x

واشنطن: تسريبات «ويكيليكس» متهورة وخطيرة وتمثل تهديداً

الإثنين 29-11-2010 18:06 | كتب: وكالات |
تصوير : أ.ب

أثار نشر موقع «ويكيليكس» الإلكتروني لـ250 ألف وثيقة أمريكية سرية، ردود فعل عالمية واسعة النطاق، حيث  استنكرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» نشر ويكيليكس «الطائش» لعدد هائل من الوثائق السرية لوزارة الخارجية الأمريكية التي تم الحصول عليها بشكل «غير قانوني»، وقالت إنها تتخذ خطوات لدعم أمن الشبكات العسكرية الأمريكية السرية.


وقال بريان وايتمان، المتحدث باسم البنتاجون، مشيراً إلى خطوات للحيلولة دون تحميل معلومات كمبيوتر سرية على وسائط تخزين نقالة، «وزارة (الدفاع) قامت بسلسلة من التصرفات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل».

 

وفي الوقت ذاته، وصف البيت الأبيض نشر الوثائق المسربة بأنه «متهور»، و«خطير»، مؤكداً أن من شأن نشر تلك الوثائق تعريض حياة نشطاء حقوق الإنسان والمنشقين وزعماء المعارضة حول العالم الذين يتحدثون بانتظام مع المسؤولين الأمريكيين، للخطر.


وبينما شملت التسريبات آلاف البرقيات الدبلوماسية الأمريكية، التي تضمنت آراء سلبية عن حلفاء، من بينها تقييم للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها «تتفادى الخطر، وليست مبدعة كثيراً»، وانتقادات لوزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، بأنه «ضعيف سياسياً»، ذكر السفير الأمريكي السابق في ألمانيا، جون كورنبلوم، أن تلك الوثائق زعزعت الثقة في العلاقات (الألمانية­الأمريكية)،  وأضاف أن العاقبة الأصعب التي ستواجهها الدبلوماسية الأمريكية الآن هي أن الحلفاء سيضطرون في المستقبل للتفكير مرتين قبل إبلاغ الأمريكيين بمعلومات، بينما أعرب منسق علاقات التعاون عبر الأطلنطي بالحكومة الألمانية هانز أولريش كلوزه، عن قناعته بأن الكشف عن الوثائق الدبلوماسية لـ«ويكيليكس» لن يؤثر على العلاقات الألمانية الأمريكية.


وفي خضم ضجة العالمية حول وثائق «ويكيليكس»، بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، جولة في أسيا الوسطى والشرق الأوسط- استهلتها بزيارة كازاخستان- الاثنين، قد تشعر خلالها بالإحراج من حلفاء تعرضوا للإهانة.


ومن جهته، أعلن متحدث باسم الامم المتحدة الأحد، أن المنظمة الدولية تعتمد على احترام الدول الأعضاء فيها لحصانتها، وذلك إثر كشف موقع «ويكيليكس» وثائق سرية أمريكية تشير إلى أن واشنطن طلبت من مندوبيها التجسس على مسؤولي المنظمة، وقال الناطق في بيان إن «الأمم المتحدة ليست في موقع يخولها التعليق على صدقية الوثيقة التي تطلب جمع معلومات حول موظفي الامم المتحدة وأنشطتهم».


من ناحيته، صرح مسؤول إسرائيلي كبير- رفض الكشف عن هويته- الأحد، بأن إسرائيل تشعر بالارتياح بعدما كانت تخشى إحراجاً جدياً بفعل مضمون الوثائق الامريكية، قائلاً «خرجنا بصورة جيدة»، وأوضح أن المعلومات «تظهر أن إسرائيل لا تعتمد لغة مزدوجة وتقول في المجالس الخاصة ما تقوله علناً»، فيما يتعلق بضرورة التحرك لمواجهة تهديد التسلح النووي الإيراني.


وأضاف، «لقد تبين أن كل الشرق الأوسط يرهبه احتمال قيام إيران نووية، والدول العربية تدفع الولايات المتحدة إلى عمل عسكري بطريقة أقوى مما تفعل إسرائيل».


في الوقت نفسه، قال جيورا أيلاند المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، إن تسريبات «ويكيليكس» عن الجهود الدبلوماسية التي تقودها واشنطن لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني تمثل مكاسب غير متوقعة على صعيد العلاقات العامة بالنسبة لإسرائيل.

فيما قال المعلق سيفر بلوتزكر، بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن «صورة واحدة دقيقة وواضحة ظهرت، وهي أن العالم بأسره وليس إسرائيل فحسب المرعوبة من البرنامج النووي الإيراني».


كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد مساء الأحد، قبل نشر الوثائق أن بلاده «غير قلقة» ولا تشعر بتهديد، مشيراً إلى أن الخارجية الأمريكية أخطرت الحكومة الإسرائيلية بمحتوى الوثائق التي يمكن أن تتعلق بإسرائيل كما فعلت مع دول أخرى.


يأتي ذلك فيما توقع مسؤولون في أستراليا الاثنين، توجيه الاتهامات إلى جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» إذا عاد لبلاده، وقال المحامي العام روبرت ماكليلاند، إن أستراليا لن تقدم ملاذاً آمنا لأسانج، بعدما نشر آلاف الوثائق السرية الأمريكية.


وأضاف ماكليلاند «نتوقع وجود انتهاكات لعدد من القوانين الجنائية»، وتابع، «الشرطة الاتحادية الأسترالية تدرس ذلك الآن».


وفي تركيا، أكد رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان أن مصداقية موقع «ويكيليكس» محل شك، أما روسيا فقررت الإحجام عن التسرع في التعليق على البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي نشرها موقع «ويكيليكس» وتصور قادتها بصورة غير لائقة، فيما أعربت فرنسا عن تضامنها مع الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالوثائق السرية، معتبرة أن نشر الموقع لمثل هذه الوثائق يمثل تهديداً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية