قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، السيد عمار الحكيم، إن تنظيم «داعش» لم يعد عدوا للعراقيين وحدهم، إنما عدو للمنطقة وشعوبها والعالم أجمع، معترفًا بأن عملية الفلوجة شهدت خروقات، ولكنه قال إنها «محدودة».
واضاف، في مؤتمر صحفي، الأحد، في مقر جمعية الصحفيين الكويتية إن حينما يقف العراق ويحقق إنجازات وانتصارات كبيرة فهو يقاتل نيابه عن أشقائه العرب والمسلمين والعالم برمته، وهو ما يفسر هذا الاصطفاف الدولي والإقليمي الواضح لمصلحة العراق في هذه المعركة.
وأوضح أن الوضع في العراق يشهد انفراجات مهمة بالرغم من الصورة «المربكة التي تبدو من بعيد»، مبينا أن هناك العديد من الخطوات الإيجابية والمهمة لاسيما ما يتعلق بالملف الأمني ومواجهة الإرهاب.
وأشاد «بانتصار القوات العراقية الكبير بتحريرها مدينة الفلوجة في وقت قصير وقياسي بعدما كانت أسيرة للارهاب لفترات طويلة بفضل الجهود الكبيرة والخطة العسكرية المحكمة والتنسيق العالي بين جميع عناوين القوات المسلحة العراقية».
وأشار إلى أن القوات العراقية ستوجه اهتمامها بعد الانتهاء من معركة الفلوجة وتحرير الأحياء القليلة المتبقية على تحرير مدينة الموصل ومحافظة نينوى التي تعد ثاني أكبر محافظة في العراق والتي اتخذتها «داعش» عاصمة لخلافته المزعومة، معربا عن ثقته بقدرة القوات العراقية على تحقيق انتصار مماثل ومفاجأة العالم في مدينة الموصل واظهار وحدة وتماسك العراقيين مع بعضهم بعضا.
وأوضح الحكيم أن «الحروب تحصل فيها أخطاء ومشاكل ولكن التركيز على الأخطاء وتناسي كل الانتصارات فهذا ابتعاد عن الموضوعية»، مشددا على ضرورة التركيز على معالجة هذه الأخطاء بدلا من التركيز عليها.
وذكر أن عملية الفلوجة شهدت خروقات «محدودة رافقها الكثير من التضليل للرأي العام وبث الكثير من الأفلام التي تدعي أنها مرتبطة بهذه العملية بينما بعد التدقيق فيها تبين أن العديد منها مرتبط بحروب في أماكن أخرى وحتى بعض منها في العراق، ولكنها حدث في سنوات مضت ومواقع مختلفة».
وأفاد بأن القوات العراقية توصلت إلى بعض مرتكبي هذه الخروقات المحدودة واعتقالهم وتسليمهم للعدالة، لافتا إلى اللجنة التي شكلتها الحكومة العراقية برئاسة نائب محافظ الأنبار للتدقيق في الإدعاءات الأخرى بوجود خروقات أوإساءات معينة.
وأكد حرص الحكومة العراقية والقوى السياسية كل الحرص على متابعة أي خرق ومعاقبة المتورطين إن وجدوا، معتبرا أن عملية تحرير الفلوجة «من أنجح وأنظف العمليات التي شهدها العراق في تحرير الأرض بعد بذل الجهود لتقليل الخسائر البشرية والمادية لأبعد الحدود».
وأشار الحكيم إلى أن لقاءه مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تكشف مدى حرصه ومتابعته للوضع بالعراق.
وقال إن الوضع في العراق يحظى بأهمية كبيرة لدى القيادة الكويتية «ودوما شعرت أن الأمير مطلع تماما ومتابع بشكل حثيث ما يجري في العراق وملم بحيثيات الواقع العراقي من خلال ما يثيره وملاحظاته القيمة وتعقيبه، وهو ما يتلمس منه إلمامه الواضح بهذا الملف وتعقيداته».
وأعرب عن سعادته بزيارة الكويت مجددا رغم الظروف «الاستثنائية في العراق وهي فرصة للقاء أمير الكويت وولي العهد ورئيس مجلس الأمة وكبار المسئولين الكويتيين للحديث ومراجعة وتوضيح ما يجري في العراق وطبيعة العلاقة العراقية الكويتية وطبيعة الملفات والأوضاع الإقليمية والدولية وانعكاسها على الأوضاع في البلدين».
وأكد أن العراق والكويت يعيشان حالة متقاربة في المصير والظروف «فما يجري في العراق ينعكس على الواقع الكويتي والاستقرار في العراق مقدمة للاستقرار في المنطقة برمتها والكويت أولى الدول التي تستفيد من هذا الأمر».
كان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن تحرير مدينة الفلوجة، الجمعة، بعد إحكام القوات العراقية سيطرتها على قلب المدينة، لافتا إلى أن مدينة الموصل ستكون الوجهة المقبلة للجيش العراقي.