x

ياسر أيوب خناقة رمضان صبحى ياسر أيوب الإثنين 27-06-2016 21:08


تابعت باهتمام وقلق شديد الخناقة الكبرى التى اشتعلت منذ يومين عبر مواقع التواصل الاجتماعى بسبب نجم الأهلى رمضان صبحى.. الخناقة بدأها نادر شوقى وكيل اللاعب حين تحدث علناً مواصلاً انتقاداته لإدارة ورئيس الأهلى لعدم الرد على نادى ستوك سيتى الإنجليزى الذى يريد شراء اللاعب ورفع السعر المعروض إلى قرابة الخمسين مليون جنيه مصرى.. وأعلن نادر شوقى أن مسؤولى النادى الإنجليزى يشعرون بالاستياء من تجاهل إدارة الأهلى لعرضهم وعدم الرد حتى الآن.. وما إن أعلن نادر شوقى ذلك وتحدث هكذا للإعلام حتى بدأت جماهير الأهلى فى انتقاده وإعلان الحرب عليه باعتباره الرجل الذى من أجل عمولته الخاصة يريد حرمان الأهلى من أحد أهم لاعبيه ونجومه..

وتجاوز بعض عشاق الأهلى فى غمرة حماستهم واندفاعهم أى حدود أو سقف للياقة وأدب الحوار والاختلاف فى الآراء والرؤى.. فانهال هؤلاء بالشتائم والإهانات على نادر شوقى بشكل موجع للغاية.. ولم أتابع هذه الخناقة للدفاع عن نادر شوقى والتعاطف معه.. أو للدفاع عن إدارة الأهلى ورئيسه وجماهيره التى انتقدت وكيل اللاعب وتجاوز بعضها فى لغته ومفرداته.. إنما رأيت هذه الخناقة تختصر كثيراً من الأوضاع الغريبة والمقلوبة فى الكرة المصرية.. فأولاً لم يكن من المفروض أو اللائق أن يتحدث نادر شوقى عن عرض ستوك سيتى المقدم لإدارة الأهلى.. فوكلاء اللاعبين فى أوروبا لا يتعاملون مع الإعلام مطلقاً، وقضاياهم وصفقاتهم كلها تُجرى وراء الأبواب المغلقة.. والمفترض أن نادر شوقى فى مسألة احتراف رمضان صبحى يتعامل فقط مع إدارة الأهلى صاحبة القرار.. وطالما أن نادر خرج بهذا الأمر من المكاتب والأبواب المغلقة إلى العلن وفضاءات الإعلام المفتوحة.. يصبح هو نفسه الذى أحالها قضية جماهيرية بكامل إرادته..

ربما كان يريد ضغطاً جماهيرياً وإعلامياً على إدارة الأهلى حتى تخضع وتبيع اللاعب للنادى الإنجليزى.. أو تخيل أن وزير الرياضة وربما مسؤولين آخرين سيجبرون الأهلى على البيع بدوافع وطنية واعتبار أن الاحتراف الأوروبى لرمضان صبحى سيصب فى النهاية فى مصلحة الكرة المصرية ومنتخبها الأول.. ونسى نادر شوقى أنه حتى أساء اختيار الوقت الصائب لارتكاب هذا الخطأ.. فقد أعلن الحرب على إدارة الأهلى فى نفس توقيت فوز الأهلى بالدورى وفرحة كل أبناء الأهلى باستعادة الدرع الغائبة.. فالأهلى لديه عروض أخرى ومن حق إدارته دراستها كلها والمفاضلة بينها دون إشراك أى أحد فى ذلك..

كما أن الجماهير فى مصر وكل مكان حتى فى أوروبا نفسها لا تتعامل بقواعد الاحتراف المطلقة وتثور وتغضب حين يضطر ناديها للاستغناء عن أحد أهم لاعبيه.. ولا أقول ذلك تبريراً لأى تجاوزات بشأن نادر شوقى التى أرفضها بالتأكيد مثلما أرفض كل هذه الشتائم والإهانات التى باتت من أساسيات الحوار الكروى فى بلادنا طول الوقت، وكأن هناك جوائز ضخمة لا نعرفها لكل من يشتم أكثر ويسبق الآخرين فى أى تجاوز أو إهانة.. كما أننى أطالب أيضاً كل من يتحدثون عن الاحتراف وضرورة احترام كل قواعده بأن يحترموا هم أيضاً نفس تلك القواعد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية