أكدت الفنانة التونسية لطيفة رضاءها عن تجربتها فى مسلسل «كلمة سر»، واستكمالها التمثيل إلى جانب الغناء الذى أجلت عدة مشاريع منه بسبب ارتباطها بتصوير المسلسل، وتحملها مسؤوليته، لافتة أنها لمست ردود الفعل الجيدة تجاه أدائها فى أول تجربة تليفزيونية لها، وأشارت إلى أنها تخوفت من رد فعل الجمهور، خاصة حين ظهرت فى بعض المشاهد بشكل يبدو أنها خائنة لزوجها.
■ بداية.. لماذا تأخر خوضك للتمثيل مجدداً منذ أن قدمتِ فيلم «سكوت هنصور»؟
- بالفعل التجربة تأخرت بعض الوقت وندمت على ذلك، خاصة بعدما لمست بنفسى مدى النجاح وردود الفعل الذى حققها المسلسل، سواء الفانز أوالنقاد أو كبار صناع الدراما، وأفضل تعليق قرأته «إنتى فين من زمان ممثلتيش ليه طوال هذه الفترة»، وكان من المفترض أن أصور «كلمة سر» منذ 2010، وبالفعل اجتمعت فى جلسات متكررة مع المؤلف أحمد عبدالفتاح، وكنا على وشك توقيع العقود حتى خرجت ما يسمى ثورات الخريف العربى، والتى تسببت لى فى حالة نفسية سيئة استمرت 3 سنوات تقريباً، ولهذا قررت تأجيل المشروع لأن الوقت لم يكن مناسبا، لكننى أهوى التمثيل ووجدت نفسى فيه، خاصة بعد وقوفى أمام كاميرات يوسف شاهين وتعاونى مع منصور رحبانى بمسرحية «حكم الرعيان»، وخلال السنوات الأخيرة عرض علىّ أكثر من سيناريو فى الدراما، وكنت أتمهل هذه الخطوة حتى تحمست لقصة وحبكة «كلمة سر» واعتبرته هدية من ربنا.
■ ما هو أفضل تعليق جاءكِ بعد عرض العمل؟
- «اتخضيت» من ردود الفعل، وسعدت بإشادة الإعلاميتين إيناس جوهر وفجر السعيد، ومحمد منير ونضال الأحمدية، وهو ما أحمد ربى عليه دائماً.
■ هل كانت لكى محاذير كمطربة قبل خوض هذه التجربة؟
- بالطبع كان لى بعض المحاذير لضمان الجودة الفنية للمسلسل، أهمها النص وتمهلت كثيراً فى اختياره، إضافة إلى الصورة التى سأظهر من خلالها للجمهور فى البيوت، لأن الدراما صعبة وتعد اختبارا ومخاطرة كبيرة، لذلك كنت حريصة على أن أمسك خيوط العمل جيدا، حتى أتمكن منها، «يا إما هاضيع»، ومنها الإخراج أيضا، والرباعيات التى ستتخللها الأحداث ويتم توظيفها درامياً والألحان، والديكور، وعلى مدار 5 شهور ألغيت كل مشاريعى وحفلاتى وتفرغت للمسلسل وكنت واثقة بأن لكل مجتهد نصيب، وكنت قلقانة جداً منها وأشعر بمسؤولية ضخمة بسببها.
■ وماذا عن تعاونك مع المخرج سعد هنداوى؟
- أحمد الله على اختيارى لسعد هنداوى ليتولى إخراج المسلسل، وهو من حسن حظى، لأنه ساعدنى كثيراً طوال فترة البروفات والتحضير، وقدمنى فى صورة أفضل من التى كنت أتمناها، فهو ملتزم ومسؤول، يخاف على الممثل، يهتم بأدق التفاصيل، يجنب الجميع كافة المشاكل ويجعل كل شخص يركز فى شغله، قدم بصمة جديدة فى الدراما التليفزيونية.
■ هل واجهتِ صعوبة أثناء تحضيرك لشخصية «رحمة»؟
- تعاملت معها بحب، وهى شخصية بعيدة عنى تماماً، فعلى المستوى الشخصى «أنا مش جامدة زيها»، لكن يجمعنا الإصرار فقط، وهو ما استفزنى فى الفكرة، أن أعيش وأتعرض لمواقف لم أعشها فى حياتى، وشعرت بإشباع فنى من خلالها، وعشت معها تحديا قويا، قرأت السيناريو فى البداية أكثر من مرة لأكون أبعاداً وتاريخاً لشخصية «رحمة»، وبعدها منحنى سعد هنداوى مفتاح الشخصية، وحصلت بعدها على جلسة مع مدرب تمثيل ودراما بطلب من المخرج، وعلى المستوى النفسى كنت مستعدة للشخصية جداً، وعشت حالة توحد معها لدرجة أن زملائى وعائلتى كانوا ينادونى طوال الفترة الأخيرة باسم «رحمة».
