x

نيوتن خراب الثورات نيوتن الثلاثاء 28-06-2016 21:45


تساءلت عن السر الذى قد يقود مجتمعاً أو دولة للدمار السريع.

بركان مفاجئ أو صاعقة مدمرة. أى غضب الطبيعة على البشر. هذا لا شأن للبشرية به.

إلا إذا كانت حرباً أهلية. أى غضب مجموعة من الناس على مجموعة أخرى من الناس.

أو ثورة يتشارك فيها معظم الناس فى الغضب على وضع ما. وضع فاق كل حدود احتمالهم. فيثورون عليه جميعاً. يجمعهم جميعاً الغضب. حينها يكون الغضب شاملاً ضد كل شىء. ضد الصالح والطالح معاً. ضد الصواب وضد الخطأ بلا تفرقة.

تجارب العالم كله تؤكد ذلك. الثورة الفرنسية. الثورة البلشفية فى روسيا. ثورة 1911 فى الصين. ثورة 52 فى مصر عندما انفعل بها الشعب وأيدها.

دعنا الآن فى بيت القصيد. وهو مصر بالتحديد. بدأنا بطرد الملك. فقد أساء استخدام نص فى دستور 23 يتيح له إقالة الحكومة. بلا شك أساء استخدامه. ما زاد الطين بلة هزيمة حرب 48. فأرغم على التنازل عن العرش لولى عهده ليتولى العرش، من خلال مجلس للوصاية. بعدها انفتحت شهية الثوار.

ألغينا العمل بدستور 23. ألغينا الأحزاب. ألغينا الألقاب. صادرنا أموال العائلة المالكة. ألغينا البرلمان. لم تكد تمر على الثورة عشر سنوات حتى كنا حزبا واحدا على غرار الديكتاتوريةالاشتراكية. خلالها صادرنا الشركات الوطنية والأجنبية جميعاً باسم التمصير أو التأميم أو الحراسة. عاملنا أبطال الاستثمار فى مصر بأنواعه معاملة اللصوص والمجرمين.

بعدها أمضينا أربعين عاماً، ونحن نحاول العودة إلى نسق الدولة الطبيعية. العودة كانت تدريجية. ولكن بدأنا نرى علامات مضيئة. أقول علامات. ولكن جئنا بأمور عندما تراكمت استفزت الجماهير. فكانت ثورة يناير.

جاءت ثورة يناير بنفس المعطيات. إلغاء الحزب الوطنى دون باقى الأحزاب. إلغاء البرلمان. إيقاف العمل بالدستور. حكومات شكلية واحدة تلو الأخرى. اتهام للجميع. بدلاً من تعبير «العهد البائد». استحدثنا تعبير «الفلول». تجريم الجميع. سجن الجميع إلى أن تمت المحاكمة. أى الأمر بالمقلوب. إلى أن تم تسليم البلد لعدو ظهر علينا منذ عام 1928.

أدركنا الورطة التى وقع الشعب فيها. حينما حاول الإخوان التمكن من مفاصل الشعب كله. أدركناها جميعاً. أدركها الجيش معنا. فكانت هبة يونيو. اليوم أعطينا كل شىء. لم نستبق شيئا. لم تعد لدينا مؤونة أو احتياطى ندخره للمستقبل. نعيش اليوم بيومه. ندعو الله ألا نكرر أخطاء الأمس. بتنويعة جديدة أو توليفة أخرى. فكل خطأ كان يتم بكل حسن نية.

ثورة يونيو لم تغلق بعد صفحات فتحتها ثورة يناير. ما زلنا نعايش الماضى ونطارده. لم نتصرف كما تصرف مانديلا رجل جنوب أفريقيا. أخشى أن تضيع من بين أيدينا فرصتنا الأخيرة. بتصحيح المسار، وتصويب الأخطاء التى وقعنا فيها عقب ثورتى يوليو ويناير. حتى نعود دولة مدنية طبيعية. وليس شبهة دولة. أكرر دولة مدنية طبيعية. وهذا هو الدور المرجو من 30 يونيو.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية