أكد الفنان ظافر العابدين أن شخصية الضابط عمر في مسلسل الخروج من الشخصيات التي تستفز الممثل لتقديمها، خاصة أنه يعيش في اضطراب نفسى رغم نجاحه عملياً، وقال «العابدين»، في حواره لـ«المصرى اليوم»: إنها المرة الأولى التي يقدم فيها دور ضابط شرطة على شاشة التليفزيون وإنه استعان في التحضير بآراء العديد من أصدقائه، كما أنه جلس كثيراً مع ضباط شرطة للتعرف عليهم عن قُرب.
وأضاف أن عرض المسلسل على أكثر من قناة ساهم في انتشاره وحقق له نسبة مشاهدة كبيرة، وهى في النهاية مسؤولية منتج العمل، وأن صداقة قوية تجمعه بزميله في المسلسل الفنان شريف سلامة الذي يشاركه البطولة، وأن هناك منافسة بينهما في النهاية هي لصالح العمل كله.. وإلى نص الحوار:
■ ما سرّ حماسك لسيناريو «الخروج»؟
- عُرض علىّ كثير من السيناريوهات هذا العام، واخترت «الخروج» تحديدًا كونه عملاً مميزاً على مستوى القصة والتيمة نفسها، وأجسد من خلاله شخصية لها تركيبة مختلفة ومتنوعة بين الأكشن والساسبنس، فيها جانب اجتماعى إنسانى، وشعرت معها بتحدٍّ، ومنذ قراءتى الأولى لسيناريو محمد الصفتى لم أتردد في التعاقد عليه، لأننى دائماً ما أسعى إلى تطوير نفسى، خاصة بعد مسلسل تحت السيطرة الذي شاركت فيه العام الماضى، وهو عمل هادف حاولت إيجاد تجربة بعيدة بعض الشىء أجد نفسى فيها بصورة مختلفة.
■ كيف حضّرت لتجسيد شخصية الضابط؟
- الشخصية صعبة جداً في تجسيدها، لأنها المرة الأولى في الدراما التليفزيونية بالنسبة لى التي أقدم فيها دور ضابط شرطة، لكننا كممثلين شغلتنا أن نرصد ونشاهد ونسأل كل من حولنا من نماذج إنسانية، ونعتمد على هذا المخزون ونقتبس منه، وكذلك قابلت ضباط شرطة وتحدثت معهم وجلست معهم أثناء عملهم لأتعرف على تفكيرهم وتعاملاتهم وحاولت أن أفهم شغلهم وأقترب منهم، وكذلك اعتمدت على النص بشكل كبير ووجهة نظر المخرج، واعتمدت كذلك على خيالى، وكوّنت «ميكس» بين كل ذلك حتى خرجت الشخصية.
■ وهل شخصية «عمر» قريبة إلى ظافر عابدين؟
- ليس شرطاً أن أكون عشت بعض مشاعر أو ظروف الشخصية التي أجسدها حتى تخرج بشكل واقعى، فأنا دائماً ما أتعلم أشياء جديدة من كل شخصية أقدمها، والمهم في رأيى أننى أتعايش مع الدور وليس شرطاً أن تكون قريبة منى أو لا لأننى أُفضّل التحدى.
■ تعددت أدوار رجال الشرطة في رمضان هذا العام.. فماذا عن المنافسة بينك وبينهم؟
- لا أركز مع غيرى من الممثلين، وإن كانت الصدفة بالفعل في وجود أكثر من ممثل يجسد شخصية ضابط شرطة ضمن الماراثون الرمضانى، لكنى مؤمن بأن المقارنة صعبة وليس لها محل من الإعراب، فلكل ممثل طبيعته وطريقته في التجسيد والتمثيل، وكذلك كل شخصية لها جانبان، إنسانى وعملى، فقد تتشابه الأدوار في الجانب العملى لكن على المستوى النفسى هناك اختلافات، وشخصية عمر مستفزة لأى ممثل وكانت لها متطلباتها الخاصة وسيتعرف المُشاهد في الحلقات القادمة على علاقة عمر بوالدته وأسرته وغيرها من الجوانب المتعلقة بحياته وتعايشه.
■ الشخصية تظهر وكأنها تعانى اضطرابات نفسية، كيف تعاملت مع ذلك؟
- كنت أركز على ضرورة ركوب الشخصية منذ الحلقة الأولى، حتى يشعر المشاهد بالمعاناة التي يعيشها «عمر»، وحرصت على أن يظهر بأنه يحب عمله جدًا وأنه شاطر ورغم ذلك يبحث عن تسوية معاشه، هذا التضارب في الشخصية احتاج لتكوين تاريخ لها والصعوبة في أن أحافظ عليه على مدار أيام التصوير، لأننا لا نصوّر المشاهد بالترتيب، فأول مشاهد العمل تم تصويرها بعد شهر تقريبًا من بداية التصوير واحتاجت تركيزًا كبيرًا منى في معرفة الحدوتة، وتعاملت معها باحترافية شديدة.