■ ما الذى خرجتِ به من هذه التجربة؟
- إيجابياتها أكثر من سلبياتها، وأكثر شىء سلبى كان مد فترة التصوير، فكان من المفترض الانتهاء منه خلال 4 شهور، واستمر قرابة 5 شهور ونصف، وهو ما تسبب فى تأجيلى لبعض المشاريع الغنائية، لكن على المستوى العام أنا «مبسوطة» جدا، والتجربة تستحق ذلك.
■ هل استفدتى من تجربتك مع يوسف شاهين أثناء تصويرك «كلمة سر»؟
- صعب جداً المقارنة بين أى تجربة أخوضها وتجربتى مع يوسف شاهين، المقارنة لن تكون فى صالح الطرف الآخر، «جو» فريد فى كل شىء، كنا أصحاباً وكان صاحب تأثير إنسانى غير طبيعى علىّ، وأتذكر أنه قال لى قبل وفاته بأيام إوعدينى إنك تكملى التمثيل، وقال لى مرة ما كان سببا فى فرحة كبيرة داخلى وهى جملة لن أنساها «إنتى فيكى ممثلة موهوبة لم أرها فى مطرب منذ 15 سنة»، وقتها تواصلت مع والدتى بتونس وأخبرتها ما قاله لى يوسف شاهين، وبدون شك استفدت منه الكثير، وكانت نصائحه دائما نصب عيناى وأنا أصور المسلسل.
■ إلى أى مدى أنت راضية عن بطولتك الأولى فى الدراما التليفزيونية؟
- ضحكت وقالت «أنا لطيفة مش راضية»، الحمد لله اجتهدت وأرهقت، ومنحتها كل وقتى وتفكيرى بحب شديد، تفرغت لها ومنحتها ما تستحق، والحمد لله راضية بنسبة كبيرة، وقررت عدم ترك الشاشة مرة أخرى، وسأكون ضمن المائدة الرمضانية الموسم المقبل إن شاء الله.
■ ماذا عن تفاصيل هذا العمل؟
- سيكون من تأليف أحمد عبدالفتاح الذى أثق فيه جداً، وتجمعنا جلسات حالياً للاستقرار على تفاصيله وخيوطه العريضة، وبطبعى من أنجح معه لا أتركه، وهو ما كان سبب تعاونى مع الموسيقار عبدالوهاب محمد لأكثر من 15 سنة، والذى أعتبره والدى الروحى.
■ هل كانت لك تدخلات فى السيناريو؟
- قفلات أحمد للحلقات كانت «بترعبني» أثناء قراءتها، وكنت أتواصل معه يومياً لأتعرف على باقى التفاصيل، وصدمت بسبب الحلقة 21 حينما قالت رحمة لـ«شريف» إنها تحبه، وخفت من أن يكرهنى الجمهور عندما يتأكدون من خيانتى لزوجى ضمن الأحداث.
■ ماذا عن أصعب مشاهدك فى المسلسل؟
- حضرت لكل مشهد بشكل جيد، واستعددت له نفسيا، لكن هناك بعض المشاهد كانت قاسية على أكثر من أن تكون صعبة، منها مشهد التابوت، ومشهد عودتها، بعدما اكتشفت أن زوجها يتهمها بالخيانة، وهو إحساس صعب.
■ الدراما التليفزيونية تحتاج لوقت وتحضيرات.. ألا تخشين أن يعطلك ذلك عن الغناء؟
- أحسب أمورى جيداً، ومسلسلاتى سيكون فيها طعم المطربة وستحتوى على غناء ولكن فى إطار جديد.
■ فكرة العرض الحصرى على قناة الحياة.. كنت معها أم ضدها؟ ولماذا تأخر الإعلان عن ضم العمل لخريطتها؟
- قناة الحياة كانت صاحبة أول عرض لشراء العمل منذ فبراير الماضى، وتواصلت وقتها مع المنتج وأخبرته، لكنهم أصحاب القرار فى هذا الأمر، والبعض حاولوا تضليل المنتج أسامة السعيد «الله يسامحهم» لكن فى النهاية تم عرض المسلسل على القناة، وإن كنت أتمنى أن يصاحب العمل دعاية قوية قبل عرضه، لكن الخيرة فيما اختاره الله، وأما فيما يخص العرض الحصرى، فأنا من مؤيديه وأفضل أن تعرض أعمالى حصريا لأننى واثقة جدا فى جودة العمل الذى أقدمه.
■ هل تلك الأزمة ستجعلك تركزين أكثر فى مثل هذه التفاصيل؟
- الإنسان دائما ما يتعلم دورساً من تجاربه، وبدون شك سوف أتلافى مثل هذه الأمور وسأشترط أن تمتلك الجهة المنتجة خطة للتسويق والتوزيع والإعلانات.
■ فكرة احتواء المسلسل على رباعيات غنائية.. هل كانت للمؤلف أم للطيفة؟
- كنت حريصة أن أغنى ضمن أحداث المسلسل، ومثلى الأعلى فى هذه التجربة كانت الفنانة القديرة «شادية» خاصة بتجربتها فى «لا تسألنى من أنا» لأنه كان صاحب تأثير قوى علىّ، أن تحتوى الخلفية على غناء مؤثر جداً على المشهد، لم أفكر أن أظهر مطربة أغنى ضمن الأحداث، وأن أظهر بصورة مختلفة عن التى يشاهدنى فيها الجمهور فى الكليبات، وسعيدة جدا بنجاحها، ونظرا لردود الفعل عليها سوف أطرحها فى ألبوم مستقل تحت عنوان «كلمة سر»، وبالفعل انتهى أيمن بهجت قمر من إضافة جمل للرباعيات انتهى من ألحانها خالد عز.
■ معنى ذلك أنك لم يعجبك تجربة بعض المطربات اللاتى جسدن مطربات خلال مسلسلات شاركن فيها؟
- على العكس، أعجبت بتجربة شيرين عبدالوهاب، لكنى أحب الدراما وأن أظهر بشكل بعيد عن لطيفة المطربة.
■ هل كان لك دور فى اختيار الأبطال المشاركين فى المسلسل؟
- شاركت بالرأى فى اختيار الكاست، ولأننى من عشاق الفنان القدير حسن يوسف، حرصت أن يكون متواجداً إلى جانبى، وكذلك هشام سليم صاحب التاريخ الكبير، وجمعتنا كمياء وتفاهم، وكان أحمد صلاح حسنى مفاجأة بالنسبة لى كإنسان وفنان، وريهام عبدالغفور ممثلة رائعة وإيمى، وبشكر سعد هنداوى على اختياره للبنات الشابات صافى وسلمى وندى، وأعتقد أنهن سيكون لهن شأن قوى فى المستقبل، وكنا أقرب إلى العائلة أثناء التصوير، وجمعتنا منافسة إيجابية، أحببنا بعضنا البعض لم يكن بينا ما يسمى «نفسنة» الحمد لله.
■ كنت فى منافسة شرسة هذا العام.. كيف تعاملت معها؟
- انشغالى بالتصوير حرمنى من متابعة أعمال زملائى، وهو ما اعتدت عليه، أن أتفرغ للعمل الذى أنا بصدده، وأمنحه اهتمامى ووقتى وهو ما قمت به، وإذا حدثتنى عن المنافسة فلست أنا من ينافس عادل إمام ومحمود عبدالعزيز والفخرانى وغادة عبدالرازق ويسرا، لأنهم عظماء وأصحاب قيمة كبيرة، أتعلم منهم، وما أحمد ربى عليه أننى قدمت عملا مختلفا عن كل المطروح كموضوع وشكل وقضايا وله طعم ساحر لا هو غنائى أو العكس.
■ أكثر شىء حرصتى عليه أثناء التصوير؟
- كنت حريصة ألا أظهر فى الدراما مثل لطيفة المطربة التى تظهر دائما متألقة فى جمالها، أن أظهر بواقعية جداً، لم أهتم بشكلى، وظهرت على طبيعتى جداً.
■ متى تعودين للسينما؟
- عندى هدف أن أعود للسينما لأننى أشعر باشتياق كبير لها وأقرأ حالياً أكثر من فيلم.
