x

الحاجة فريدة: 35 عاماً على رصيف الجامعة الأمريكية

السبت 27-11-2010 20:40 | كتب: منة حسام الدين |
تصوير : اخبار

على رصيف مبنى الجامعة الأمريكية فى ميدان التحرير، وجدت الحاجة فريدة ضالتها، فمنذ 35 عاما وهى تتخذ من ذلك المكان مقرا لها، تبيع أكياس المناديل والحلويات فى النهار، وتنام فى الليل دون أن تشعر بأى ضيق، ودون أن تتمنى بيتا يؤويها ويحميها من حرارة الصيف وبرودة الشتاء.

حالة من الرضا تعيشها الحاجة فريدة على الرصيف.. عندما تبحث عن الأمان تجد طلبة الجامعة حولها، فرغم انتقالهم إلى المقر الجديد لا يزالون يسألون عنها ويزورونها، وعندما تبحث عن الحماية تجد رجال أمن المبنى القديم فى ظلها يحمونها من أى بلطجى.. هكذا اعتادت الحاجة فريدة طوال السنوات الماضية أن تعيش فى هذا الوضع الذى لا تشعر معه بأى نقصان، ففى عيد الأضحى المبارك اشترت جلبابا جديدا لتلبسه على الرصيف احتفالا بالعيد، وخلال إقامتها على الرصيف أدت العمرة ثلاث مرات، وتدخر مالا يكفيها لأداء فريضة الحج العام المقبل.


انتقلت الحاجة فريدة للعيش على الرصيف بعد وفاة والدها وطلاقها من زوجها الذى أساء معاملتها وأولادها، ولا ترى فى هذه الحياة أى عيب أو خطورة: «لقيت راحتى على الرصيف، أنا هنا من أيام ما كان عندى 26 سنة، ومن وقتها وأنا عايشة وببيع وبكسب من الكشك اللى عملته قدام باب الجامعة، وبلاقى هنا الأمان اللى كنت مفتقداه وسط أهلى».


بعد نقل مقر الجامعة الأمريكية إلى التجمع الخامس، شعرت فريدة بأنها ستعود إلى الوحدة من جديد، لكن حرص الطلاب -الذين خدمتهم لسنوات- على زيارتها والاطمئنان عليها بين الحين والآخر جعلها تشعر بالأمان مرة أخرى: «الطلبة لما مشيوا من التحرير قلّت الفلوس اللى بكسبها، وبقيت بعتمد على طلاب مدرسة الليسيه، ومع إن فيه طلاب طلبوا منى أروح أبيع لهم فى التجمع الخامس وأفرش هناك لكنى رفضت، أصل التجمع دى كلها جبال وصحرا ومفيهاش أمان».

المكان الذى تقيم فيه فريدة يقتصر على سرير وسقف مصنوع من بقايا الكراتين، لكنها سعيدة به وترى أنها مادامت تحصل على ما تريد ولا تشتهى أى شىء فهى فى نعمة: «مادام مش نفسى فى حاجة، فأنا مبسوطة بالعيشة على الرصيف، أنا عملت عُمرة 3 مرات وحوّشت عشان أطلع الحج السنة الجاية وبحس إن حياتى هنا طبيعية جدا، بطبخ وباكل وبساعد اللى بيبيعوا معايا عند المدرسة لأن ظروفهم أسوأ منى بكتير». لم تقطع فريدة صلتها بأقاربها فهى على تواصل دائم مع أختها، رغم أنها لم تسترح فى البقاء لديها وفضلت الشارع عليها. واستطاعت بعلاقاتها الممتدة بإدارة الجامعة طوال 35 عاما أن تدبر لبنت أختها وظيفة فى الجامعة الأمريكية، لكن يظل حلمها الوحيد هو الالتقاء بابنتها التى منعها والدها منذ سنوات من الذهاب إلى أمها وإلا سيحرمها من الميراث: «بنات كتير من بتوع الجامعة الأمريكية بييجوا يزورونى وبيطلبوا منى إنى أعيش فى دار مسنين مثلا ورحت فعلا كذا مرة لكن أنا مش بستريح فيها عشان بيعاملونا وحش، وعشان كده هفضل عايشة على الرصيف لحد ما اموت بس حلمى الوحيد إنى أشوف بنتى اللى حرمنى منها أبوها وهددها إنها ماتخدش ميراثها لو عرفتنى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية