x

نيوتن روشتة للإسكان نيوتن الجمعة 17-06-2016 22:05


هذه المرة دخلت إلى الموضوع مباشرة. بدون مقدمات. بغير مواربة. لم أكن فى حاجة لذلك. قلت:

يا سيادة رئيس الوزراء أرجو أن يكون اقتراحى التالى ليس صادماً. نظر إلىّ بدهشة كبيرة. واصلت كلامى. لم أتوقف. اقتراحى يتلخص فى أن نتجه لإقامة ثلاث عواصم إدارية وليس واحدة.

الأولى- فى اتجاه حلوان لسحب الكتل الإدارية الواقعة فى وسط جنوب القاهرة. من المنيل. المعادى. وما حولهما.

الثانية- فى اتجاه 6 أكتوبر وامتداد القرية الذكية، لسحب الكتل الإدارية الواقعة فى الجيزة ومحيط المهندسين، والدقى والعجوزة والمناطق المحيطة بها.

الثالثة- فى موقع العاصمة الإدارية الجديدة فى اتجاه العين السخنة لسحب وحدات الإشغال الإدارى من مصر الجديدة. ومدينة نصر. والزيتون. وعين شمس. وما حولها.

عندنا تجارب من قبل لإنشاء عاصمة جديدة. مدينة السادات فى عهد الرئيس أنورالسادات. نريد أن نتجنب هذا الفشل هذه المرة. حتى لا تتحول عواصمنا الجديدة إلى مدن أشباح. ليس هناك إلا حل واحد. تفعيل قانون قائم. يلزم الجميع الحكومة والقطاع الخاص بنقل الوحدات الإدارية والخدمية من العمارات السكنية. علينا أن نطبقه بكل حزم. بدون استثناءات. إذا نجحنا فى ذلك نكون قد حققنا نظرية آدم سميث. طلب فى مقابل العرض. ماذا وإلا ما سوف نبنيه سيكون مدن أشباح. خاوية.

بعدها يا سيدى إخلاء القاهرة معناه توفير نجدة أمنية لخدمة الناس. إسعاف طبى لإنقاذ المرضى. هذا لن يتحقق دون تيسير سهولة المرور. تلكما الخدمتان معطلتان. كذلك المطافى. استمرار الفشل المرورى لن يساعدنا فى جذب سياحة حقيقية. تستطيع التنقل بين مزاراتنا السياحية.

يكفيك نظرة إلى القاهرة. هى أكثر المدن ازدحاما. لكنها يوما الجمعة والسبت. أى خلال العطلة الأسبوعية. ستجد نفسك أمام مدينة أخرى. ليست تلك التى تعانى من الازدحام والتكدس المرورى والاختناق طوال أيام الأسبوع.

إن وزير الإسكان الحالى من أكثر الوزراء كفاءة. من أكثرهم إنجازا وقدرة على مواصلة العمل. لديه أجندة محددة. لكن أجندته فى إطار ما هو مرسوم من سياسات، وخطط، وتوجيهات رئاسية. ومن ثم زاوية الرؤية عنده ربما تختلف عن شخص مثلى يجلس فى مقاعد المتفرجين. لذلك يرى مشكلة الإسكان فى مصر من زاوية مختلفة. يتصور لها حلولا مختلفة. فمشكلة مصر كانت، وما زالت فى الاحتلال الإدارى للوحدات السكنية. سواء كان من قبل مصالح حكومية. أو من قبل شركات أو مكاتب إدارية متنوعة الأنشطة.

حين تنجح هذه التجربة يمكن تطبيقها فى المدن المصرية الأخرى بالتوالى. فى الإسكندرية. طنطا. المنصورة. دمنهور. الزقازيق. أسيوط. إلخ. بهذا ستعود إلينا المدن السكنية القديمة. سنتمكن من زيارتها. سيتحدد طابع كل مدينة. قد نجعل منها مزارات سياحية إذا أعدناها إلى سيرتها الأولى. بعد أن يعود لها رونقها ونظافتها. مكسبنا الحقيقى سيتحقق أيضا يوم تصبح مصر كلها خلية نحل للعمل بكل محافظة. سيمتص هذا كثيرا من بطالتنا المقنعة والسافرة. التى بلغت 13 مليون عاطل. هتلر نجح فى خلال عامين فى توظيف 6 ملايين ألمانى عاطل. فى وظائف حقيقية حتى لو كان فى إنتاج المعدات الحربية. بعد ذلك ستختفى إلى حد كبير أزمة الإسكان بالشقق التى ستتوفر فى أنحاء الجمهورية.

الرئيس يقول: لن أعمل وحدى. لن أنجح إلا إذا شاركتمونى. فبدلا من السخرية من كل مشروع يتم طرحه. علينا أن نطوره معه. نشاركه بوسائل جديدة تضيف إليه. تحقق ما نحلم به جميعا.

انتهيت من روشتة الإسكان. ثم قلت لرئيس الوزراء: يا سيدى.. أستأذنك. فأمامى سفر لأمريكا حيث تنتظرنى كشوفات صحية دورية. يجب أن أقوم بها. وستكون هناك فرصة لأعود إليك بأفكار طازجة جديدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية