عدت إلى لندن بعد غياب عدة شهور.. الكل يمشى على رصيف أنيق مصنوع بالقلم والمسطرة. ارتفاعه لا يتعدى خمسه عشر سم، الكل ينظرون فى تعجب فأنا الوحيد الذى يمشى فى وسط الشارع!! بل أدهس نجيلتهم المقدسة رغم وجود معبر إسفلتى!!.. أمام شباك تذاكر المترو، أمد يدى فى صفاقة فوق رؤوس الواقفين أمامى فى طابور منتظم، وإذا اعترض أحدهم استهبلت ورديت «اتفضل محصلش حاجة»!! فى البنك التصقت بالواقف أمامى وعينى على حسابه، بل فى بعض الأحيان أستعبط وأتْسَحَبْ بجانب الشباك!!.. على رصيف مترو الأنفاق أصارع كالثور، لأدخل العربة قبل نزول الركاب!!.. برغم وجود أماكن كافية فى سكن الأطباء لركن سياراتهم، وحيث إن مكانى بعيد حجزت مكانا مستخدما كرسيا قديما بثلاثة أرجل، بعد أن ربطته فى شجرة، وهو يقع مباشرة أمام الباب، كما يفعل رجب بواب عمارتنا بمصر!!.. أخيرا.. ترددت فى عبور خطوط المشاة، ما أدى إلى اصطدام سيارة بأخرى أمامها. وجاء البوليس بالكاميرا والمتر ليحدد خطئى ومقدار غرامتى!! ماذا سأقول للقاضى الإنجليزى الأسبوع القادم: والله يا سيادة القاضى إنه تأثير إجازة لعدة شهور قضيتها فى «الثغر».
د. أحمد سعيد عمر.
استشارى أمراض الروماتيزم- المملكة المتحدة