x

أولياء القليوبية.. حراس بوابة القاهرة

الإثنين 27-06-2016 19:51 | كتب: عبد الحكم الجندي, محمد محمود خليل |
القليوبية تزخر بعدد من أهم أضرحة أقطاب الصوفية القليوبية تزخر بعدد من أهم أضرحة أقطاب الصوفية تصوير : اخبار

تزخر محافظة القليوبية بالعديد من الأضرحة الشهيرة لأقطاب الصوفية والمشايخ، والتى تمتد بطول المحافظة وعرضها فى قليوب والخانكة وشبين القناطر وطوخ وبنها، يقصدها المريدون ليطلبوا البركة والمشاركة فى موالد إحياء ذكرى صاحب المقام، حيث تسمع منهم قصص البركات التى لا تنتهى ولا تنفد عن صاحب المكان وكراماته التى أهّلته ليكون من الأولياء الصالحين، وجعلته وسيلة للتبارك والتقرب إلى الله، وللدعوة وقضاء الحاجات.

أشهر أضرحة القليوبية ضريح «سيدى عواض» بقليوب، الذى يُحتفل بمولده فى شهر ذى القعدة كل عام، وهو «عواض بن محمد بن إسحاق الطهلموسى»، ولد بالمغرب الأقصى أواخر القرن الثامن الهجرى، وينتهى نسبه إلى مولانا الحسن بن على بن أبى طالب، رضى الله تعالى عنهم، حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن والتحق بالمدرسة العظمى التى أنشأها السلطان أبوسعيد المرينى، وتخرج فى جامعة القرويين بفاس.

يحكى عادل محمود، مدرس تاريخ، أحد المهتمين بزيارة المقام: «سيدى عواض تتلمذ فى مدينة الإسكندرية على يد أصحاب الطريقة الشاذلية، وكان يتردد على معهد الإسكندرية الدينى، وكان يمضى ليلة الجمعة فى ضريح سيدى المرسى أبى العباس، رضى الله تعالى عنه، ثم رحل إلى الحجاز، ومكث بها عشر سنوات، ثم جاء الشيخ عواض إلى قليوب فى النصف الثانى من القرن التاسع الهجرى، وتولى إمامة المسجد الجامع بقليوب، وعيَّنه السلطان قايتباى فى القضاء حتى توفى عام 878هــ، ثم أقام له شيخ قبيلة الشواربية بقليوب فى ذاك التوقيت ضريحاً فى الغرفة التى كان يسكنها».

وقال عم على، أحد المترددين على المقام، إن «سيدى عواض عندما توفى تم بناء مقام له فى الغرفة التى كان يسكنها ويتعبد فيها بمدينة قليوب، ويقصده الكثيرون لقضاء الحاجات، ويلتمسون الراحة النفسية والبركة والدعاء، ويروى عنه الكثير والكثير من البركات، منها طلب الشفاء من الأمراض خاصة للأطفال الذين فشل الطب فى علاجهم»، مشيراً إلى أن مقام سيدى عواض مفتوح طوال العام.

وفى شبين القناطر نجد الشيخ «أبوالمعاطى»، مقامه فى عزبة أبوالمعاطى التابعة لقرية نوى بشبين القناطر، مريدوه كثيرون من كل مكان يأتون يوم الجمعة من كل أسبوع للصلاة فى مسجده والتبارك به، من طلب «الخلفة» وإعادة الغائب ورد المسروقات.

