«علي خشبة هذا المسرح أيقنت أن عادل إمام ليس حلمًا، عندما رأيته في ليلة عرض الواد سيد الشغال الأولى وأنا طفل، وفي كواليسه أنعمت على أمي الثانية ومحققة أحلامي الفنية الأولي، رجاء الجداوي، بأن أراه وأصافحه، وهو ما كان يفوق أحلامي بكثير، وعلى خشبة هذا المسرح تراقص قلبي مع شريهان التي طالما ملأته بهجة وحيوية في شارع محمد علي». هكذا عبّر السيناريست تامر حبيب، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن استنكاره لصور عمليات الهدم التي تتم بمسرح السلام بالإسكندريّة، والتي تداولها العديد من الفنانين والمثقفين والنشطاء منذ مطلع يونيو الجاري، معبرين عن غضبهم لهدم مثل هذا الصرح الفني، الذي شهد مسرحيّاتٍ مثل؛ «الواد سيّد الشغّال»، «شارع محمد علي»، «البحر بيضحك ليه»، و«دو ري مي فاصوليا».
وقال محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضاري، لـ«المصري اليوم»، إن المسرح الذي شُيّد في أواخر ستينيّات القرن الماضي، لا يتبع المباني التراثيّة التي يُشرف عليها الجهاز، موضحًا أن شروط المباني التراثيّة، أن تكون ذات طابع معماري مميز، تمثّل حقبة زمنيّة معينة، أو سكن بها أحد الشخصيّات التاريخيّة، أو تعتبر أثريّة إذا مر عليها 100 عام، وتلك الأخيرة تخضع لوزارة الآثار، مؤكدًا أن المسرح لا ينطبق عليه أيٍّ من تلك الشروط.
وأوضحت سحر المليجي، المستشار الإعلامي لوزير الثقافة، في تصريحاتٍ خاصة، أن الوزارة كانت تقوم بتأجير المسرح لإقامة الحفلات والمسرحيّات عليه، ولا تملك أي إشرافٍ أو ملكيّة تجاهه، غير أنها توقفت منذ ما يقارب 10 سنوات عندما تهالك مبنى المسرح، مُشيرة إلى أن الوزارة تقوم الآن بتأجير مسرح السلام الصغير حتى ديسمبر 2016، وليس لها علاقة بالمسرح الكبير الذي يتم هدمه.
وكان خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، أكّد في تصريحاتٍ سابقة، إن المسرح يتبع القوات المسلحة منذ إنشاؤه، وتحديدًا المنطقة الشمالية العسكرية، ولا يتبع الدولة، وإنه يتم تأجيره لأصحاب القطاع الخاص.
تصريحاتٍ لرئيس حي شرق الإسكندريّة، اللواء خالد فوزي، تؤكّد أن أرض المسرح مملوكة للمنطقة العسكريّة، وأن قرار الهدم راجع لهم، موضحًا أنهم لم يعلنوا بعد عن المشروع الذي سيتم إنشاؤه بعد، غير أن هناك سيناريوهات تتكهّن بأنه سيتم إنشاء مشروع سياحي ضخم، وأخرى بأنه سيتم استبداله بمسرح أكبر، لكن لم تتأكّد أي منها حتى الآن.
ومسرح السلام بالإسكندرية شيده المعماري سمير ربيع في ستينيّات القرن الماضي، عندما كان يعمل حينها بالهيئة الهندسيّة، ويعد من المباني القليلة ذات الغُلاف الإنشائي القشري، والذي يحيط بجسم المسرح من الخارج.