مع اقتراب ساعات الحسم للانتخابات البرلمانية، تدخل دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر مرحلة «الحسابات الصعبة»، فعلى الرغم من تنازل 4 من المرشحين على مقعد الفئات، إلا أن عدد المرشحين مازال مرتفعاً.
40 مرشحاً (24 على مقعد الفئات و16 على مقعد العمال)، وهو ما قد يدخل الدائرة فى «دوامة» تفتيت الأصوات ويدفع بها إلى جولة الإعادة، هذا التوقع أكده توفيق عبدالسلام، مرشح الحزب الوطنى على مقعد العمال، قائلاً: «إن هذا العدد قد يؤدى إلى تفتيت الأصوات ويدخل الدائرة فى حسابات صعبة».
جانب آخر من التفتيت تعانى منه مصر الجديدة التى تمثل ثلث أصوات الدائرة، حيث يترشح منها 5 من منطقة شياخة البستان، التى تمثل قوة تصويتية كبيرة بمصر الجديدة أدت إلى انقسامها على نفسها وضياع الأصوات بين أبنائها.
الخوف من تفتيت الأصوات دفع الحزب الوطنى إلى اللجوء للدفع ببعض المرشحين للتنازل، سواء بالضغط عليهم أحياناً أو التفاوض معهم أحياناً أخرى، لمحاولة تكثيف الأصوات والبحث عن الكتل التصويتية الأكثر تأثيراً وضمان الحصول عليها، مثل شركات البترول الموجودة بالدائرة والقطاعات الحكومية ذات الكثافة العددية الكبيرة، مثل الجهاز المركزى للمحاسبات والتعبئة العامة والإحصاء وبعض الشركات، بالإضافة إلى التجمعات السكانية التى يسهل تحريكها مثل عزبتى الهجانة والعرب العشوائيتين.
وتتركز المنافسة الأقوى على مقعد الفئات، الذى يتنافس عليه سامح فهمى، وزير البترول، مرشح الحزب الوطنى، مع الدكتورة منال أبوالحسن، مرشحة الإخوان المسلمين أصحاب التواجد التصويتى القوى بمصر الجديدة ومدينة نصر، وقد تعرضت «أبوالحسن» إلى منع مسيراتها الانتخابية ومؤتمراتها فى الوقت الذى سمح فيه لمرشح الوطنى بالقيام بذلك، وهو ما اعتبرته منال تعمداً للتضييق عليها، خاصة مع نزع لافتاتها الدعائية والسماح بما أطلقت عليه «إغراق الدائرة بدعاية فهمى. ومع انتشار دعاية وزير البترول فى الدائرة يتناثر عدد من اللافتات لمرشحين مستقلين أو ينتمون لأحزاب مثل نجوى عباس، مرشحة التجمع، وعدد آخر من المرشحين ينتمون لأحزاب صغيرة ضعيفة الشعبية.
عدم سماح الأمن للمرشحين المنافسين للحزب الوطنى بالقيام بمسيرات أو عقد مؤتمرات شعبية أدخل الدائرة فى حالة من السكون والهدوء لم تعتدها دائرة رئيس الجمهورية، التى شهدت معركة انتخابية غاية فى السخونة عام 2005، بين نائب الوطنى الراحل مصطفى السلاب ومرشحة الإخوان آنذاك الدكتورة مكارم الديرى فى منافسة انتخابية كادت تطيح بـ«الوطنى» ووصفها المراقبون وقتها بـ«غير المسبوقة». حالة الهدوء دفعت الكثيرين إلى التسليم بفوز وزير البترول بمقعد الفئات دون مجهود أو الوصول لجولة الإعادة لدى أكثر الآراء تفاؤلاً.
طبيعة الدائرة، التى يتكون غالبية سكانها من قطاع المثقفين والمستويات الاجتماعية فوق المتوسطة، دفعت المراقبين والمرشحين إلى استبعاد حدوث أعمال عنف على خلفية المنافسة القوية بين «الوطنى والإخوان»، وتوقع حدوث عمليات منع للناخبين من التصويت تصل فى النهاية إلى الحصول على عدد من الأصوات يضمن للحزب الوطنى حيازة المقعدين أو مقعد الفئات، الأكثر أهمية فى أسوأ الأحوال.