كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تمكن بلاده من إحراز إنجازات هائلة في مجال تحديث وتطوير قدراتها النووية.
وقال بوتين في مقابلة مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية الكبرى ومن بينهم رئيس وكالة (إفي)، بسان بطرسبرج، «لقد حذرنا اننا سوف نقوم بذلك. قلنا وفعلنا. استطيع ان اقول اننا أحرزنا تقدما هائلا» في مجال التسلح النووي.
واعتبر بوتين ان بهذه الطريقة دون غيرها، أي من خلال تطوير وتحديث قدرات روسيا النووية، «يمكن الحفاظ على التوازن الاستراتيجي في العالم».
كما حذر من ان نشر الدرع الصاروخية من قبل الولايات المتحدة في أوروبا، وتحديدا في رومانيا، يمثل خطرا كبيرا على روسيا وعلى أمن أوروبا.
وشدد «التهديد (النووي الإيراني) لا وجود له، ولكن الدرع الصاروخية آخذة في الانتشار بأوروبا. هذا يعني أننا كنا محقين حينما قلنا إنهم يخدعوننا، وأنهم لم يكونوا صادقين معنا».
وفي حين أكد «لا أسعى للخلاف أو إلقاء اللوم على أحد»، اعتبر الرئيس الروسي ان خروج الولايات المتحدة من جانب واحد من معاهدة خفض الأسلحة النووية «كان ضربة للاستقرار العالمي انطلاقا من منظور الإخلال بتوازن القوى».
وتابع «لم يظن أحد أن روسيا قادرة على تعزيز أسلحتها الاستراتيجية، لكننا أعلنا أننا سنفعل ونحن نعمل على ذلك بالفعل. ويمكنني أن أؤكد اليوم أن روسيا حققت نجاحا هائلا في هذا المجال».
واستطرد «لن اتحدث عن كل شيء، لكننا قمنا بتحديث منشآتنا وطورنا بنجاح أجيال جديدة» من الأسلحة النووية الهجومية.
وعاد بوتين ليحذر «نسحب العالم باتجاه ابعادا جديدة. لأنهم مستمرون بالدرع. وأعلم يقينا أننا سنجد انفسنا مضطرين للرد. وأدرك مسبقا أنهم سيتهموننا بالتصرف بعدائية، رغم أنه مجرد رد».
وتطرق الرئيس الروسي إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة، وحول ما إذا كان يفضل وصول هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قال أنه سيعمل «مع من يتم انتخابه رئيسا، بغض النظر عن الخطاب الانتخابي».
وأردف «أيا يكن الخطاب الانتخابي، لن نحكم على كلمات بل أفعال من سيتم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وسنبحث عن السبل من أجل تطبيع العلاقات، في مجالي الاقتصاد والأمن».
وبالمثل قال بوتين أيضا فيما يخص الانتخابات المقبلة في إسبانيا «ليس لدينا تفضيل ما»، ومثلما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة، أكد «سنعمل مع كافة الأحزاب ومع أي زعيم» يفوز في الانتخابات العامة الإسبانية.
أما بشأن الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، أكد بوتين على عدم رغبته ابداء رأيه تجاه الشؤون الداخلية لدولة أخرى، لكنه تسائل عن دوافع اتخاذ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقرار إجراء استفتاء.
وتابع «لماذا قرر إجراء عملية التصويت؟. لماذا فعل ذلك؟. لابتزاز أوروبا مجددا؟. لبث الخوف في نفس أحدهم؟. ما هو الهدف الذي يسعى اليه إذا كان معارضا؟» لمسألة الاستفتاء.
وأكد بوتين أن الـ(بريكسيت) «ليس من شأننا»، على أي حال، وأن الأهم هو أن يكون الناخبون الذين سيدلون بأصواتهم «لديهم معلومات كافية ويدركون توابع» خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وشدد الرئيس الروسي على أنه رغم تحميل بلاده مسئولية كل ما يجرى، إلا أن موسكو غير مسئولة بأي حال عن الدعوة للاستفتاء في بريطانيا.