بداية أعتذر لقرائك الأفاضل على استخدام بعض العبارات باللغة العامية فقد هاجرت إلى باريس منذ أربعين عاما، ولكن عقلى وقلبى كمعظم المهاجرين المصريين مرتبط بمصر، ومع التقدم التكنولوجى زادت متابعتى للأحداث عندكم!!، وأبدأ يومى بقراءة الصحف وأولها بريد قراء المصرى اليوم الذى يعبر بصدق عن نبض الشارع.. على مسؤوليتى يستطيع «أى» مواطن مصرى من أى نجع من النجوع أن يرسل رسالة إلى أى مسؤول فى أى بلد أوروبى يستفسر فيها مثلا عن عدد محلات البقالة فى لندن، أو عدد المقاهى فى باريس، أو عدد محلات الجزارة فى روما.. وعلى مسؤوليتى سوف يصله الرد بكل دقة، وعلى مسؤوليتى يستطيع نفس المواطن المصرى أن يرسل رسالة إلى أى مسؤول مصرى لطلب نفس المعلومات.. وهنا أؤكد أنه لن يصله أى رد!!.. فمن الأشياء اللافتة للنظر فى حياتنا اليومية نحن المصريين أن المسؤولين عندنا لا يملكون أى معلومات دقيقة عن الأنشطة الحياتية!.. فالحاج فلان قرر أن ينصب عدة شاى على ناصية من النواصى، وأحضر وابور جاز وكام كرسى خشب وشوية كوبايات، وبقدرة قادر سوف تجد الكثير من عربات النقل العام والميكروباص يركنون بجانب النصبة لشرب الشاى!! وطبعا ليس له سجل ضريبى !!.. الأسطى فلان كان صبى ميكانيكى، وربنا فتحها عليه فأجر محلا لا يتسع حتى لدخول عربة واحدة، وحط يافطة ورشة لتصليح السيارات، وتتكدس العربات على اليمين وعلى اليسار، واللى مش عاجبه يطق!!..وطبعا ليس له سجل ضريبى!!.. وكثيرا ما تنشق الأرض عن قهوة أو كافيتريا وسط عمارات سكنية، وتتصاعد رائحة الشيشة وأصوات الكاسيتات، وعندما يشكو السكان لطوب الأرض نكتشف أنها بدون سجل!!.. يحدث هذا فى قاهرة المعز، فما أدراكم بما يحدث فى الأقاليم!!..ألم يحن الوقت بعد للإصلاح حتى لا تستمر أمور حياتنا اليومية.. «مسأله مزاج»!!
وجيه أحمد إبراهيم - باريس - فرنسا