يضم المنتخب الفرنسي لكرة القدم مجموعة من المواهب الهجومية ورغم أن المدير الفني ديديه ديشان لم يتمكن حتى الآن من التوصل إلى توليفة متناسقة من عناصر الفريق خلال كأس الأمم الأوروبية «يورو 2016»، المقامة بفرنسا، كان المهاجم أنطوان جريزمان بمثابة الإجابة الواضحة الوحيدة لدى المدرب.
أخبار متعلقة
وسجل جريزمان هدفي المنتخب الفرنسي في المباراة التي فاز فيها على نظيره الأيرلندي 2 / 1 مساء الأحد، في دور الستة عشر بيورو 2016 ليتأهل الفريق إلى دور الثمانية، حيث يلتقي الفائز من مباراة المنتخبين الإنجليزي والأيسلندي المقررة الإثنين.
وجاء هدفا جريزمان ليحولا تأخر أصحاب الأرض بهدف إلى الفوز بعد أن سيطر قلق شديد على جماهير المنتخب الفرنسي، حيث ظل الفريق يبحث عن التعادل لنحو ساعة بعد أن تقدم روبي برادي للمنتخب الأيرلندي من ضربة جزاء مبكرة.
وقال جريزمان لدى سؤاله عن رأيه بشأن الضغوط التي قد تتسبب فيها الصعوبات التي يواجهها المنتخب الفرنسي من أجل تحقيق الفوز: «بالنسبة لي ، هذا لوضع يتشابه لما أعيشه طوال العام في أتلتيكو مدريد، نحقق الفوز في بعض المباريات بنتيجة 1 / صفر ونعاني طوال الوقت».
وأضاف: «كنت أتمنى أن يكون الوضع مختلفا في المنتخب الفرنسي، لكنه جاء مشابها، سنواصل لتدريب من أجل التحسن».
وسجل المنتخب الفرنسي ستة أهداف خلال أربع مباريات خاضها حتى الآن في البطولة الأوروبية، وجاء ثلاثة من أهداف دور المجموعات في الدقائق الأخيرة من المباريات بعد فترات طويلة من الإحباط.
ويبدو من الصعب للغاية معرفة أسباب معاناة فريق يضم، إلى جانب جريزمان، أوليفيه جيرو وكينجسلي كومان وديميتري باييه وأنطوني مارسيال كعناصر هجومية وكذلك بول بوجبا في خط الوسط ، في إيجاد الإيقاع المطلوب لتسجيل الأهداف.
وربما يتعلق الأمر بافتقاد الموهبة المطلوبة للتوصل إلى التوليفة المناسبة من عدة مواهب متاحة للتشكيل الأساسي لفريق يتجمع فقط في المشاركات الدولية، وهو ما لن يعترف به ديشان.
فاختيار تشكيل يتمحور حول النجم زلاتان إبراهيموفيتش، في المنتخب السويدي أو حول كريستيانو رونالدو في لمنتخب البرتغالي يبدو أكثر سهولة، بغض النظر عما سيقدمه نجم الفريق الأبرز.
وقبل كل مباراة لمنتخب الفرنسي ، يكون ديشان، مطالبا باتخاذ قراراته بشأن الدفع بجناحين لدعم جيرو ، وفي هذه الحالة عليه حسم قرار الدفع بجريزمان كأحد الجناحين. ويتطلب ذلك الدفع بلاعبي ارتكاز وربما إسقاط بول بوجبا من التشكيل الأساسي.
ويمكن أيضا الدفع بجريزمان، في قيادة خط الهجوم بدلا من جيرو، ولكن نظراً لأن تحركاته أقل، سيكون هناك احتمالات لعدم وصول الكرة إلى الأمام وعدم الاستفادة بالشكل المطلوب من الجناحين.
وشعر جريزمان نفسه بالسعادة في مواجهة تحدياته بتسجيل الأهداف، وترك المشكلات الفنية للمدرب.
وقال جريزمان: «أنا هنا من أجل المدرب والفريق، وسأكون سعيدا سواء لعبت في الناحية ليسرى أو اليمنى أو في منطقة الجزاء. سأقدم كل ما لدي في أي مركز ألعب به. وحقيقي أنني اعتدت على اللعب في المقدمة (مع أتلتيكو) وتكون هذه المهمة أكثر سهولة بالنسبة لي».
وسجل جريزمان ثلاثة أهداف حتى الآن في يورو 2016 ليقاسم جاريث بيل، نجم منتخب ويلز والإسباني ألفارو موراتا صدارة قائمة هدافي البطولة، وقد جاء هدفان منها من ضربتي رأس رغم الحجم المتواضع نسبيا لبنية جريزمان.
وأشاد جريزمان بإسهام الفريق ككل في تحقيق الفوز، مقللاً من شأن اعتباره «المنقذ» للمنتخب خلال مباراة صعبة.
ووصل المنتخب الفرنسي إلى دور الثمانية بالبطولة المقامة على أرضه رغم أنه لم يظهر في أي مباراة بأفضل مستوياته، والسؤال الذي سيطرح نفسه أمام ديشان هو ما إذا كان ذلك يعني أن الخروج من البطولة يلوح في الأفق أم أن الفريق سيواصل المشوار حتى يتوج باللقب.
