كان مساء الخميس، موعدًا هامًا في تاريخ القارة الأوروبية، وهو إجراء الاستفتاء الشعبي المنتظر بالمملكة المتحدة، والذي سيتحدد من خلاله إذا كانت المملكة ستستمر ضمن الاتحاد الأوروبي، أم ستغادره وهو الاختيار الذي يعرف باسم «Brexit» أي «الخروج البريطاني».
ومع تضارب الآراء، على الأقل على مستوى النجوم وكبار الشخصيات التي تنتمي للمملكة المتحدة أسماء مثل دافيد بيكهام وجاري لينيكر والمغني إلتون جون وجوان رولينج موراي «صاحبة سلسلة هاري بوتر» والممثل الشهير دانيل كرايج.
أخبار متعلقة
كل هؤلاء قدموا الدعم بشكل علني لمسألة البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي والتصويت بـ«لا» في عملية الاستفتاء الشعبي المقبلة، لكن على صعيًد آخر، كان هناك أسماء مثل الممثل الشهير مايكل كين، والممثلة اليزابيث هيرلي والمدافع الإنجليزي ولاعب أرسنال السابق سول كامبل وكذك حارس المرمى السابق دافيد جيمس، كل هؤلاء مؤيدين للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
خرجت نتائج الإستفتاء لتؤيد فكرة الخروج والاستقلال عن الاتحاد الأوروبي بعد أن وصلت نسبة المؤيدين إلى 51.89%، بينما كانت نسبة المعارضين للقرار والراغبين في البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي هي 48.11%، وذلك من خلال 46.5 مليون مصوت أدلوا برغبتهم.
اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي سيؤدي للكثير من التعديلات على صعيد قوانين وقواعد الدوري الإنجليزي الممتاز «برميرليج»، لأن وقتها أي لاعب من الاتحاد الأوروبي ستتم معاملته على أنه لاعب أجنبي، وسيحتاج للحصول على تصريح عمل من أجل الانضمام لأي نادٍ في المملكة المتحدة، وهو التصريح الذي يتعلق بحالة اللاعب، وعدد مشاركاته الدولية في الفترة الأخيرة «وهي النقطة الأهم في استخراج التصريح»، وتصنيف منتخب بلاده الحالي ضمن تصنيف الفيفا.
161 لاعبا متواجدين حاليًا في البرميرليج، ينتمون للاتحاد الأوروبي، لكن صحيفة ذا جاردين قالت إن تقريبًا ثلثي هذا العدد لن ينجح في تجاوزالمعايير المطلوبة لاستخراج تصاريح عمل لهم من أجل البقاء داخل المملكة المتحدة.
ذا جارديان، قررت إجراء تجربة لقواعد تصاريح العمل على أندية البرميرليج موسم 15/16، فوجدت ان سندرلاند سيخسر حراس مرماه جميعًا، بينما نيوكاسل يونايتد سيخسر 6 لاعبين في منطقة وسط الملعب، وأن أندية مثل أستون فيلا وسوانزي سيتي سيخسرون 9 لاعبين. كل هؤلاء لن ينجحوا في استخراج تصاريح العمل بالمملكة المتحدة طبقًا للمعايير المحددة لذلك.
سكاي سبورتس، خرجت لتوضح أن بعض النجوم الكبار الذين لمعوا في موسم 15/16 في البرميرليج لم نكن نستطيع مشاهدتهم في حال ان تم معاملتهم وقتها كلاعبين أجانب، أمثال أنتوني مارسيال «مانشستر يونايتد»، ديميتري باييه «ويست هام يونايتد»، ونجولو كانتي «ليستر سيتي»، كل هؤلاء لن ينجحوا في معايير إستخراج تصاريح العمل بالمملكة المتحدة.
كما أن نجاح الأندية في التعاقد مع المواهب الشابة ما بين 16-18 عام سيكون أمرًا مستحيلًا مع الوضع الحالي، فأرسنال لن يستطيع تكرار تجربة التعاقد مع موهبة واعدة مثلما فعل سابقًا مع سيسك فابريجاس، كذلك مانشستر يونايتد مع جيرارد بيكيه.
مما لا شك فيه أن سهولة التعاقد مع لاعبين من القارة الأوروبية «دول الاتحاد الأوروبي» ساهم كثيرًا في إعلاء وتحسين مستوى بطولة الدوري الإنجليزي ورفع كثيرًا من اداء الفرق واللاعبين وجعلت المسابقة هي الأكثر جذبًا لنجوم كرة القدم حول العالم.
تأثير هذا التغيير لن يطبق على لاعبين دول الاتحاد الأوروبي الحاليين المتعاقدين مع الأندية البريطانية، لكنه بالقطع سيؤثر على صفقات الأندية المستقبلية، وسيهدد بشكل كبير نجاحها.
تقليل عدد النجوم الكبار من دول الاتحاد الأوروبي سيؤدي لتأثير اقتصادي كبير على البطولة الأغلى والأكثر إثارة في العالم، فغياب هؤلاء النجوم سيضعف عدد المشاهدين من مختلف بلدان العالم التي تتابع البرميرليج، بشغف من أجل متابعة نجومها وتألقهم في هذه البطولة المميزة، لكن الوضع الحالي سيعني أن هناك الكثيرين لن يستطيعوا الانضمام لفرق هذه البطولة بسبب معايير استخراج تصاريح العمل بالمملكة المتحدة.