يقول إبراهيم أبوالمعاطى، حفيد الشيخ أبوالمعاطى، إن جده من مواليد عام 1903 فى طنطا، وعمل هو وشقيقه مصطفى بهيئة البريد بقليوب وظلا بها فترة قصيرة، وفى أحد الأيام جاء للشيخ هاتف أخبره بأنه ليس أهلاً لذلك العمل، فترك العمل فى سن صغيرة وترك قليوب وتوجه لهذه المنطقة التى سميت على اسمه بعد ذلك (عزبة أبوالمعاطى)، ومكث فيها، وكانت هذه المنطقة فى ذلك الوقت تعج بقُطَّاع الطرق والمطاريد، ولكنه وقف لهم بالمرصاد، لأنه كان لا يخاف فى الحق لومة لائم، حتى إنه فى إحدى المرات قام كبير الحرامية وقطاع الطرق بسرقة جمل ودخل به على الشيخ ومريديه، فقال له الشيخ عندما شاهد معه الجمل إنه مسروق فرُدَّه إلى أهله، فرد عليه الحرامى: هذا ليس شأنك، وكان معه أربعة آخرون، وعندما أرادوا الانصراف بالجمل وقف الجمل مكانه، وأبى أن يسير معهم حتى بعدما أشبعوه ضرباً، ولاذوا بالفرار وأسرع الجمل وراءهم يطاردهم لمسافة 5 كيلومترات، وذهب الجمل لصاحبه، وبعد ذلك تاب كبير الحرامية وحج بعد ذلك مع الشيخ أبوالمعاطى بعد أن علم بكراماته الكثيرة. وبعد أن توفى قام الأهالى ببناء مسجد ومقام له، ويقيمون له مولداً كل عام فى شهر شعبان

وفى مدينة الخانكة نجد عدداً كبيراً من الأضرحة، حيث يقول صبرى عبدالرازق، رئيس الجبهة الشعبية بالخانكة، إن ما يميز الخانكة هو وجود 15 ضريحاً بجوار مقابر الخانكة، ويتبارك الأهالى بالمكان، حيث يقيمون المقابر بجوارها تباركاً بها.

ومن هذه الأضرحة «ستى الحاجة أم إبراهيم»، وهى سيدة متصوفة زاهدة، تربَّت على يد الشيخ محمد العسكرى الموجود ضريحه بالخانكة، وقد أدخلت تلك السيدة العديد من الرجال فى التصوف على يدها فى ذاك التوقيت، وكانت مشهورة بالكرم، فكانت ملجأ للمساكين، وضريح «سيدى عمر» أحد صحابة الرسول، عليه الصلاة والسلام، ولكنه تهدَّم، وجدده المواطنون بالجهود الذاتية، ومقام الشيخ «مصلح سلامة» كان من عرب العيايدة من الخانكة، انتقل وهو شاب صغير عند سيدنا الحسين، وأخذ يعلم التصوف أمام «الباب الأخضر» الخاص بسيدنا الحسين، ورجع مرة أخرى إلى الخانكة، وبنى له الحاكم آنذاك المقام على حسابه الخاص، بالإضافة إلى مقام سيدى محمد إسماعيل أبى القاسم بسندوة.

وفى مدينة بنها يوجد ضريح الشيخ يسرى على طريق كلية التجارة، يقصده سكان عاصمة القليوبية والطبقات الراقية لقضاء حاجاتهم، والتى تتركز فى فك العنوسة والرغبة فى الإنجاب.

أما فى مدينة طوخ فيوجد داخل المساجد عدد من الأضرحة أشهرها «العليمى» الذى يقع فى قلب المدينة، ومقام سيدى حسن العراقى، ووفقاً لرواية أحد المترددين عليه فإن صاحب الضريح جاء من العراق وكان رجلاً طيباً، ودفن فى هذا المكان، ويطوف مريدوه حول الضريح سبع مرات، ويكررون طلب الحاجة التى يريدونها، وفى حالة تلبية هذه الحاجة يشترون لمبة أو أكثر للمكان على حسب النذر أو دستة من الشموع للإضاءة حول الضريح.

وفى قرية الحصة التابعة لمركز طوخ يوجد مقام «سيدى الأربعين»، حيث يوضح الشيخ محمود عيد من الأهالى أنه سمع من جده أن هذا المكان مات فيه أربعون من الأولياء والصالحين، ولذلك أطلق عليه ضريح «سيدى الأربعين»، ويقصده كل من يريد فك السحر أو جلب الرزق أو طلب الزواج والإنجاب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية