x

أسباب الصداع فى نهار رمضان

الجمعة 13-08-2010 00:00 |

من أكثر الشكاوى التى نسمعها- خاصة فى نهار الأيام الأولى من شهر الصوم- الشكوى من الصداع الشديد الذى يصيب الشخص أثناء الصيام، فما أسباب حدوث هذا الصداع فى نهار رمضان؟

أولاً: يجب أن نعلم أنه بمرور الوقت تتراكم السموم فى الجسم نتيجة لتراكم الشوارد الحرة، وهى عبارة عن الذرات أو المجموعات المتأينة التى تنتج كعادم نتيجة احتراق الغذاء لتوليد الطاقة، وأيضا تلك التى تجمعت نتيجة لملوثات الهواء الذى نتنفسه، والمواد الكيميائية التى تلوث الطعام الذى نأكله، والماء الذى نشربه إلخ..

ومن وقت لآخر يحاول الجسم أن يبحث عن وسيلة ليخلص نفسه من تلك السموم وينتزعها من خلاياه وأنسجته، والصوم وسيلة فعالة وآمنة لمساعدة الجسم لكى ينتزع هذه السموم من أنسجته، وعندما تنطلق هذه السموم إلى تيار الدم لكى يتخلص منها الجسم، فإن الإنسان يشعر ببعض الأعراض مثل الصداع، وأحياناً بعض الإعياء فى بداية الصوم، وربما ينتابه بعض الإسهال أو الاضطراب فى مواعيد دخول الحمام، إلا أنه لا يلبث أن يجتاز هذه الدورة بسرعة أكبر وبأعراض أقل، كلما مرت أيام على بداية صومه، حتى ينتهى صومه وجسمه أكثر راحة، وأعضاؤه أكثر صحة وشباباً.

ثانياً: ربما يكون سبب الصداع الذى يصاحب الأيام الأولى من الصيام هو حرمان المخ مما تعود عليه من الشاى والقهوة وتموينه من الجلوكوز والأملاح فى طعام الإفطار والغداء، وتدريجيا تتأقلم مراكز الشبع والمزاج فى المناطق الوجدانية فى المخ على النظام الجديد، وقد ترتاح له لما فيه من تخفيف ضغوط العمل على الجهاز الهضمى والغدد المساعدة له مثل الكبد والبنكرياس، أما مدمنو السجائر وخلافه، فإن هذه المراكز- وخصوصا مراكز الإحساس بالألم فى نويات المخ- فإنها تأخذ وقتاً أطول للتأقلم، وتحتاج إلى الارتواء بشدة بعد الغروب.

ثالثاً: اضطراب وقلة ساعات النوم واختلال الساعة البيولوجية، بالإضافة إلى كثرة الجلوس أمام التليفزيون لساعات طويلة، وقد ثبت من الدراسات أن مشاهدة التليفزيون لفترات طويلة تجعل الإنسان يشعر بشىء من الاسترخاء، والشعور بالسلبية، وفى خلق حالة نفسية، إما أن تكون غاضبة وحزينة ومتمردة، أو أن تخلق نوعا من البلادة وعدم الاكتراث واللا مبالاة .

وقد أوضحت نتائج فحص رسم المخ أن قياس موجات « ألفا» أثناء مشاهدة التليفزيون تكون أكثر منها أثناء القراءة، مما يوضح أن المخ يكون أقل تنبيها واستيقاظاً وأكثر سلبية واكتئاباً عند مشاهدة التليفزيون لمدة طويلة، على عكس ما يحدث مثلاً عند قراءة القرآن أو الصلاة، حيث يسترخى الجهاز العصبى المركزى، ويتحسن معه أداء الجهاز المناعى، وتقل أعراض الصداع، وقد يقلل من حدة الصداع نوم القيلولة الذى يعوض النقص فى ساعات النوم بالليل.

رابعاً: لا شك أن صيام رمضان فى هذا الجو الحار الذى يكثر فيه العرق، ويظل الإنسان لفترة تتجاوز 15ساعة من الصيام دون تناول أى نوع من السوائل التعويضية بسبب الصوم، مما يؤدى إلى نوع من جفاف الخلايا، والإحساس بالصداع والألم. ولعل تناول كميات كافية من السوائل ما بين الإفطار والسحور يعوض هذا النقص.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية