول الأعمال.


ولفت إلى أن البيان الذى طرحه الرئيس مبارك على القمة يتناول بالتحديد الملاحظات المصرية على شكل التعاون بين الدول الأوروبية والأفريقية، وأن الدول الأوروبية ليس بالضرورة أن تنفذ ما التزمت به مع القارة الأفريقية، موضحاً أن مصر لديها مجموعة مداخلات سوف تطرحها على القمة، تتناول كل ما هو مطروح على أجندة القمة.


ورداً على سؤال حول ما إذا كان تأجيل الاستفتاء المقرر فى جنوب السودان سيطرح على قمة مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقى اليوم، قال أبوالغيط: إن هذا الموضوع غير مطروح حاليا، وأن التأجيل كان مطروحا كفكرة عندما وضح أن تسجيل أسماء الناخبين، والتشاور بين الشمال والجنوب فى كيفية تسوية الخلافات بينهما حول مسائل الحدود وغيرها لم تقترب من نهايتها، ولكن اليوم ونتيجة لتدخل الرئيس الجنوب أفريقى السابق تابومبيكى ومفوضية متابعة وتقييم الأداء، التى تشارك فيها مصر، فقد كشفت الأيام الأخيرة عن إيقاع عال لتسوية الخلافات، معربا عن أمله فى أن تتحسن الأمور بحلول التاسع من يناير القادم.


ورداً على سؤال حول وجود آلية لإلزام الجانب الأوروبى بالوفاء بتعهداته تجاه القارة السمراء قال أبوالغيط: «إنه لا توجد آلية فى هذا الشأن، لأن الالتزامات الأوروبية تطوعية»، مضيفاً أن مصر تطرح حاليا فكرة إنشاء مركز كآلية تنفيذية لمتابعة إعادة وتأهيل المجتمعات الأفريقية التى خضعت أو وقعت تحت نزاعات وصراعات مسلحة، منوها بأن هذا بند مطروح على جدول أعمال القمة الأفريقية القادمة، و«نأمل أن نستطيع طرح هذه الفكرة وبشكل يؤدى إلى المزيد من الإيقاع السريع فى إعادة تأهيل وبناء المجتمعات الأفريقية، التى تعرضت لحروب أهلية».


من جهة ثانية، وصف حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان أوروبا بأنها «تتمادى فى الاستهبال»، بتخوفها من مشاركة الرئيس عمر البشير فى أى مناسبة، وذلك بعد قرار الخرطوم عدم المشاركة فى القمة الأوروبية - الأفريقية.


وقال فتحى شيلا، أمين الإعلام بحزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى الخرطوم، فى تصريح لصحيفة الرأى العام السودانية، نشرته الثلاثاء: «العالم الأوروبى بدأ يتخوف، ويرتجف من أى مناسبة سياسية يشهدها الرئيس عمر البشير، وأبدى شيلا أسفه لما اسماه تمادى (الاستهبال) الأوروبى واستهدافهم للإنسان السودانى»، وقال: «إذا كانت أوروبا مازالت تنظر للعالم الأفريقى والسودان بأنه رجل أفريقيا المريض، فإنها تعانى من قصر النظر وعليها مراجعة الطبيب»، وأشار إلى أن انسحاب السودان من المشاركة فى القمة الأفريقية - الأوروبية جاء حتى لا يفسد على الليبيين المستضيفين للقمة ترتيباتهم.


وفى خطوة تمثل تحدياً جديداً لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم الحرب فى دارفور يتوجه الرئيس السودانى اليوم (الأربعاء) إلى أفريقيا الوسطى فى زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، فى إطار مشاركة حكومة السودان لأفريقيا الوسطى فى احتفالاتها بالعيد الـ50 للاستقلال، وذلك بحسب الصحيفة السودانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية