تعد محافظة الشرقية من المحافظات الكبرى التى يوجد بها عدد من كبير من الأضرحة والموالد ويفد إليها الزائرون من كل حدب ليتبركوا بلمس الضريح بعدما ذاع صيت صاحبه، وكانت أضرحة الصالحين وأهل الخير موجودة حتى عهد قريب، غير أنه بدأت فى الاختفاء مع ظهور الدعاوى المحرمة لزيارات هذه الأضرحة، وكان من أكثر المنشغلين بالأضرحة هم المتصوفون وأهل الورع والتقوى، حيث كثر الأولياء الصالحين فى صحارى الشرقية وقراها.
«المصرى اليوم» زارت أحد الأضرحة بالمحافظة، التى يفد إليها الزائرون من شتى بقاع مصر وخارجها ليتبركوا بصاحب الضريح، وسط التكبيرات، والتهليلات فى حلقات ذكر متواصلة.
حلقات ذكر وولائم، واحتفالات حتى الصباح داخل ضريح الإمام على المجلى الذى ولد عام 1888 فى مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، وأقيم ضريحه داخل منزله بالمدينة، حيث روى عن أهل السلف أن والدته فاطمة محمد غباشى، التى يصل نسبها إلى سيدى إبراهيم الدسوقى المتصل نسبه بسيدى على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب فى المنام، وقد أتى لها السيد أحمد البدوى، وقال لها يا فاطمة ستلدين ولدا صالحا سميه عليا. وفى اليوم التالى رأت سيدى إبراهيم الدسوقى وبشرها بنفس البشرى وكبر على المجلى وترعرع وحفظ القران كاملا على يد شيخه محمد سعد ثم استكمل دراسته حتى حصل على البكالوريا وكان يسلك الطريقة البيومية نسبة إلى سيدى على نور الدين البيومى ثم سلك على المجلى نفس الطريقة الصوفية وعمل العديد من الكرامات، حيث كان يجذب الناس من طريق الضلال إلى الهداية وتخرج من تحت يده الكثير من المشايخ.
توفى على المجلى عام 1982 وطلب أن يدفن بمقابر الشيخ البلاسى بمركز فاقوس بالشرقية تقديرا لوالديه وبعد مرور 11 شهرا رأى أولاده رؤيا بأن والدهم يطلب نقل جثمانه من المقابر إلى حجرة بمنزله ليدفن فيها، وفوجئ أبناء الشيخ على المجلى بأن مجموعة كبيرة من محبى الشيخ والدراويش قد رأوا نفس الرؤيا، فما كان عليهم إلا أن قاموا بتقديم طلب إلى محافظ الشرقية وقتها اللواء أمين متكيس، وبالفعل صرح محافظ الشرقية والأجهزة الأمنية بنقل جثمانه من المقابر إلى بيته وسط الأغانى والزغاريد.
يقول عصام على المجلى، نجل الشيخ لـ«المصرى اليوم»، إنه أثناء دخول الجثمان المنزل فوجئ الجميع بانهيار السور الملاصق للحجرة دون المساس به كى يتيح الفرصة للنعش بالمرور، مشيرا إلى أنهم يقومون كل عام بتقديم الولائم وإقامة حلقات ذكر متواصلة.
وأضاف نجل الشيخ المجلى أن والده له أوراد وتسابيح وأحزاب وكانت له مكتبة كبيرة ضمت العديد من الكتب، ذكر منها صحيح البخارى وصحيح مسلم ومسند الإمام أحمد وصحيح الترمذى ورياض الصالحين وكان مذهب والده المالكية، مشيراً إلى أن الضريح يقام به حضرة السبت حيث يفد إليه مريدوه كل يوم سبت لنقل الأوراد والإنشاد الدينى يتخللها حلقات ذكر متواصلة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، كما يحتفل مريدو الشيخ على المجلى فى شهر رجب من كل عام بإنشاء مولد له إحياء لذكرى ميلاده وفى السادس عشر من شهر رمضان يقام بالضريح سنوية إحياءً لذكرى وفاته تقدم من خلالها الولائم ثم صلاة المغرب يعقبها دروس علمية والمدائح النبوية والإنشاد الدينى وخلال شهر رمضان الكريم يتم التنسيق بين عدد من المريدين لإقامة إفطار مجمع فى بيت كل منهم على حده يعقبه حلقات ذكر ومدائح نبوية.
وأشار الشيخ عصام المجلى إلى أن الضريح يفد إليه كل عام الآلاف من المريدين من شتى بقاع مصر والعالم العربى كدولة الكويت والإمارات والأردن، بالإضافة إلى الدول الأجنبية كألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول ليتبركوا ببركة المكان، بالإضافة إلى استقبال المئات من المواطنين الذين يعانون من أمراض الجن والمس والسحر ويتم علاجهم بالقران والسنة وذلك مقابل مبالغ رمزية على حسب الشريعة الإسلامية، لافتاً إلى أنهم ينتمون إلى عرب الهنادى وأصلها قبيلة إسلم، والتى قال عنها رسول الله «إسلم سلمها الله».