■ أنت مع أم ضد دراما السير الذاتية؟
- ضد تقديم السيرة الذاتية للفنان، رغم نجاح بعضها مثل أم كلثوم وأسمهان، وإن كنت أتمنى أن أجسد شخصية الفنانة القديرة شادية التى هى مثلى الأعلى وأعشقها على المستوى الشخصى، وربنا يطيل فى عمرها يارب حياتها كلها كانت للفن، ولن ولم تتكرر.
■ كيف استفدت من تجربتك على المسرح مع منصور رحبانى كممثلة؟
- أستفدت من كل تجاربى، سواء مسرح أو سينما أو كليبات مع مخرجين كبار، لكن من أمتع وأفضل تجاربى كانت بالمسرح، رغم صعوبته وإجهاده الذى يفوق العمل بالدراما التليفزيونية، لأن التعامل مع الجمهور بشكل مباشر يوميا مخيف.
■ لماذا لم تكررى فكرة المسرح الغنائى؟
- ومن فى الوقت الحالى يتحمس لإنتاج المسرح الغنائى غير الرحابنة.
■ هل يمكن أن تتبنى مشروع مسرح غنائى؟
- لست «أوناسيس» حتى أقدم على ذلك لأنه مكلف جداً، ولكن من الممكن أن تتحمس له دار الأوبرا فى مصر ووزارة الثقافة، وكم نحن بحاجة لمثل هذا المسرح، لأن مصر لديها كفاءات رائعة فى هذا المجال.
■ ما سبب قلة حفلاتك فى دار الأوبرا؟
شاركت فيها بحفل واحدة فقط، لأن نشاط الأوبرا مقتصر على مهرجان الموسيقى العربية، وتواصلت معى أستاذة جيهان مرسى العام الماضى لأشارك ضمن فعالياته، لكن لظروف خاصة بالفرقة الموسيقية الخاصة بى لم أتمكن من المشاركة، وأفضل أن يتسع نشاط الأوبرا خاصة الحفلات الأوت دور وأتمنى ذلك.
■ لماذا تفضلين دائماً فكرة إنتاج ألبوماتك لنفسك؟
- لأننى ضد فكرة الاحتكار من شركات الإنتاج، وهو ما تعلمته من أستاذ بليغ حمدى وأستاذ عبدالوهاب محمد اللذين دائماً ما كانا يقولان لى امتلكى شغلك بقدر الإمكان، لذلك لست مليارديرة، ولكنى أشغل ما أكسبه فى إنتاج ألبومات أخرى، وتعاونت مع شركات الإنتاج كموزعين، فمثلا روتانا وزعت لى ألبومين، ألبوم زياد رحبانى والكام يوم اللى فاتوا، وبلاتينيوم ريكورد وزعت لى ألبوم أتحدى، لكن كل ألبوماتى من إنتاجى.
■ الدراما المصرية هذا العام مليئة بالممثلين العرب والتونسيين.. تفسيرك لذلك؟
- هكذا جرت العادة فى مصر، التى قدمت فايزة أحمد وصباح ونجاح سلام وأعتقد أن وجود ظافر عابدين ودرة ومن قبلهم هند صبرى بالطبع وجهة مشرفة للفن التونسى فى مصر.
■ لماذا لم تساهمين فى تسويق وعرض مسلسلك فى تونس؟
- تركت هذا لجهة الإنتاج، لكنى كنت سبب فى عرضه على قناة نسمة التونسية والتى تعرض فى المغرب العربى وأوروبا.
■ ماذا لو طلب منك الغناء فى سوريا خلال الفترة المقبلة؟
- «هاروح بكرة» لأن ما يحدث فى سوريا محزن، وأنا أحبها جداً، وما يمارس عليها لعبة حقيرة دولية كانت تبحث تفتيت الوطن العربى، وغنيت «تحيا مصر» لأن الجيش المصرى والمصريين غيروا هذا المخطط، كل ما حدث وهم باسم الثورة، ومؤامرة على الوطن العربى، ملايين الشعوب شردت.. ملايين الشباب شردت، إذا كانت ثورات حقيقية ما كان حدث ما حدث.
■ أخيراً حلمى بكر.. هل يمكن أن تغنى من ألحانه؟
- أحترم الأستاذ حلمى بكر، رغم كل ما قاله عنى، لأنه صاحب تاريخ يكفى أنه قدم علّى جرى ومعندكش فكرة وفاكرة، وكل هذه الأغانى القيمة، لكن بعد ما قاله عنى أفضل أن أكون بعيدة عنه، وإذا كنت أبحث عن التعاون معه كنت غنيت له من زمان، ولكن ألحانه لا تناسب صوتى.