تفاصيل مثيرة حملتها اعترافات السائق المتهم بتقييد ابنته بالحبال وتعذيبها بالنار فى قدميها وضربها حتى الموت، قال فى التحقيقات أمام العقيدين خلف حسين، رئيس فرع البحث الجنائى فى شمال سوهاج، وبهاء البطراوى، وكيل الفرع، إن الضحية كانت تحب أمها أكثر منه، وتتردد عليها أثناء غيابه فى العمل دون إذن منه وأنه شك فى أنها استولت على مبلغ الأربعة آلاف جنيه وسلمتها لها، وأضاف أنه لم يكن يقصد قتلها، إنما كان يريد فقط أن يؤدبها، وعندما أصيبت بغيبوبة حاول إنقاذها، لكنها فارقت الحياة فجلس إلى جوارها يبكى لا يدرى ماذا يفعل بعد أن هدم أسرته بيديه ومستقبل أطفاله الباقين ينتظرهم التشرد، وبعد فترة قصيرة اختمرت فى ذهنه فكرة الخلاص من الجثة.
قال المتهم إنه كلما خرج من القرية ومر أمام تشوينات الرمال التى دفن الجثة فيها، يشعر بأنها تناديه وتعاتبه وكانت تصيبه رجفة شديدة، وإن الندم يقتله لأنه قتل أول فرحة له، فالضحية هى أكبر أشقائها وأن الأيام كانت تمر عليه شديدة الصعوبة وأنه كاد أن يذهب إلى مركز الشرطة ويعترف بتفاصيل الجريمة، وعقب عثور العمال على جثة ابنته وسط الرمال، لم يستطع الذهاب إلى المكان رغم أن القرية تجمعت كلها حول الجثة.
وقالت نانسى «8 سنوات»، شقيقة الضحية الصغرى، للعقيد بهاء البطراوى، إن والدها ظل عدة أيام يضرب القتيلة أمامها ويكويها بالنار ويطلب منها أن تعترف بسرقة المبلغ المالى وأن تخبره إن كانت سلمته إلى والدتها أم لا، لكنها كانت تبكى وتطلب منه أن يتوقف عن تعذيبها لأنها بريئة ولم تسرقه وأنها سوف تموت من العذاب، لكنه كان كلما طلبت منه ذلك يضربها بشدة ويسبها بألفاظ قبيحة، هى وأمنا، وعندما ماتت بكى وهددها بأنه سيذبحها إذا أخبرت أحداً بشىء عن موتها.
كان اللواء أحمد خميس، مدير أمن سوهاج، تلقى بلاغا بالعثور على جثة مجهولة لطفلة داخل جوال بلاستيك فى تشوينات الرمال الخاصة بأعمال إنشاء كوبرى «طما / البدارى» الجديد فى مدخل قرية كوم العرب التابعة لمركز طما، وتم اخطار اللواء عدلى فايد، مساعد أول الوزير للأمن، وتبين للعقيد خلف حسين، رئيس فرع البحث الجنائى لقطاع شمال سوهاج، أن الجثة لطفلة تدعى هدى محمد أبوالعلا «12 سنة»، تلميذة فى الصف الأول الإعدادى، من قرية كوم العرب، وأن والدها «37 سنة» سبق له تحرير محضر بهروبها بعد قيامها بسرقة مبلغ 4 آلاف جنيه من المنزل، وأكدت تحريات العقيد بهاء البطراوى، وكيل فرع البحث الجنائى لقطاع الشمال، أن الأب وراء الجريمة وأنه يعمل سائقا فى بنى سويف ولديه 6 أطفال أكبرهم الضحية وتوجد خلافات بينه وزوجته، التى تركت على إثرها المنزل وأقامت لدى أسرتها منذ عام ونصف العام، واصطحبت معها رضيعاً وتركت باقى الأطفال الخمسة لوالدهم وأن المتهم كان دائم التعدى على أطفالة بالضرب والإهانة وكان يتهم الطفلة القتيلة بأنها تحب أمها أكثر منه وتذهب إليها دون علمه، وأضافت التحريات أن الأب اتهم طفلته بسرقة 4 آلاف جنيه كانت فى المنزل وطلب منها إعادة المبلغ فأصيبت الطفلة بحالة من الخوف والفزع وأكدت له عدم سرقتها أى مبالغ مالية فقام الأب بمعاقبتها بتوثيقها بالحبال من قدميها ويديها أمام شقيقتها «نانسى 8 سنوات» وعذبها بكيها بالنار فى القدمين وضربها فى مختلف أنحاء جسدها حتى فارقت الحياة، بعدها قام المتهم بسكب المياه عليها ووضع «بصل» على أنفها ظنا منه أنها فى حالة إغماء، وعقب تأكده من وفاتها وضع الجثة داخل جوالين بلاستيكيين وحملها على عربة كارو ودفنها فى تشوينات البناء الخاصة بكوبرى طما الجديد وأبلغ عن هروبها من المنزل بعد سرقة مبلغ 4 آلاف جنيه.
