دارت أسئلة عديدة بذهنى خلال متابعتى يورو 2016، على رأسها هل يمكن أن تعود الجماهير فى الدورى المصرى، سواء فى الموسم الجارى أو المقبل بعد العنف والشغب الذى شاهدناه داخل وخارج ملاعب فرنسا؟!.. لماذا أقدم الإتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» على زيادة عدد المنتخبات فى يورو 2016؟!..
ما هو تأثير زيادة عدد المنتخبات الأوروبية فى ثانى أكبر بطولة فى العالم على مستوى الكرة فى العالم؟!.. هل يمكن أن تكون قرارات المسؤولين عن كرة القدم فى أوروبا بداية لإفساد الكرة فى العالم؟!..
كلها أسئلة ساورتنى منذ انطلاق اليورو.. تلك البطولة التى انتظرناها بشغف أملاً فى متابعة كرة قدم حقيقية.. وأملاً فى ظهور نجم جديد فى الكرة العالمية، مثلما حدث فى بطولات سابقة على مدار التاريخ، عندما قدمت نجوماً بات لها تاريخ كبير، سواء فى بطولات اليورو أو كرة القدم فى العالم، ومن بين هؤلاء الفرنسى ميشيل بلاتينى الذى اتخذ قراراً بزيادة عدد المنتخبات فى اليورو.. لكننا صدمنا فى كافة توقعاتنا.. فلا أحد كان يتوقع هذا العنف الذى شهدناه فى اليورو..
ولا أحد توقع المستوى الهزيل للبطولة حتى الآن، رغم أن هناك منتخبات من التى تشارك للمرة الأولى أحرجت المنتخبات الكبرى مثل ويلز وألبانيا، ولكن تبقى خبرة المنتخبات الأوروبية التى ستحسم اللقب من وجهة نظرى.. فأحياناً يكون زيادة قاعدة الممارسة ضاراً باللعبة.. وهو الأمر الذى يجب أن يراعيه الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فى بطولات المونديال، بعد أن ترددت أنباء حول إمكانية زيادة عدد المنتخبات المشاركة فى النهائيات إلى 40 منتخباً.. فقد شهدنا أن زيادة الفرق فى اليورو لم تستفد منها البطولة..
بل أثرت سلباً على متابعتها، وهو ما يؤثر على قيمتها التسويقية فى المستقبل، ويدفع الجماهيرللعزوف عنها أو تحديداً عن الأدوار الأولى فى البطولة، وهو ما أخشاه فى المونديال إذا نفذ مسؤولو «فيفا» ما يتردد.
■ كل ما يشغلنى أكثر خلال متابعتى للبطولة هو إمكانية تأثير العنف والشغب الجماهيرى على عودة الجماهير فى الدورى المصرى.. ودعونا نتحدث بصراحة، قد تكون صادمة للبعض أو يرفضها البعض الآخر لأننى أواجهكم بالواقع.. فقد اعتدنا فى مصر أن نقتبس من العالم الخارجى أسوأ ما لديهم فى كثير من الأمور.. وهو ما أخشاه أن يركز جمهورنا على أن العنف فى الملاعب أو على إلقاء الشماريخ أو إحداث الشغب فى المباريات..
رغم أننا فى حاجة شديدة لعودة الجماهير للمباريات.. ومن ثم فإن دور المسؤولين والإعلام فى زيادة الوعى للجماهير قبل اتخاذ أى قرار للعودة إلى الملاعب هو أهم من قرار عودة الجماهير نفسه.. ولا أختلف مع أحد أن استبعاد الجماهير أصبح شئ سخيف ومميت.. لا يشعر به أحد إلا من ذاق أهميته ودوره داخل وخارج الملاعب.. وأحمد الله أننى كنت من الجيل الذى كانت فيه الجماهير داعمة ومساندة فى كافة المباريات، سواء مع المنتخبات فى بطولة أمم أفريقيا 2006 أو عندما لعبت للأهلى أو الزمالك، ولا أظن أن جمهورنا سيقتبس ما فعله الإنجليز أو الروس فى فرنسا.. أو سيفعل مثلما حدث من جماهير كرواتيا فى مباراة التشيك التى انتهت بالتعادل 2- 2.. فالثقافة بيننا وبينهم مختلفة.. والعادات والتقاليد مختلفة..
لكن يبقى أن يكون للدولة دور فى توعية الجماهير والمسؤولين فى الأندية والاتحادات حتى تعود الحياة إلى الملاعب مرة أخرى.. وأعتقد أنه حان الوقت ليكون هناك تعاون بين أجهزة الدولة المعنية بعودة الجماهير وكافة وسائل الإعلام حتى لا نشعر بالندم، وليس لنا علاقة بما حدث فى اليورو.