علي الرغم من أن القومية العربية لم تكن التوجه السياسى للرئيس الراحل محمد أنور السادات إلا أن أعضاء فريق Arabian knights، لموسيقى الراب والهيب هوب، طلبوا من الحضور الوقوف تحية للراحل، قبل أن يقدموا أول أغانيهم التي تطالب بوحدة العرب، في حضور زوجته السيدة جيهان السادات التي كانت ضمن ضيوف حفل توزيع جوائز مسابقات مؤسسة Freedom to Create بقلعة صلاح الدين مساء الجمعة.
افتتح الحفل في تمام الساعة السابعة بأغنيات من التراث المصري للمغنية دنيا مسعود، تلاها توزيع الجوائز الثلاث، الجائزة الرئيسية للكبار، وجائزة الشباب تحت 18 سنة، وجائزة «السجين الفنان»، ثم استكمل الحفل بفقرات غنائية للمطرب الناميبي «E.S» وفريق Arabian knights والمطرب حكيم.
مؤسسة Freedom to Create (حربة الإبداع) التي نظمت الحفل تم تأسيسها في عام 2006 لدمج قوى الفن والثقافة بهدف بناء مجتمعات أكثر إبداعا ورخاء من خلال ترسيخ المؤسسة لحرية الإبداع حول العالم ودعم التناغم والانسجام لكل فرد في كل مكان، وفي عام 2008 أقامت المؤسسة جوائزها الخاصة للاحتفال بشجاعة وإبداع الفنانين الذين يسخرون مواهبهم لنشر العدالة الاجتماعية وإلهام الروح البشرية وتغيير المجتمعات في كل المجالات الإبداعية، على حد قول المؤسسين.
فاز بالجائزة الرئيسية، التي تبلغ قيمتها 75 ألف دولار موزعة علي ثلاثة فائزين هم السوداني علي مهدي نوري، مؤسس فرقة مسرح البقعة التي قدمت عروضها الفنية في درافور، ومسرح k-mu theatre الموسيقي الذي يحارب استغلال الأطفال في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والفنان أوين مازيكو الذي استخدم الفن للكشف عن جرائم الحرب التي ارتكبت في زيمبابوي.
وفاز بجائزة الشباب، التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار، فريق United Act الذي يعمل في معسكرات اللاجئين في الحدود بين ميانمار وتايلاند، بينما فاز بجائزة الفنان السجين، التي تبلغ قيمتها 25 ألف دولار، الشاعر الكازاخستاني آرون أتابيك عن مجمل أعماله الأدبية ومنها رواية «نازارباييف: النظام والثورة».
قدم الحفل باللغة العربية الفنان عمرو واكد، سفير النوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة لمحاربة الإيدز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالإنجليزية الإعلامية البريطانية «فيمي أوك».
وشهد الحفل حضور الدكتور صبري عبد العزيز، نائباً عن الدكتور زاهي حواس، رئيس المجلس الأعلى للآثار، وحسام نصار، وكيل وزارة الثقافة للشئؤون الخارجية، بالإضافة إلى السيدة جيهان السادات.
وعن الفائز بجائزة هذا العام قالت السيدة «بريتني ديفي»، المتحدثة الرسمية باسم المؤسسة :«تضرب فرقة مسرح البقعة مثالا يحتذى به علي تأثير قوة الفن في محاربة الظلم وإحداث تغيير حقيقي في أحد الاستراتيجيات المهمة في القارة الأفريقية، حيث يعد علي مهدي نوري مثالا يحتذي به فنانو العالم الذين يستخدمون مواهبهم ليكونوا أصوات الشجاعة في مجتمعاتهم ولدعم العدالة الاجتماعية وللدفاع عن الكرامة الإنسانية».
علي مهدي نوري، الذي تعمل فرقته على «استخدام الفن في تحقيق المصالحة بين الأحزاب السودانية المتناحرة ولتعزيز الوحدة والأمل بين كل الشعوب السودانية»، أهدى الجائزة إلى سيدة سودانية من دارفور تجاوزت السبعين عاما كان قد التقاها أثناء عمل الفرقة، ويقول عن تلك السيدة إنها رقصت أثناء العرض وكأنها لا تبلغ من العمر إلا سبعة عشر عاما وبكت بعد انتهاء العرض مؤكدة أنها لم تبتسم ولم تضحك ولم تتكلم إلا نادرا من قبل العرض بسبع سنوات، وقت تفجر أزمة دارفور، وكتعبير عن امتنانها أعطته حجرا أسود ليحميه من الشرور، مضيفا أنه يعتقد أن هذا الحجر كان هو السبب الرئيسي وراء فوزه بهذه الجائزة.
أما فريق شباب United Act فيعمل على مكافحة ظاهرة الاتجار في الأطفال في مخيمات اللاجئين على حدود ميانمار وتايلاند، والفريق نفسه من شباب اللاجئين، حيث تعمل بكثافة عصابات تجارة البشر وجاءت اعمالهم الفنية لتعبر عن أحداث حقيقية وجرائم ارتكبت في حق الأطفال في تلك المخيمات.
وعن الفوز بالجائزة يقول «أونج ميو»، ممثل الفريق الذي حضر الحفل إن «الفوز بهذه الجائزة يمنح هذه القضية العالمية اهتماما خاصا ويساعد كثيرا على نشر هذه الرسالة»، مؤكدا أن الفريق كان يعمل من قبل دون أى مساعدات ودون دعم من أحد، ولكن بعد الفوز بالجائزة تغير هذا الشعور وزاد الاحساس بقوة العمل من خلال المساندة الدولية للفريق، وأشار إلى أمله في أن يساعد الدعم الدولي علي تغيير سلوك سماسرة الأطفال لوقف هذه المخالفات والجرائم التي ترتكب في حق الأطفال.
وعلي الرغم من التعاطف الذي ناله فريق United Act بعد كلمة ممثله، إلا أن أسكار إيدراخان حاز على الكم الأكبر من التعاطف والتشجيع بعد أن ألقى كلمة نيابة عن والده الشاعر الكازاخستاني آرون أتابيك، الذي لا يزال يقضي عقوبة السجن لمدة 18 عاما في أحد سجون كازاخستان بعد اتهامه بتدبير أعمال شغب جماعية أدت إلى وفاة أحد أفراد الشرطة، وهى التهمة التي أنكرها بشدة.
وأشار إيدراخان إلى أهمية هذه الجائزة كدعم له ولأسرته في مواصلتهم للحملة التي أسسوها للإفراج عن والده مؤكدا أن الفوز بهذه الجائزة يثبت أنه لا يوجد شيء قادر على قهر الفن، وقال: «تستطيع أن تسجن شخصاً.. ولكنك لا تستطيع أن تسجن قصيدة من الشعر».