■ بدأت التصوير في وقت متأخر، فهل تم تعديل أو حذف بعض المشاهد؟
- لم يتم حذف ولو مشهد واحد من المسلسل، لكننا تعرضنا لضغط شديد في التصوير ومجهود مضاعف حتى ننجز المعدل المطلوب قبل حلول شهر رمضان، وهو شىء اعتدت عليه بسبب مواعيد التصوير، المهم أن أجسد كل مشهد كما يجب أن يكون لأن الجمهور لن يقبل الخطأ أو الحجج بأن الفنان كان مجهداً أو غيره، وسوف نستمر في التصوير حتى يوم 15 رمضان.
■ كيف تعاملت مع مشاهد المطاردات والأكشن في المسلسل؟
- استعنا بمجموعة متخصصة في تنفيذ وتأمين هذه المشاهد، وخدمنى أننى انتهيت مؤخرًا من تصوير فيلمى «عصمت أبوشنب» مع ياسمين عبدالعزيز، وأجسد من خلاله أيضاً شخصية ضابط، وقدمت فيه مجموعة كبيرة من المطاردات ولا أخفى عليك أننى كنت أنتظر الفرصة لأثبت نفسى في هذا اللون من الدراما ومارست الرياضة بشكل يومى لأحافظ على لياقتى البدنية، وكذلك تدربت على الإمساك بالسلاح والجرى وقتاً طويلاً.
■ هل استعنت بدوبلير في تنفيذها؟
- الحمدلله لم أتعرّض لأى إصابات، ومن المفترض أن أستعين بدوبلير في بعض المشاهد الخاصة بالتفجيرات، وسوف يتم تصويرها خلال الفترة المقبلة.
■ أنت مع أم ضد الحكم على المسلسل من حلقاته الأولى؟
- دون شك الحلقة الأولى مهمة لأنها تمنح المشاهد الانطباع عن الموضوع ومن خلالها يتحمس لمتابعته، وهو ما قدمه باحترافية المخرج محمد العدل، لكن مهم متابعة الحلقات بشكل متتالٍ لأن الأحداث متعددة وسريعة تعتمد على الساسبنس والتشويق، وفى رأيى أن الحكم المسبق ليس في محله لأن الورق يحتوى على تنوع وتغير في الشخصيات وتصاعد و«لسه اللى جاى أحلى».
■ كيف تقيّم تجربتك مع المخرج محمد العدل؟
- التعاون معه سهل، ولديه وجهة نظر استفدت منها ورؤية، ورغم صغر سِنّه إلا أنه يمتلك خبرة كبيرة وصورة مميزة، وأتمنى أن تجمعنا أعمال أخرى.
■ العمل بطولة جماعية، هل تفضل هذه النوعية من الدراما؟
- ما يشغلنى أن يكون دورى مميزاً وسيناريو متماسكًا، لأنهما أساس اختيارى أكثر من كونه بطولة مطلقة أو جماعية، والحمدلله كنت محظوظاً بالتعاون مع شريف سلامة وبيننا صداقة وبنشتغل معًا لمصلحة الشخصيات وبيننا منافسة قوية لأن دورينا مختلفان ونجتمع بشكل يومى لمناقشة تفاصيل المسلسل، وهذه هي الحالة التي أفضلها.
■ هل تدخلت برأيك في تعديل بعض المشاهد؟
- لم أتحدث مع السيناريست محمد الصفتى أو أطلب منه شيئاً ولكنى في نقاش مستمر مع المخرج وعليه أن يأخذ بنصائحى أو لا، لأنه صاحب الكلمة الأخيرة في النهاية.
■ العرض المتعدد للمسلسل ميزة أم عيب؟
- لا شك أنه حقق انتشارًا واسعًا وفى صالحه بالتأكيد، وفى النهاية هي رؤية وحسابات المنتج ومن الصعب الممثل يحكم عليها، وإن كنتُ سعيداً بتنوع شاشات العرض.
■ ما هي رؤيتك للدراما التليفزيونية في رمضان هذا العام؟
- هناك تطوير ما بين التشويق والأعمال الاجتماعية بمشاركة ممثلين مهمين من الشباب والكبار، والمُشاهد محظوظ بامتلاكه القدرة على الاختيار، والفيصل في النهاية مهما اختلفت الأفكار في حرفية الأداء والصناعة لأنهما من يمنحنا الأفضلية.