x

عباس الطرابيلي السر «الباتع» لصينية الحنشان!! «١-٢» عباس الطرابيلي الثلاثاء 28-06-2016 21:44


بناءً على رغبات القراء.. وخضوعاً لتعليمات «القارئات العزيزات» أعود اليوم إلى الحديث عن الطعام.. فقد «مل» القراء السياسة ورجال السياسة.. وبرامج السياسة.. والدليل تزايد الإقبال على مشاهدة برامج المطبخ فى التليفزيون!!.

وحديثنا اليوم عن أطعم وجبة تناولتها فى حياتى.. ربما الأكثر لذة ما كانت والدتى تصنعه منها.. ثم ما أكلته فى مطعم صينى مشهور فى لندن.. وأكلته أيضاً فى مدينة نيو أورليانز - فى ولاية لويزيانا - الأمريكية على خليج المكسيك وقريباً من مصب نهر المسيسيبى، ثانى أطول أنهار العالم.. فما هى حكايته.

هو سمك الحنشان - أى ثعبان البحر - وهو سمك الأنقليس المعروف عالمياً.. وهو من أقدم أنواع الأسماك المعروفة، إذ يرجع تاريخه إلى 400 مليون سنة!!، ومنه 600 نوع من هذه الحنشان، التى تتنفس الهواء.. وتعيش فى المياه العذبة، والمستنقعات، والأنهار.. ومنها أربعة أنواع فى أفريقيا ونوع فى أستراليا وآخر فى أمريكا الجنوبية.. والأفريقية هى الأكبر، إذ يبلغ طولها مترين، ولكن طولها فى المتوسط أقل من ذلك، «واللطيف» أن طول الأنثى أكبر ويتراوح بين 90 و120سم بينما الذكر لا يتعدى طوله 45سم.

والنوع الأوروبى من حنشان البحر - هذا الأنقليس - يعيش فى شمال المحيط الأطلنطى، شمال جزر الهند الغربية أى ضمن خليج المكسيك.. ويتحول لونه إلى الأخضر القاتم المائل إلى الصفرة، وينطلق فى رحلة حياته من شمال المحيط الأطلنطى عند جزر «سرجاسوس» فى رحلة تمتد بين 7 و9 سنوات، وبعد أن يتغير لونه إلى الفضى يتحرك للهجرة ليعبر المحيط، ويدخل إلى البحر المتوسط من مضيق جبل طارق إلى أن يصل إلى الشواطئ المصرية.. وهى سمكة تستطيع مقاومة الجفاف، بالذات التى تعيش فى المستنقعات والأنهار.. وتبقى حية حين تجف المياه التى تعيش فيها وعند الجفاف تحفر جحراً أو نفقاً فى الوحل وتبقى كامنة فيه حتى تعود الأمطار.. أى فترة السبات الصيفى، وتتغذى الحنشان خلال فترة البيات على البروتين والدهن المختزن فى عضلاتها.. ولكن تنبهوا إلى أن هذه الحنشان تمتلك قدرة على توليد تيار كهربى لحماية نفسها أو لقتل فريستها.. وهذه الطاقة الكهربية كافية لأن يفقد الإنسان وعيه!! وهى أسماك شهية.. مرغوب فيها فى أوروبا وآسيا.. ويعشقها سكان سواحل مصر الشمالية، أما ما يعيش منها فى نهر الأمازون وأورينكو فيصل طوله إلى مترين ونصف المتر.. ولونه زيتونى بنى.

هذا هو الكلام العلمى عن حنشان البحر، أى ثعبان البحر، ولكن ماذا عن عشق سكان سواحل مصر الشمالية لهذه الحنشان.. وكيف يأكلونها.. وما هى مغامراتى مع معشوقتى، هذه الحنشان التى أخشى الآن من تناولها بسبب السن وأمراض الكوليسترول.. بل أنا أرجع «حمرة وجهى مع بياضه» إلى ما أكلته - زمان - من هذه الحنشان!!، وما بها من أوميجا 3 وأوميجا 3 و6 و9.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية